دعا فنانون ومثقفون عراقيون دولتهم إلى الإلتفاتنحو زملائهم المتواجدين في سوريا، ومدّ يد العون لهم للعودة إلى بلدهم مع تردي الأوضاع في دمشق، الأمر الذي يشكِّل خطرًا على حياتهم.


بغداد: طالب أدباء عراقيون وفنانون وإعلاميون الحكومة العراقية بحماية الرموز الفنية العراقية في دمشق، ومنهم الفنان فؤاد سالم والشاعر مظفر النواب، مؤكدينأن هناك عددًا آخر من الفنانين ظلوا عالقين في المدن السورية ولم يستطيعوافي المدة السابقة العودة الى العراق لأسباب مختلفة، الا انهم الآن يحتاجون الى أن تمتد اليهم يد الحكومة للحفاظ على أرواحهم، خصوصًا ان بينهم فنانين كبارًا في السن وآخرين ليست لديهم القدرة المالية للمجيء الى بغداد لعدم وجود سكن لهم فيها.

ومن هذا أقيم حفل فني في منتدى (بيتنا الثقافي) في ساحة الاندلس في بغداد حضره عدد من الشخصيات الادبية والفنية وغنّى فيه عدد من الفنانين، مثلما تحدث عدد من الحضور معلنين تضامنهم مع الفنانين العراقيين على اختلاف مجالاتهم الفنية داعين الحكومة الى ان تكون سباقةفي حماية رموزها الفنية من القتل والاذى مع تردي الاحوال الامنية في سوريا بشكل كبير وتعرض المواطنين العراقيين الى القتل المتعمد او التهديد بالقتل.

واعرب الفريد سمعان، الامين العام لاتحاد الادباء في العراق عن تضامن الادباء مع اخوانهم الفنانين الذين ما زالوا في سوريا، مشددًا على انه من المؤسف ان نسمع عن فنان عراقي مهمل او يعاني، داعيًا الحكومة الى الاسراع بمساعدة الفنانين الساكنين في سوريا واعادتهم الى العراق قبل أن يصيبهم الاذى.

من جانبه،أيّدت نقابة الفنانين العراقيين الجهود التي تحمي الفنانين العراقيين المتواجدين الآن في سوريا والذين تأخرت عودتهم لاسباب شخصية واجتماعية وفنية وصحية، مشيرة الى ان كل الفنانين خدموا البلد ولابد من تأمين حماية لهم للرجوع الى الوطن بكرامة.

من جهته قال المطرب جواد محسن: quot;تضامنًا مع الفنان فؤاد سالم والشاعر مظفر النواب والعديد من الشخصيات الفنية العراقية التي تسكن في سوريا، اقمنا هذا الحفل الفني، بعد أن جاءت الاخبار من سوريا وهي تحمل اشارات سيئة جدًا عن وضع العراقيين هناك وعن الارهاب الذي وصل الى مستوى نوعي، فكان الحفل هذا فرصة لإعلان المساندة الكاملة للحفاظ على ارواح فنانينا الكبار في سوريا، لذلك قدمت عددًا من الاغنيات الخاصة بفؤاد سالم والنواب وغيرهما، وهذا جزء من واجبنا كفنانين عراقيين ازاء هذه الموجة التي تستهدف رموزنا الثقافية، وهي دعوة للحكومة العراقية المطالبة اكثر من اي وقت مضى الى ان تقف وقفة جديدة للحفاظ على رموزنا التي ليست رموزا ثقافية فقط وانما نضالية، فكل الفنانين العراقيين في سوريا يستحقون ان تهتم بهم الدولة في هذا الظرف العصيب بالذاتquot;.

فيما قال كفاح عباس، المدير الفني لمنتدى بيتنا الثقافي: quot;الحفل نقيمه للتذكير بضرورة النظر والانتباه الى فنانينا في سوريا التي اصبحت احوالها سيئة جدًا، وسمعنا ان بعض العراقيين هناك تعرضوا للقتل المبرمج، وان حياة الكثيرين مهددة، وان حياة العديد من الفنانين في خطر لاسيما ان فؤاد سالم ما زال مريضًا ويحتاج الى عناية، لذلك اردنا من خلال الحفل تنبيه الحكومة الى هذا، واعتقد ان من واجب الحكومة تأمين الحماية للفنانين حتى الذين غابوا عن البلد، وهناك ربما العديد منهم غير قادرين على العودة لعدم وجود قدرة مالية لتحقيق ذلك، وحينما نتحدث عن فؤاد سالم باعتباره رمزًا عراقيًا يمثل جميع الفنانين كونه رجلاً وطنيًا وصاحب موقف ولابد من اهتمام اكبر به، وايام العمر معدودة ومن الضروري ان تهتم الدولة بفنانيها لانهم رموز ابداعية للبلد.

اما الصحافي سامر المشعل منجريدة الصباح فقال: quot;على الحكومة ان تؤدي واجبها الوطني الذي تغاضتعنه وتناسته واهملته كثيرًا، وهذا الوقت وقتها وعليها ان تمدّ يدها لمساعدة الفنانين العراقيين المقيمين في سوريا ومنهم الفنان الرمز فؤاد سالم الذي يعاني المرض، ففؤاد سالم الصوت المقاوم للنظام السابق والذي كان يتسلل بالسر الى كل بيوت العراقيين من خلال إذاعات المعارضة وكان اسمه معروفًا فيما كان افراد المعارضة يتخفون باسماء مستعارة، وبما ان فؤاد سالم اصبح منزويًا وبعيدًا ومهملاً ومريضًا فإنه يعاني الآن من الخوف بالتأكيد خصوصًا ان الاخبار الواردة من سوريا لا تبشر بالخير وان العراقيين اصبحوا مستهدفين، فمع دعواتنا للحفاظ على ارواح العراقيين ندعو الى حماية فنانينا هناك، فبالتأكيد ان طال الوقت او ازداد الوضع سوءًا سيتعرضون الى الاذى، نحن اذ نتضامن من خلال اقامة حفل فني فإننا نريد ان ننبه الى خطورة الوضع في سوريا على حياة فنانينا، لا نريد لفؤاد سالم او مظفر النواب ان يتعرضا للقتل او الاذى او اي نوع من الاساءة، وهذا الحفل يمكن اعتباره مظلة تمثل الجمهور العراقي الكبير والواسع والمحب لفنانيه، عسى ان تكون هذه الدعوة جرس تنبيه للحكومة للنهوض بواجباتها ازاء الفنانين هناكquot;.