أحمد نجيم من طنجة: خلال كلمته القصيرة والمركزة اختار مدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل أن يكرم صديقه "الشاعر الوزير" محمد الأشعري، فأوضح أن مهرجان طنجة المتوسطي الدولي لم يكن لير النور دون إدارة جماعية قوية حاولت سنة 2002 أن تجعله مهرجانا مستقلا مشرفا على المستقبل، وختم قائلا "لنا الشرف أن نتابع المشروع". هذا الإطراء على الوزير الشاعر أخجل الأشعري فرد أن الصايل يحب أن يورط أصدقاءه. كلمة الأشعري المختصرة المرتجلة أكدت على أن إنتاج 52 فيلما في المغرب يساعد في تكوين الذاكرة المشتركة"، وتمنى أن تكون الدورة الحالية دورة "ترسيخ" لهذه التجربة السينمائية. دعوة الصايل الموجهة إلى محمد الأشعري كانت دعما كبيرا من المركز السينمائي المغربي على حرب الأشعري ضد جريدة التجديد وحزب العدالة والتنمية بخصوص ما أصبح يعرف "حرب المهرجانات"، وكان الوزير تحدث في حوار سابق عن تخادل المثقفين عن الدفاع على الحملة على المهرجانات الفنية والثقافية والسينمائية. جاء الأشعري، صاحب فكرة المشروع قبل ثلاث سنوات، رفقة كاتب الدولة في الشباب محمد الكحص. لكن أبرز غائب كان وزير الاتصال محمد نبيل بنعبد الله، واكتفى الكاتب العام لوزارته محمد عياد، بنقل اعتذار الوزير على عدم تمكنه من الحضور.
كان حفل الافتتاح أكثر طولا مقارنة بالدورة السابقة، فنائبة المجلس البلدي بطنجة تحدثت بلغة إنشائية طويلا ومل الحاضرون من كلمتها تلك والكاتب العام لوزارة الاتصال تلى كلمة بخجل كبير، الكلمات الوحيدة التي ناسبت مهرجانا للفيلم القصير كانت لمدير المركز السينمائي نور الدين الصايل ووزير الثقافة محمد الأشعري، الأول نوه بمبادرة مؤسسة "أونا" وشركة الإنتاج "عليان للإنتاج" على فكرة إنتاج أفلام قصيرة، متمنيا أن تحدو مؤسسات أخرى خاصة هذا المنحى، أما الأشعري فتحدث عن الفيلم القصير باعتباره "شعر السينما".
خلال حفل الافتتاح الذي حضره عدد كبير من السينمائيين المغاربة استحضر الحضور أهم لحظات الدورة المنصرمة، لكن لم تكن تلك اللحظات بقوة الدورة، لتبدأ العروض. "كارد" لعبد الواحد المثنى، الفيلم صور بكاميرا ثابثة وإطار واحد، عبارة عن بورتريه لعائلة مغربية عادية منذ الاستقلال إلى السنوات الأخيرة، تجربة جديدة لهذا المخرج عبر التركيز على نص مصاحب للصور التي تمر أمام المشاهد، نص جميل ومعبر لشخصية تكتشف في الأخير أنها ضمن العائلة. الفيلمان الآخران "فجر ويأتي الموت" لهشام الجباري و"لوناتيكا" لهشام العسري، جنحا إلى التجريد، المبالغ فيه أحيانا. يبقى حفل الافتتاح عرض تجارب سينمائية جديدة في الفيلم القصير بالمغرب.

.