أحيّا الفنان المصري، محمد منير، حفلاً غنائيًا في بورتو مارينا في الساحل الشمالي، طغت عليه السياسة واختتم بتحرشات.


القاهرة: لم يكن مساء أمس يومًا عاديًا في بورتو مارينا في الساحل الشمالي، إذ حولها الفنان، محمد منير، الذي يلقبه معجبوه بالكينغإلى مدينة أشد ازدحامًا من القاهرة، وحرص محبوه على الذهابباكرًا إلىالحفل الثاني له مع شركة فودافون، بعد الحفل الأول الذي قدمه قبلأشهر قليلة في بورتو سخنة.

بدأ توافد الجماهير منذ الخامسة مساءً ودخلوا إلى الحفل بعدها بساعة تقريبًا واستمر توافدهم حتى التاسعة مساءً، وكان هناك نحو 50 ألف متفرج في انتظار صعوده على خشبة المسرح في تمام الساعة 11.10 مساءً، بعد أن بدأ الجمهور في الهتاف quot;اخرج اخرجquot; معبرين عن استيائهم من طول فترة الانتظار التي قضوها واقفين وسط الزحام، بينما سيطرت حالة من الشلل على الطريق السريع المؤدي إلى الساحل الشمالي بسبب توافد آلاف السيارات.

وصل معجبو منير فيباصات كبيرة تحركت من عدة مناطق في القاهرة، ودخلوا إلى الحفل من دون تذاكرإلى مكان مخصص لهم كما هو معتاد في الحفلات السابقة، فيما علمت quot;إيلافquot; أن لمنير ثلاث حفلات مقبلة مع فوادفون،واحدة في إحدى محافظات الدلتا، والاخرى في محافظة أسوان مسقط رأسه، والثالثة في القاهرة، على أن يتم تحديد موعدهم لاحقًا.

خلال انتظار الجمهور صعود منير على المسرح ظل البعض جالسًا أرضًا، بينما وقف البعض الآخر منتظرًا صعوده بين اللحظة والاخرى خصوصًا بعدما طال انتظارهم، لكن الشعوربالتعب والإرهاق الذيأصاب الجمهور تلاشى تمامًا بعد صعوده علىأنغام موسيقىمختلفة.

دخل منير بشكل مختلف حيث انشقت شاشتا العرض التلفزيوني الكبيرتان اللتان عرضتا مجموعة من كليباته الخاصة قبل صعوده، وخرج مرتديًا بنطلونًا أبيض وتي شيرت كاجوال على أنغام مكس من مجموعة من الأغاني الوطنية هي quot;الله اكبر بسم اللهquot;، quot;دولا مين دولا عساكر مصريينquot;، وquot;خلي السلاح صاحيquot;التي تفاعل معها الجمهور بحماس في الحفل الذي يعتبر الأول له في منطقة غولف بورتو مارينا والذي سجل ليذاع على قناة الحياة مساء يوم الجمعة المقبل.

أهدى منير الحفل إلى أرواح شهداء الحدود المصرية الذين استشهدوا قبل أسبوعين تقريبًا بعد تعرضهم لهجوم غادر، وأكد أن أياً من الموجودين في الحفل كان يمكن أن يكون من بينهم، واصفًا الحفلة بأنها بمثابة عرس لهم، ليبدأ بعدها غناء مجموعة من أغانيه، تخللها بعض الحديث في السياسة.

ووصف منير الثورة المصرية بأنها عمل عظيم طال انتظاره لمدة 60 عامًا معتبرًا مصر بمثابة الكعكة التي ينظر إليها الجميع وينتظر ما يحدث بها.

وقال منير إن المصريين يحتشدون في أوقات مختلفة ولأسباب متباينة، مثل الحشد الموجود في الحفلة، موضحًا أن الشعب المصري عندما يحتشد لكي يغني يقدم رسالة للعالم أجمع بأنه شعب عاشق للفنون.

وطالب منير الجمهور بالانتظار على التغيير لأنه يأتي خطوة خطوة،وأن ما يحدث في مصر هذه الأيام يعتبر فترة قصيرة في عمر الشعوب الذي يقاس بالعقود قائلاً quot;واحدة واحدةquot; وكررها أكثر من مرة.

ونفى منير نيته بالهجرة مؤكدًا أنه يسافر إلى أماكن كثيرة لكن لا يمكن أن يهاجر بلده في إطار الحديث عن رغبة البعض بالهجرة بعد وصول الإخوان إلى الحكم، مشيرًا إلى أنه يعمل مواطنًا مصريًا وهي مهنة لن يجدها في أي دولة في العالم، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه سيعيش ويموت في مصر.

الطريف أن منير رد على هتافات إحدى معجباته التي قالت له quot;بنحبك يا منيرquot; ما بين الأغاني فبادرها بالتعليق quot;طمعًا فيا ولا في قطونquot; من دون أن يكمل العبارة الشهيرة التي جاءت في الإعلان الترويجي للملابس القطنية الذي عرض خلال رمضان الماضي، فيما قام أعضاء رابطةمحبي منير بترديد العديد من الهتافات منها quot;بنحبك يا منيرquot;، quot;الكبير كبيرquot;، وquot;الملك هو الملكquot;.

وقبل نهاية الحفل بوقت قصير تعرضت بعض الفتيات الموجودات وسط الجمهور للتحرش حيث كن على مسافة بعيدة من خشبة المسرح، الأمر الذي اثار انتباه الحضور لكنمنير نجح في احتواء الموقف، وقال إن على الجميعالنظر إلى الصورة الكبيرة والابتعاد عن الصور الصغيرة، في إشارة منه إلى الموقف الذي جذب أنظار الحضور قبل أن يتمكن رجال الأمن من احتوائه.

قدم منير خلال الحفل مجموعة من أغانيه من بينها quot;حتى حتىquot;، quot;تعالي نمضي باسمناquot;، quot;ابن ماريكاquot;، quot;حريةquot;، quot;شبابيكquot;، quot;لى مينquot;، quot;رمانquot;، واختتم وصلته الغنائية بأغنية quot;قلبي مساكن شعبيةquot;، والتي تفاعل معها الجمهور بحرارة شديدة، كما قدم أيضًا أغنية quot;الليلة يا سمراquot; بتوزيع موسيقي جديد يمزج بين موسيقى الرايج والموسيقى المصرية.