رايس تتراجع بعد تصدرها اللائحة لسنتين:
فوربس: آنجيلا ميركل... أقوى نساء العالم

إيلاف، نيويورك: جاء في تصنيف العام 2006 للنساء المائة الأكثر نفوذا في العالم الذي أصدرته مجلة فوربس أن المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل أطاحت بوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس باعتبارها المرأة الأقوى في العالم. وفي العام الماضي، لم يرد حتى اسم ميركل في هذا التصنيف حين كانت زعيمة المعارضة الديموقراطية المسيحية في المانيا. وستكتفي رايس، وزيرة الخارجية منذ كانون الثاني(يناير) 2005، بعدما كانت مستشارة الرئيس جورج بوش لشؤون الامن القومي منذ وصوله الى البيت الابيض في كانون الثاني(يناير) 2001، بالمرتبة الثانية في هذا التصنيف الذي كانت تتبوأ فيه المركز الاول منذ 2004.

وتراجعت نائبة رئيس الوزراء الصيني يي وو الملقبة quot;المرأة الحديديةquot; في الصين، والمعروفة بذكائها واناقتها، مرتبة وباتت في المرتبة الثالثة للنساء الاقوى في العالم. والنساء السبع الاخريات في المراتب العشر الاولى، هن quot;نساء تنفيذياتquot; ينتمين الى عالم الاعمال. فالرئيسة المديرة العامة المعينة لشركة بيبسي، الاميركية الهندية الاصل، ايندرا نويي، حلت في المرتبة الرابعة في لائحة فوربس، تليها آن مالكاثي مديرة شركة كزيروكس. والفرنسية الاولى في التصنيف هي آن لوفرجون (المرتبة الثامنة) التي تتولى ادارة مجموعة أريفا النووية.

ومن النساء اللامعات اللواتي دخلن التصنيف، ميشيل باشليه الرئيسة الاشتراكية لتشيلي (المرتبة 17)، ورئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف (المرتبة 51) ورئيسة وزراء كوريا الجنوبية هان ميونغ-سوك (المرتبة 68).

وقفزت الديموقراطية هيلاري كلينتون، المرشحة الديموقراطية المحتملة الى البيت الابيض في 2008، ثماني مراتب واحتلت هذه السنة المرتبة الثامنة عشرة في مقابل المرتبة السادسة والعشرين في العام الماضي.

وتشغل الاميركية الاولى لاورا بوش المرتبة الثالثة والاربعين، فيما تشغل الملكة اليزابيث الثانية المرتبة السادسة والاربعين، بين رئيسة الفيليبين غلوريا ارويو (المرتبة 45) والبورمية الحائزة جائزة نوبل للاداب سان سو كيي (المرتبة 47).

واحتلت الهندية الايطالية الاصل صونيا غاندي، رئيسة حزب المؤتمر في الهند المرتبة الثالثة عشرة في التصنيف. والمرأة الفرنسية الوحيدة في مجال السياسة التي ورد اسمها في التصنيف هي وزيرة الدفاع ميشال ماري-اليو (المرتبة 57) التي تقدمت ست مراتب مقارنة بالعام الماضي.

اما كريستي هفنر، ابنة مؤسس مجلة بلاي بوي والمسؤولة عن منشورات تحمل الاسم نفسه، فقفزت عشر مراتب وانتقلت من المرتبة 90 الى المرتبة 80.

وفي ما يأتي لائحة بأسماء العشرون الاول في تصنيف مجلة فوربس للعام 2006 لاقوى النساء في العالم:
1- انغيلا ميركل : المستشارة الالمانية
2- كوندوليزا رايس : وزيرة الخارجية الاميركية
3- يي وو : نائبة رئيس الوزراء في الصين
4- ايندرا نوويي : الرئيسة المديرة العامة المنتدبة لشركة بيبسي/الولايات المتحدة
5- آن مالكاثي : الرئيسة المديرة العامة لشركة كزيروكس/الولايات المتحدة
6- سالي كراوشيك : المديرة المالية لشركة سيتي غروب/الولايات المتحدة
7- باتريسيا ورتز : الرئيسة المديرة العامة لشركة ارشر دانييلز ميدلاند/الولايات المتحدة.
8- آن لوفيرجون : الرئيسة المديرة العامة لشركة اريفا/فرنسا
9- بريندا بارنيس : الرئيسة المديرة العامة لشركة سارا لي/الولايات المتحدة
10- زويي كروز: الرئيسة المشاركة لشركة مورغان ستانلي/الولايات المتحدة
11- ايرين روزنفيلد : الرئيسة المديرة العامة لشركة كرافت فودز/الولايات المتحدة
12- مليندا غايتس : الشريكة المؤسسة لمايكروسوفت/الولايات المتحدة
13- صونيا غاندي : رئيسة حزب المؤتمر في الهند
14-اوبرا وينفر : مقدمة تلفزيونية، رئيسة هاربو/الولايات المتحدة
15- آن سويني : الرئيسة المشاركة لديزني ميديا نتورك/الولايات المتحدة
16- ماري سامونس : الرئيسة المديرة العامة لشركة رايت ايد/الولايات المتحدة
17- ميشيل باشليه : رئيسة التشيلي
18- هيلاري كلينتون : سيناتورة في الولايات المتحدة
19- آن ليفرمور: نائبة رئيس شركة هيولت-باركارد/الولايات المتحدة
20 - هيلين كلارك: رئيسة وزراء نيوزيلندا.

ميركل بين الأمس واليوم
ولدت ميركل في مدينة هامبورغ في شمال ألمانيا. في عام 1954 انتقل والدها (قسيس لوثري) ومعه العائلة من شرق ألمانيا التي كانت تعرف حينها بالجمهورية الألمانية الديمقراطية للعمل في مدينة تمبلين. بقيت مع عائلتها هناك حتى بعد انهيار سور برلين وتوحيد الألمانيتين عام 1990. كانت أنجيلا ميركل في شبابها عضواً ناشطاً في منظمة quot;شباب ستالينquot; ودرست الفيزياء في جامعة لايبزغ بين عامي 1973 و1978، وعملت بعدها في المركز الرئيسي للكيمياء الفيزيائية في أكاديمية العلوم في برلين حتى عام 1990. بعد حصولها على الدكتوراة، عملت في مجال فيزياء الكم.

وبدأ حسها السياسي ونشاطها في هذا المجال بالنمو قبل انهيار جمهورية ألمانيا الديمقراطية في أواخر الثمانينات. وهي من المنادين بالحرية السياسية لمواطني ألمانيا الشرقية. انضمت إلى صفوف حزب نهضة الديمقراطية (Demokratischer Aufbruch) في العام 1989، في أول انتخابات حرة تجري في البلاد.

وخلال سنوات قليلة صعد نجم ميركل بسرعة فائقة لتتحول من عالمة فيزيائية مغمورة تعمل في أحد مختبرات برلين الشرقية إلى سياسية أصبحت حديث الساعة في الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ. وبعد أول انتخابات حرة في ألمانيا (الغربية والشرقية) عام 1990، أصبحت وزيرة لشؤون المرأة والشباب تحت حكومة هيلموت كول (1990 - 1994).

فازت ميركل (52 عاما) التي ترأس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في انتخابات خريف العام 2005 لتتزعم ثالث أكبر اقتصادات العالم، محدثة مفاجأة لمنافسها في الحزب الديمقراطي الاجتماعي غيرهارد شرودر في الانتخابات النيابية التي حصلت في 18 أيلول (سبتمبر) 2005.

وبعد مفاوضات شاقة مع الحزب الرئيسي الآخر في البلاد، تمكن الحزبان في 10 تشرين الأول(أكتوبر) 2005 من الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلاف تقودها ميركل لتصبح يوم 22 تشرين الثاني(نوفمبر) 2005 أول مستشارة لألمانيا وأول مستشار لجمهورية ألمانيا الاتحادية من شرق ألمانيا، حينما انتخبها أغلبية البوندستاغ (البرلمان الألماني). تناصف الحزبين باقي المناصب الوزارية فيما بينهم.

ومنذ ذلك الحين، أصبح للعالمة التي تحولت إلى سياسية وقعها المؤثر على أبرز زعماء العلم. إذ شددت على أهمية محور برلين - باريس في دفع عجلة الاتحاد الأوروبي، حيث كانت أول زيارة خارجية لها منذ توليها منصبها الجديد إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

كما دعت من جانب آخر إلى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ودعم سياساتها الخارجية في مناطق مختلفة وخاصة في أفغانستان والعراق. وزارت ميركل خلال شهري مايو ويونيو الولايات المتحدة، حيث التقت بأصحاب مؤسسات عالمية ضخمة هناك، ما شكل دفعا في اتجاه جلب الاستثمارات الأميركية إلى ألمانيا. وحققت ألمانيا خلال العام الجاري نموا بنسبة 2% مع خطة ميركل لإعادة هيكلة الاقتصاد الألماني.