سكينة اصنيب من نواكشوط: تتأثر حياة نجمات السينما في العالم العربي بالالتزامات والأعمال الفنية التي تتطلب الكثير من الوقت والجهد، وبدا هذا التأثير واضحا في حياتهن العائلية حيث وقف طموحهن الفني حاجزا أمام تكوين أسرة.
ولعل وجود عدد من النجمات بلا أطفال يطرح بقوة ظاهرة تأثير العمل الفني على الحياة الشخصية للفنان، ويدعونا تعدد حالات هذه الظاهرة الى التوقف عندها للبحث في أسباب فشل النجمات في تكوين أسرة والحصول على زوج وأطفال، رغم أننا نرى أنهن أفضل الزوجات وأحن الأمهات في أدوارهن الآسرة على الشاشة.
وتنطبق هذه الحالة على يسرا وهالة صدقي والهام شاهين ونبيلة عبيد وسعاد حسني ونيلي وليلى علوي وسناء جميل وأمينة رزق وغيرهن كثيرات.
لاشك أن تأجيل مشروع الزواج حتى اثبات الذات وتحقيق رصيد فني وقاعدة جماهيرية والتأثر بتأخر سن الزواج في المجتمع العربي أسباب رئيسية لهذه الظاهرة فأغلب الفنانات يعتبرن أن المسؤولية العائلية ستقف حاجزا أمام تألقهن واستمرارهن في عالم الفن لاسيما في البداية التي تتطلب من الفنان بدل جهد مضاعف والتفرغ التام للعمل.
وفي زحمة أعمالها الفنية تنقضي الأيام وتمضي السنين دون أن تستطيع الفنانة تكوين أسرة، حتى أصبحت مقولة أن الفن يسرق من الفنان عمره تجسد واقع الكثير من الفنانات، ثم تستمر التضحية عام بعد عام حتى تتعود الفنانة على حياة بلا عائلة.
وتزداد الأمور تعقيدا في حالة عدم ارتباط الفنانة حيث يصبح البحث عن زوج يتفهم الالتزامات الفنية صعبا للغاية، كما ان ارتباط فترة الانجاب بالنسبة للمرأة بمرحلة عمرية تعتبر قمة العطاء الفني، يضعف احتمالات ترك الممثلة لمجدها الفني في سبيل تكوين عائلة، اضافة الى أن التغييرات التي تحدث في الوسط الفني وترتيب مراكز النجومية يجعل الممثلة تفكر مليا قبل ترك الفن ولو لفترة محدودة، فالكثيرات غابت عنهن شمس التألق بعد أعوام أمضينها في الاعتناء بأسرهن ورغم أنهن عدن لمزاولة النشاط الفني بعد تلك المرحلة إلا أن استعادتهن لمركز النجومية يتطلب بذل جهود كبيرة قد لا تتكل بمثل نجاح البداية.
وإذا كانت بعض الفنانات قد رفضن الزواج وبعضهن أجلن مشروع الارتباط والانجاب الى أن أصبح الأمر مستحيلا، فلا شك أنهن جميعا يعشن هاجس الأمومة لأنها مسألة مهمة بالنسبة لأي امرأة، ويبدو ذلك جليا في اهتمامهن الزائد بأطفال العائلة مثل ابناء الاخوة والأخوات، وتفضيل بعضهن تبني أطفال على البقاء وحيدات.
ويؤثر ارتباط جمال الشكل والقوام بأدوار البطولة والنجاح الجماهيري، على أحلام الممثلات بالأمومة فأغلب النجمات يغبن عن الساحة الفنية والاعلامية بعد حملهن خوفا على صورتهن أمام المعجبين وبالمقارنة نرى ان الممثلات الغربيات يتفاخرن بحملهن ويحضرن الفعاليات الفنية وهن حوامل.
ويبدو أن نجمات الجيل الجديد استفدن من quot;أخطاءquot; النجمات السابقات فغادة عادل ونيلي كريم وحنان ترك ومنى زكي وريهام عبد الغفور وأخريات نجحن في التوفيق بين الأسرة والفن وأصبحن أمهات ونجمات.
لكن كيف استطاعت النجمات أن تعطين كل هذا الحنان والحب وهن محرومات من زينة الحياة: الأطفال؟ فهناك ممثلات قدمن ادوار الأم دون أن ينجبن وأبرعن في تجسيد الدور وأصبحن أشهر من لعب دور الأم على الشاشة كأمينة رزق وفردوس محمد وعزيزة حلمي وسناء جميل.