محمد الخامري من صنعاء : أعلنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية اليوم اكتشاف خمس مستوطنات بشرية و6 مقابر قديمة تعود إلى حقب تاريخية ضاربة في القدم لم يتم تحديدها حتى الآن وان علماء الآثار يعكفون حالياً على دراستها لمعرفة العديد من أسرارها. وأضافت الهيئة انه تم اكتشاف المستوطنات والمقابر الأثرية في جزيرة سقطرى خلال أعمال المسح الأثري الذي نفذته بعثة الآثار الروسية في الجزيرة الواقعة على 500 ميل بحري من الشواطئ اليمنية ، مشيرة إلى وجود ثلاث مستوطنات في قرية درعه quot;وسط الجزيرةquot; ، ومستوطنتين في منطقة حجرن التي تقع في الجزء الشرقي من الجزيرة بالقرب من مدينة حديبو ، بالإضافة إلى ان اثنين من المقابر الاثرية التي تم اكتشافها تقع في حجرن وواحده في قرية كيزه ، واثنتين في درعه.
وأشار رئيس هيئة الآثار إلى أن هذا المسح الأثري هو الثاني في سقطرى وان البعثة بدأت مطلع تشرين الثاني quot;نوفمبرquot; الجاري موسم مسحها الأثري من منطقة حجرن قرب حديبو التي تقع على ساحل الجزيرة وقادتهم أعمال المسح للاتجاه نحو مناطق المرتفعات في الوسط والجنوب , لافتا إلى أن التسلل التاريخي لجزيرة سقطرى يبقى مفتوحا أمام العلماء والباحثين .
وتحظى جزيرة سقطرى اليمنية وهي من أكبر الجزر اليمنية و تقع على البحر العربي و تبعد عن السواحل اليمنية بحوالي 510كم ، وتبلغ مساحتها حوالي 3650 كم وتضم مجموعة من الجزر الصغيرة الأخرى مثل جزيرة دم الأخوين ، تحظى باهتمام دولي كبير نظرا لتنوعها الحيوي الفريد و كان آخر تجليات ذلك الاهتمام هو إدراج أرخبيل جزيرة سقطرى ضمن الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي الذي تم إقراره من قبل برنامج الإنسان والمحيط الحيوي MAB التابع لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم اليونسكو.
كما أن العلماء والباحثين البيئيين من مختلف بلدان العالم كانوا ولازالوا مهتمين بهذه الجزيرة فلا تزال البعثات العلمية الأجنبية تتوافد لإجراء الدراسات على أنواع النباتات والكائنات الفريدة التي تتميز بها جزيرة سقطرى من اجل دراستها واكتشاف المزيد منها. من هؤلاء العلماء و الباحثين البروفسور ولفانج فرانك الباحث والأكاديمي الألماني بجامعة روستاك و الذي سبق له في ثمانينيات القرن الماضي تأليف كتاب عن التنوع الحيوي في جزيرة سقطرى أحد المراجع العلمية الهامة والنادرة كما استعرض في أواخر العام 2004م نتائج دراسة أجراها على أربع سحالي سقطرية يعتقد إنها من الأنواع النادرة على مستوى العالم والتي لها دور في التوازن البيئي في الجزيرة.
كما أعلنت جزيرة سقطرى رسمياً محمية طبيعية في 27 سبتمبر 2000م إضافة إلى ذلك هناك أربع محميات مرشحة للإعلان كمحميات طبيعية ومخطط لها على المدى القريب وهي محمية حوف في محافظة المهرة ومحمية برع في محافظة الحديدة ومحمية شرمه في محافظة حضرموت ومحمية بلحاف في منطقة بئر علي في محافظة شبوه.
على الرغم من التنوع الحيوي الذي تتميز به المناطق اليمنية المعلنة كمحميات طبيعية أو تلك المرشحة كمحميات طبيعية إلا أن جزيرة سقطرى وأرخبيلها الذي يضم 6 جزر صغيرة تعتبر الأجمل والأغنى والأكثر تفرداً في تنوعها الحيوي.
جزيرة سقطرى هي أكبر وأهم جزيرة ضمن خمس جزر تكون أرخبيل يعرف باسمها quot;أرخبيل سقطرىquot; وهي: سقطرى وعبد الكوري ودرسة وسمحة وكعول فرعون. و يقع أرخبيل سقطرى عند نقطة التقاء المحيط الهندي بالبحر العربي وشرق أفريقيا، وتتناثر جزره على مستوى أفقي تقابل في امتدادها الساحل الجنوبي الشرقي لليمن عند محافظتي المهرة وحضرموت أما المساحة الإجمالية للأرخبيل فتقدر بنحو 2650 كيلو مترا مربعا ويبلغ طول جزيرة سقطرى وحدها 125 كيلو مترا وعرضها 33 كيلو مترا.
التعليقات