تتبع الهاتف المحمول كان الخيط الأول للقبض على المتهم
تفاصيل اعترافات المتهم بقتل ابنة ليلى غفران وصديقتها

هبة وزوجها علي

نبيل شرف الدين من القاهرة: قررت النيابة العامة في مصر حبس المتهم محمود سيد عبد الحفيظ عيسوي، على ذمة التحقيقات التي تجريها معه على خلفية اتهامه بقتل كل من: هبة العقاد ابنة الفنانة المغربية ليلى غفران، وصديقتها نادين جمال، بداخل شقة يملكها والد الأخيرة بمدينة الشيخ زايد بالسادس من أكتوبر يوم الخميس الماضي .
وووجهت النيابة إلى المتهم تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بالسرقة، وقد اعترف المتهم محمود سيد عبد الحفيظ عيسوي تفصيليا أمام النيابة العامة صباح اليوم الأربعاء بقتلة للضحيتين بغرض السرقة، بعد أن أنكر على مدى سبع ساعات خلال التحقيقات التي جرت معه من السابعة والنصف مساء أمس الثلاثاء، حتى الساعة الثانية والنصف من فجر اليوم ارتكابه لجريمة القتل مكتفيا بالاعتراف بأنه قام بعملية السرقة لمبلغ 400 جنيه مصري (ورقتان ماليتان فئة 200 جنيه) وهاتفين محمولين من داخل الشقة، وأنه شاهد نادين وهبة نائمتين .
غير أن محققي النيابة العامة اصطحبوا المتهم مخفوراً بقوات الأمن إلى مسرح الجريمة quot;الشقة التي وقعت بها الجريمةquot; لإجراء معاينة تصويرية للحادث، فاعترف المتهم بارتكابه لجريمة القتل على وجه التفصيل .
وأجرت النيابة العامة عملية المعاينة التصويرية لمسرح الجريمة والتي عرض فيها المتهم كيفية ارتكابه لها في توقيت مماثل لذات التوقيت الذي ارتكب فيه الجريمة فجراً .
وكانت أجهزة الأمن المصرية قد عثرت على جثتي كل من ابنة الفنانة ليلى غفران (23 سنة) وصديقتها نادين (23 سنة) غارقتين في بركة من الدماء وعليهما آثار طعنات انتقامية في الصدر والبطن مع وجود بعثرة بمحتويات الشقة .
واكتشفت الجريمة إثر إتصال هاتفي من هبة العقاد لزوجها أبلغته فيه بتعرضها هي وصديقتها لطعنات بالسكين من مجهول، فتوجه إلى الشقة التي تقيم بها فوجد نادين قد فارقت الحياة بالفعل، بينما حاول إنقاذ حياة هبة حيث نقلها إلى مستشفى دار الفؤاد حيث فارقت الحياة قبل لحظات من إجراء عملية جراحية لها لمحاولة إنقاذ حياتها .

سيناريو الجريمة
أما في تفاصيل الاعترافات التي أدلى بها المتهم أمام النيابة قال quot;إنه يعمل نجارا مسلحا ويتردد للعمل بمنطقة الشيخ زايد بالسادس من أكتوبر جنوب القاهرة منذ نحو أربعة أعوام، ونظرا لمروره بضائقة مالية فقد فكر في ارتكاب جريمة السرقة للإنفاق في عيد الأضحى خاصة في ظل وجود خلافات بينه وبين والده الذي يقيم معه ومع باقي أسرته في حي روض الفرج الشعبي المتاخم لمنطقة quot;شبراquot; شمال القاهرة .
وأضاف أنه وقف أمام الشقة التي وقعت بها الجريمة مترقبا حتى شعر بهدوء الاصوات داخلها، فقفز إلى داخلها عبر النافذة في الساعة الثانية والنصف من صباح يوم وقوع الجريمة، وعقب دخوله ظل مختبأ قرابة ساعة خلف ستارة بغرفة المعيشة، كما اعترف بانه قام بتوجية طعنات غائرة كثيرة إلى نادين بالسكين حتى لا تكشف أمره، ثم قام بذبح رقبتها، وقام أيضا بتوجيه طعنات بالسكين إلى هبة عندما رأها امامه داخل الشقة، ثم فر هارباً إلى وسط القاهرة ومنها إلى مسكنه بحي quot;روض الفرجquot; حتى ألقت المباحث القبض عليه .
ومضى المتهم قائلاً إنه عثر على مبلغ 400 جنيه (عبارة عن ورقتين فئة 200 جنيه) وعدد 2 هاتف محمول أحدهما يخض هبة العقاد والآخر يخص نادين جمال فسرقهما، وأضاف في اعترافاته أنه فقد الهاتف المحمول الخاص بهبة، وأنه أعطى الهاتف الخاص بنادين لصديق له يدعى محمد ضرغام وشهرته quot;حليquot; عقب ارتكابه لجريمته .
وكشفت التحقيقات عن مفاجأة مفادها أن الخيط الاول لاكتشاف الجاني تمثل في تتبع هاتف نادين المحمول الذي سرقه المتهم واستخدمه ضرغام بوضع شريحة خاصة به بداخله، حيث تم التعرف على مستخدم الهاتف وتحديد عنوانه عن طريق خاصية تتبع الهاتف المحمول ومعرفة عنوان واسم مستخدمه، حيث تم القبض على ضرغام الذي اعترف بالحصول عليه من صديقه محمود سيدعبدالحفيظ وأرشد عن عنوانه بروض الفرج حيث تم القبض عليه .
وشهد ضرغام امام النيابة بتسلمه الهاتف المحمول من المتهم محمود سيد عبد الحفيظ، وكشفت التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة مع المتهم محمود سيد عبد الحفيظ أيضا انه سبق ضبطه في قضية مخدرات .