كان عام 2012 على موعد مع رحيل العديد من الفنانين العراقيين الذين توفوا مرضًا أو بسبب الشيخوخة والتقدم في العمر.
بغداد: شهد عام 2012 رحيل العديد من الفنانين العراقيين من المطربين والممثلين وتعددت أسباب موتهم ما بين مرض وشيخوخة، لكن رحيل المطرب علاء سعد كان الأكثر إثارة كونه ما زال في مقتبل العمر، فيما كان رحيل المطربة الكبيرة عفيفة اسكندر الأكثر صدى في مختلف الأوساط، اما العديد من الراحلين فكان التعاطف معهم هو الأكثر تميزًا لاسيما انهم ماتوا بسبب عدم وجود رعاية ولا اهتمام من قبل المؤسسات ذات العلاقة، فكان رحيلهم موجعًا بعد أن نال منهم المرض والفقر والعوز.
وافتتح أبواب الرحيل الفنان المطرب وحيد سعد الذي وافاه الأجل المحتوم في أحد المستشفيات السورية في العاصمة دمشق في النصف الاول من الشهر الاول، بعد صراع طويل مع المرض، وهو احد الفنانين الذين اشتهروا بغناء الثنائيات مع المطربة مي اكرم ونجحا في ذلك وذاع صيتهما.
واختطفت يد الموت ايضًا في العاصمة الاردنية عمان، أستاذ الموسيقى العراقية الفنان الكبير غانم حداد، إثر أزمة صحية ألمّت به وأدخلته في غيبوبة امتدت لمدة 24 ساعة قبل ان يفارق الحياة عن عمر ناهز 87 عامًا أمضاها في عشقه الموسيقى وحفظ التراث وتمثيل بلده خير تمثيل.
كما رحل ، الفنان الكبير خزعل مهدي الذي وافاه الاجل المحتوم بسبب الشيخوخة عن عمر ناهز 83 عامًا ، ويعد الفنان من الوجوه الفنية المميزة التي اعطت الكثير في مختلف مجالات الفن حتى سماه البعض (صاحب سبع صنايع)، كما اسماه الملحن كوكب حمزة (قديس الإذاعة والتلفزيون).
وغيَّب الموت المطرب علاء سعد، في حزيران الماضي، عن عمر يناهز 45 عامًا بعد معاناة مع مرض الكبد والضغط والسكر، فضلاً عن إصابته بعجز في الكليتين وانسداد في الشرايين، بعد ان أمضى أسبوعين في أربيل للعلاج، ولكن بغداد التي ولد فيها ونشأ وترعرع كانت حاضنة أنفاسه الأخيرة، وشيِّع إلى مثواه الأخير في محافظة النجف، واشتهر سعد بأغانيه المرحة، وهو صاحب أغنيتي quot;البرتقالةquot; وquot;التفاحةquot; اللتين ساهمتا في انتشار اسمه على مستوى العالم العربي.
وكان الموت على موعد مع شيخ المسرحيين العراقيين في محافظة ذي قار ومدينتها الكبيرة (الناصرية) الفنان عبد الرزاق سكر، عن عمر ناهز الثمانين عامًا، الرجل الذي أمضى اكثر من ستين عامًا على المسرح وأدى ادوارًا مميزة في التلفزيون.
كما رحل الفنان نجم الربيعي في مستشفى ابن النفيس في بغداد اثر إصابته بنوبه قلبية مفاجئة، واشتهر الربيعي بأداء الادوار الكوميدية والجادة معاً، قدم العديد من الاعمال المميزة في المسرح والتلفزيون منها مسرحية quot;أوراق مثقوبةquot; للمسرح الجاد، ومسرحية quot;اللي يريد الحلوquot; ومسرحية quot;درب الحيالةquot; للمسرح الشعبي .. اما على صعيد التلفزيون فقد قدم اعمالاً كثيرة ومتنوعة من اشهرها اعمال طحنة بمحنة، والديرة، وحب في قرية، والنخلة، والجيران، ويبقى العمل الأشهر هو مسلسل بيت الطين الذي أدى فيه دور لغيوي الفاهي وعرف به فيما بعد.
ورحل ايضا المذيع اكرم محسن الذي وافته المنية بعد مرض عضال في بلغاريا حيث يعمل موظفًا في السفارة العراقية في العاصمة صوفيا، والراحل من مواليد بغداد عام 1953 حاصل على شهادة الماجستير في الإدارة والاقتصاد، بعد ان تخرج في دراسته ونال البكالوريوس في علم الاحصاء، كانت بداياته في إذاعة بغداد عام 1975، ثم تلفزيون العراق ثم تلفزيون الشباب عام 1993 ثم إذاعة رأس الخيمة عام 1998 ثم الفضائية العراقية عام 2000، وعمل لاحقًا في قناة الشرقية عام 2004 ثم اعتزل العمل الإذاعي والتلفزيوني في وزارة الثقافة ليعمل في وزارة الخارجية ضمن الملحق الثقافي حيث عمل في السفارة العراقية في العاصمة البلغارية التي فيها كانت محطته الاخيرة.
كما رحل الفنان المسرحي علي بصيص في مدينة الناصرية بعد معاناة من مرض السكري الذي أصابه منذ سنوات وأدى إلى بتر قدمه اليمنى ووضعه في فراشه طوال سنوات عديدة، وهو من مواليد الناصرية عام 1963، عضو فرقة ذي قار للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح، وشارك على مدار 30 عامًا من العمل المسرحي بأعمال مسرحية كثيرة كان ابرزها مسرحية (الدرس) ليوجين يونسكو واخراج ياسر البراك، ومسرحية (اروقة الموت الواحد) تأليف واخراج زيدان حمود، ومسرحية (الشاعر والمخترع والكولونيل) تأليف بيتراوستينوف وترجمة (بدر شاكر السياب) وإخراج البراك ايضًا.
وضمن قافلة الراحلين عام 2012 كان الفنان فاضل جاسم اثر نوبة قلبية بعد ان عانى مرض السكري وارتفاع ضغط الدم المزمن ما جعله يعيش بعزلة عن الوسط الفني خلال السنوات الأخيرة من حياته بعد أن أصابه العمى. قدم الفنان فاضل جاسم أعمالاً مسرحية كثيرة منذ فترة الستينات وحتى عام 2002 ويعتبر من ألمع نجوم الكوميديا بتلك الفترة ويمتلك حضورًا طيبًا لدى الجمهور وله طبقة صوتية مميزة جدًا في أداء المشاهد التمثيلية بحسب رأي العديد من زملائه.
كما رحلت الفنانة الكبيرة عفيفة اسكندر عن عمر يناهز ٨٥ سنة في تشرين الأول الماضي بعد معاناة مع المرض والشيخوخة، حيث كانت لا تقوى على الحركة فيما صحتها في تدهور مستمر.
ورحل ايضًا الممثل والمخرج المسرحي الموصلي عبد الرزاق ابراهيم بعد صراع مع المرض عن عمر بلغ الـ58 عاماً، في العاصمة بغداد، اثناء رحلة العلاج من مرض عضال، الفنان والمخرج المسرحي عبدالرزاق ابراهيم هو من رواد الفن والتمثيل والاخراج المسرحي، عمل في مجال المسرح منذ ستينات القرن الماضي، وهو خريج كلية الفنون المسرحية في بغداد عام 1976 قسم الاخراج المسرحي.
كما رحل المطرب الريفي، نسيم عودة، الذي وافاه الأجل المحتوم عن عمر يناهز الخامسة والثمانين عامًا بعد صراع مع المرض، ويعد من ابرز مطربي العراق وترك تراثًا خالدًا لايمكن ان ينسى، وأسهم في تطور الأغنية الريفية العراقية وحافظ عليها مع زملائه الكثيرين من كبار المطربين الذين ارتبطوا مع الناس بعلاقات وثيقة، لاسيما ان صوته مميز ومختلف عن الجميع، وهو من مواليد عام 1930 في ناحية الحلفاية من محافظة العمارة (ميسان) جنوبي العراق، وهناك بدأت لديه أولى بوادر الغناء لاسيما ان صوته الشجي استطاع ان يتميز وتمكن من إجادة الأطوار الريفية التي من أبرزها طور المحمداوي وطور الساعدية، احترف الغناء منذ عام 1948 لكنه اعتمد مطربًا رسميًا في عام 1958.
ورحلت الفنانة الكردية المناضلة مه رزيه فه ريقي التي ساهمت في نضال شعبها الكردي جنباً إلى جنب مع زوجها ورفيق دربها فنان الشعب الكردي ناصر ره زازي بحمل السلاح في وجه الأنظمة الدكتاتورية، كما ساهمت بصوتها الشجي والحماسي في الأناشيد الوطنية في حب الوطن والشعب وحب الإنسان والبشرية التقدمية، وكانت فنانة الشعب الكردي من الوجوه الإجتماعية المعروفة ومناضلة جريئة في الدفاع عن حقوق المرأة.
ورحل الفنان الكردي جلال بيار اثر نوبة قلبية عن عمر ناهز 65 عامًا لدى تسجيله مشاهد من الدراما التلفزيونية (كردلول) - العاصفة - للفنان جليل زنكنة، وكان يؤدي فيه دورًا رئيسًا في الجزء الثالث منه، ويعتبر احد الفنانين المسرحيين المعروفين على مستوى العراق واقليم كردستان وبدأ حياته الفنية في السبعينات.
كما شهد عام 2012 رحيل المطرب صلاح عمران عن عمر ناهز 40 عامًا اثر نوبه قلبية، وهو من مواليد بغداد عام 1972 قدم العديد من الاغاني العراقية ومنها كلها مسافرة ndash; نكذب ndash; الله لا يوفقك ndash; ناديت وكانت آخر أعماله أغنية إذا تنساني قدمها عام 2011. كما قدم اغاني وطنية للعراق ومنها: ابوس راسك ياوطن من كلمات ضياء الميالي والحان نصرت البدر.
وكان الفنان شكري العقيدي على موعد مع الموت عن عمر ناهز 83 عامًا، نتيجة تقدمه بالسن فضلا عن معاناته من كسر في الحوض حيث كانت تصعب عليه الحركة، ويعد العقيدي من ابرز نجوم الفن العراقي في مختلف مجالاته.
وآخر الملتحقين بقافلة الراحلين هو الفنان والصحافي العراقي حكمت القيسي الذي توفي اثر حادث سير في العاصمة العراقية بغداد التي عاد إليها منذ مدة قصيرة بعد أن كان يقيم في دمشق لغرض المشاركة في الأعمال الدرامية العراقية التي كانت تصور هناك، ويبلغ الراحل من العمر 79عامًا، قضى معظمها في العمل الفني سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح، وبدأ القيسي مشواره الفني منذ وقت مبكر، لكنه عرف عام 1955 مع بداية السينما العراقية باشتراكه بفيلم quot;فتنة وحسنquot; اخراج الراحل حيدر العمر وفيلم quot;ندمquot; وquot;نبو خذ نصرquot; وquot;بصرة ساعة 11quot; وquot;عروس الفراتquot; وآخرها فيلم quot;ارحمونيquot; بطولة بدري حسون فريد، ورضا علي، وكامل القيسي، وعبدالمنعم الدروبي، واخراج حيدر العمر وتأليف انور الشيخلي.
التعليقات