قدَّم الجمهور العراقي رأيه بالأفضل للعام 2012 على الصَّعيد الفنَّي والإعلامي وجاءت النتائج متفاوتة.


بغداد: على الرغم من أن موسم الأعمال الدرامية العراقية أصبح على مسافة خمسة أشهر، إلا أن ذاكرة المشاهد العراقي لم تختزن من تلك الاعمال إلا الشيء القليل، في حين راح البعض يطلب منا أن نذكِّره بما عُرض من مسلسلات وبرامج، واستمعنا في محاولتنا استطلاع آراء الناس أن هناك كثيرين لم يكونوا يتابعون الاعمال العراقية إلا نادرًا والسبب في أن المائدة العربية الدسمة أنستهم الفلافل العراقية ، مشيرين إلى ان الاعمال العربية كانت تجتذب المشاهد اليها للمواصفات الراقية التي تحملها.

في استطلاعنا، كنا نبحث عن الأفضل، وعن الاصوات العديدة التي تجعلنا نستطيع الفرز والقبول بمن يقع عليه الاختيار، سواء ممثلاً او ممثلة او مسلسلاً او برنامجًا او غير ذلك، فيما كانت تحبطنا كلمة (لا أدري) وتستفزنا الجملة الجاهزة التي تؤكد عدم المتابعة والمشاهدة، فنذهب لنجمع غيرها لنصل بالاصوات إلى أكبر عدد ممكن، ومن المؤسف القول اننا إذا ما استطلعنا ألف رأي وجدنا أن أكثر من النصف لا توجد في ذاكرته أي اسم لأي عمل عراقي.

ومع نهاية العام من الذي يستحق لقب الأفضل للمسلسلات الدرامية، والممثلين والممثلات والمخرجين والبرامج ومقدِّميها والقنوات الفضائية والإذاعات المحلية العراقية تحديدًا؟

أفضل مسلسل: كان من نصيب مسلسل (ضياع في حفر الباطن) انتاج قناة (العراقية) ويتحدث عن انسحاب الجيش العراقي في حرب الخليج عام 1991، وهو رواية للكاتب عبد الكريم العبيدي تحمل الاسم نفسه، سيناريو أحمد سعداوي ، وقد نال أصواتًا بنسبة 44 %.

وجاء في حيثيات اختياره الافضل لأنه تناول قضية خطيرة من تاريخ العراق المعاصر وما أصاب الجنود العراقيين في الصحراء من معاناة وموت، كما ان للسيناريو دورًا في التعبير الصحيح عن تلك الوقائع من خلال الرسم الدقيق لها، وقد اشار البعض الى نجاح كاتب السيناريو في الاقتباس من افلام حربية عالمية وتم تنفيذ تلك المشاهد بدقة اعطت للعمل تميزًا حقيقيًا.

أما المسلسلات التي ذكرت في الاستطلاع ونالت مشاهدة جيدة، فهي على التوالي: ألماز من انتاج قناة (السومرية) ويتناول قضية الغجر في العراق وعلاقاتهم بالمسؤولين في النظام السابق، قصة سيناريو وحوار صباح عطوان واخراج محمد كمر، لم يعرض العمل في رمضان بل يعرض حاليًا، ونال نسبة مشاهدة قدرها 15 %. ويليه مسلسل (الدرس الاول) من انتاج قناة (الشرقية) تأليف حسن فالح واخراج جمال عبد جاسم وبطولة الفنان قاسم الملاك، ويتناول الواقع الدراسي في العراق والعديد من الظواهر السلبية للطلبة فيه، وقد نال نسبة مشاهدة قدرها 14 %. ونال مسلسل (خارطة طريق) المركز الرابع وهو من انتاج قناة (العراقية) تأليف سعد هدابي واخراج المخرج السوري غسان عبد الله، ويتناول الوضع الاجتماعي العراقي بعد عام 2003 وما مر به الفرد العراقي من فترات عصيبة اثر الحروب وردود فعلها وما تركته من نتائج سلبية على الانسان والانسانية ونال نسبة مشاهدة قدرها 12 %. اما مسلسل (باب الشيخ) فجاء في المرتبة الخامسة وهو من انتاج (العراقية) تأليف باسل الشبيب واخراج ايمن ناصر الدين، ويتحدث عن مرحلة من مراحل العراق المعاصر في المنطقة البغدادية القديمة (باب الشيخ)، وقد نال نسبة مشاهدة قدرها 10%. فيما تقاسمت النسبة الباقية مسلسلات: سليمة مراد، بنت المعيدي والقناص.

أفضل ممثل: أبدى العديد من المستطلعة آراؤهم ترددهم في ذكر اسم الممثل العراقي الافضل، لا سيما الذين من داخل الوسط الفني سواء ممثلون او نقاد بحجة أن الجميع متقاربون، فيما كان الناس العاديون يذكرون اسماء مختلفة بعضها على التعيين، ولكن في المحصلة النهائية وجدنا ان الفنان غالب جواد نال أعلى نسبة من الأصوات بقدر 30% عن مشاركته في مسلسلي (باب الشيخ) و(بنت المعيدي).

وأوضح البعض ان غالب يستحق لقب الافضل كونه استطاع بعد غياب عن العمل في بغداد من العودة اليها بقوة وتقديم اداء لافت استحق عليه الثناء، وتميز انه في العملين كان مغايرًا في ادائه.

أما الممثلون الذين استطاعوا ان يكسبوا ود الجمهور او يلفتوا انظارهم، فكانت هناك أسماء عديدة لكن الفنان سنان العزاوي كان صاحب المركز الثاني عن دوره في مسلسل (سليمة مراد)، جاء بعده الفنان كريم محسن لدوره في مسلسل (بقايا حب)، فيما نال الفنان حقي الشوك المركز الرابع لدوره في حفر الباطن، ونال الفنان قاسم الملاك لدوره في مسلسل (الدرس الاول)، فيما تم ذكر عدد من الاسماء مثل محمد هاشم لدوره في مسلسل (الماز) وكاظم القريشي وحسن هادي وصلاح مونيكا ومحمد حسين عبد الرحيم.

وتجدر الاشارة إلى ان العديد من المشاهدين اختاروا الفنان جواد الشكرجي كأفضل فنان لدوره في المسلسل العربي (عمر)، فيما اختار اخرون الفنان (حسين حجاج) لدوره في المسلسل العربي (امام التقاة)، ولكن لأن الاستفتاء محصور ضمن الانتاج العراقي فقد تم استبعادهما.

أفضل ممثلة: نالت الفنانة آلاء حسين بلا منازع لقب الافضل، وحصلت على نسبة أصوات قدرها 64 % لدورها في مسلسل (سليمة مراد)، فيما كسبت المركز الثاني الفنانة اسيا كمال بنسبة 15 %، وحظيت الفنانة هند طالب بنسبة 7% لدورها في (بنت المعيدي)، فيما ذكرت اسماء ست ممثلات هن سناء عبد الرحمن، عواطف السلمان، هبة صباح، اسماء صفاء، بتول كاظم وانعام الربيعي.

وأشاد الكثيرون بالفنانة الاء حسين وعدّوها (النجمة) الوحيدة التي تلتمع في سماء الفن العراقي حاليًا، فهي تؤدي بشكل مقنع وتؤثر في المشاهد، وتتجدد في ادائها مع الشخصيات المختلفة التي تؤديها بعد دراسة وتعب وجهد.

أفضل مخرج: نال النسبة الاعلى من الاصوات المخرج طالب مهدي عن مسلسله (ضياع في حفر الباطن) وهي 34%. فيما جاء في المركز الثاني حسن حسني عن مسلسله (بقايا حب) الذي عرض على قناة السومرية، وهو درامي اجتماعي تدور أحداثه بين العراق ولبنان، ونال من الاصوات ما نسبته 23 %. اما المركز الثالث فكان من نصيب المخرج السوري غسان عبد الله عن مسلسله (خارطة طريق) ونال نسبة 16 %، فيما نال المخرج جمال عبد جاسم على المركز الرابع بنسبة 12 % عن مسلسله (الدرس الاول)، وجاء خامسا المخرج الاردني ايمن ناصر الدين عن مسلسله (باب الشيخ) وحصل على نسبة اصوات 7%، وجاء حسن الشاوي سادسًا عن مسلسله (طريق انعيمة) 4%، فيما جاء ذكر اسماء المخرجين اركان جهاد عن (القناص)، وبسام سعد عن (بنت المعيدي)، فيض الفيضي عن (اوان الحب)، وعمران التميمي عن مسلسله (بيت الطين).

واشار البعض إلى ان طالب مهدي كان الأكثر تميزًا بين المخرجين الذين اشتغلوا دراما لهذا العام كونه عمل في ظروف صعبة وعاش في الصحراء واستخدم تقنيات حديثة ولمدة اشهر وكان ملمًا بكل الاشياء التي تقوم على نجاح العمل، فضلاً عن انه مخرج شاب بدأ خطوته الاولى توًا، ونجح المسلسل جماهيريًا وهذا النجاح يحسب له بنسبة كبيرة جدا.

أفضل قناة : نالت قناة (الرشيد) النسبة الاعلى من الاصوات، 54 %، فيما نالت السومرية 14 %، والعراقية 12%، والبغدادية 7%، والشرقية 6%، وكربلاء 4%، وذكرت قنوات كربلاء والموصلية والفرات.

وجاء في اسباب اختيار الرشيد انها الاكثر اعتدالا بين القنوات الاخرى، وعلى حد قول البعض هي لا شرقية ولا عراقية، وتهتم بشؤون الناس دون اجندة سياسية معينة، كما اشاد البعض بالبرامج التي تقدمها والتي تلبي طموح المشاهدين بالنسبة لهم، اضافة الى ان اغلب مذيعيها ومذيعاتها من اصحاب الوجوه الجميلة.

افضل برنامج: الأغلبية من المستطلعين لم يجيبوا على من يستحق لقب الافضل، الا ان اغلب الاصوات ذهبت الى البرامج السياسية في قنوات مختلفة، وان ذهبت الاصوات الأكثر الى (اكبر كذاب) انتاج قناة الرشيد، وعلى الرغم من انه (مسلسل) الا ان التوصيف الذي ظهر به على القناة وهو (برنامج) جعلنا نعده برنامجًا وليس مسلسلاً ونال نسبة 33 % من الاصوات. فيما جاء بالمركز الثاني برنامح (بين قوسين) انتاج قناة السومرية بنسبة 21 %، ثم برنامج (اطراف الحديث) انتاج الشرقية بنسبة 13 % على الرغم من ان البرنامج يظهر منذ سنوات وليس موسميًا. اما المركز الثالث فناله برنامج (بعد منتصف الليل) انتاج قناة الرشيد بنسبة 8%.

أفضل مقدم او مقدمة برنامج: كان التنافس بين المستطلعة آراؤهم كبيرًا، الا ان الحسم تم للدكتور مجيد السامرائي مقدم برنامج (اطراف الحديث) على الشرقية بنسبة 37%، فيما حاز منافسه الدكتور نبيل جاسم على نسبة 35 % عن برنامجه (بين قوسين)، وحظي احمد الملا طلال نسبة 12 %، ومن ثم أتت مقدمة البرامج في قناة الفيحاء انعام عبد المجيد عن برنامجها (بلا قيود) بنسبة 8%، فيما ذكرت اسماء مثل شيماء عماد زبير، ورقية حسن، وحسين بديع، وعماد العبادي، وانسجام الغراوي، ومازن محمد مصطفى.

أفضل اذاعة: كانت النسبة الاكبر لاذاعة (سومر fm) بنسبة 26 % فيما نالت اذاعة جمهورية العراق نسبة 15 %، واذاعة المحبة 13 %، ونالت اذاعة دجلة 6 %، فيما نالت اذاعة المؤتمر 4 %، وتم ذكر عدد من الاذاعات مثل ديموزي، الرشيد، اليوم، دار السلام، العهد، صوت العاصمة، الفرقان.

وقال البعض ان اذاعة (سومر fm) متنوعة ببرامحها وبمقدميها الذين يقدمون بلا تكلف والأهم من ذلك انها تختلف عن الاذاعات الاخرى بكونها لا تعتمد كليًا على الاتصالات الهاتفية، بل ان الاتصالات لديها تأتي في الوقت المناسب ووقت الضرورة.