في شوارع غزة، يصدح الفلسطينيون بأغاني محمد عساف التي لم يعد هناك صغير أو كبير إلا ويتحدث عنها، كما يواصلون حملات التصويت المكثفة لمرشحهم في آخر محطات برنامج عرب أيدول لهذا الموسم. إيلاف تجوّلت في شوارع القطاع ورصدت الحملات ومظاهر التأييد التي أصبحت لافتة لكل من يشاهدها.


غزة: لا تخلو شوارع مدينة غزة الصغيرة من مئات الصور التي عُلقت على جدران وزجاج السيارات، حتى إذا ما جلست في إحدى سيارات التاكسي العمومية فانك حتماً ستستمع إلى لحن بصوت الغزي محمد عساف وسط تفاعل كبير للجمهور الفلسطيني المؤيد لهذا الشاب الذي تفوق، كما يرى الكثيرون، على أقرانه في برنامج محبوب العرب.

موهبة نتمنى أن ترى النور
سائق التاكسي الحاج محمد سالم يقول: أعمل منذ زمن طويل وعادة لا أستمع كثيراً إلى البرنامج، لكن هذا العام لفت انتباهي جداً الموهبة الفذة، الفلسطيني محمد عساف، الذي أبهرنا بصوته الجميل حين غنى أغاني الطرب الجميل وأغاني تراثية من عبق التراث الفلسطيني، ما أضفى على شخصيته روعة وجمالاً.

ويضيف: عندما وصل محمد إلى النهائي بدأنا نستشعر أن هذا الشباب الذي يقطن بجانبنا سيكون له شأن كبير، لذلك أتمنى أن ترى موهبة محمد عساف النور وألا تقتصر على البرنامج، فنحن نشتاق إلى الأغاني القديمة التي يطربنا بها محمد عساف في كل حلقة من البرنامج الذي يتابعه معظم سكان غزة بل وينتظرونه بفارغ الصبر.

ويواصل: يومياً نقوم بفتح أغاني محمد عساف في السيارة بل وأجد الكبير والصغير والأطفال يتفاعلون مع أغانيه ويحبونها، حتى أن هناك بعض الأطفال الصغار الذين استقلوا السيارة معي وقاموا بطلب أغاني محمد، وحينما قمت بتشغيلها رددوها بشكلٍ عفوي وجميل ينم عن حب الغزيين لهذا الشاب الموهوب.

ويتابع: يجب على كل الأطراف سواء شركات الاتصال في غزة أو البنوك أو غيرها أن تقوم بحملات وطنية على غرار الحملات في الضفة الغربية حتى تفتح المجال أمام المواطنين للتصويت، فهذا واجب على الجميع.

ويختم: أتمنى الفوز وأخذ اللقب لابن فلسطين الشاب الخلوق فهو نموذج يجب على الجميع أن يكونوا مثله، ونحن ننتظر الحلقة الأخيرة بفارغ الصبر حتى يُتوّج الفائز باللقب.

شاب جميل بكل المقاييس
وبينما نسير في شوارع خانيونس المكان الذي ولد وتربى فيه محمد عساف لاحظنا أحد الشباب وهو يصرخ quot;لحق لحق حالك، وادعم ادعم ابن بلادكquot; اقتربت منه وسألته عما يفعله، فأجاب: أدعى محمد أبو جابر أعيش بنفس الحي الذي نشأ فيه محمد وكانت بيننا صحبة وزمالة واليوم أنا أقوم بعمل حملة أنا وأصدقائي عن طريق توزيع بعض القمصان التي تحمل صور عساف، بالإضافة إلى صور علقناها في الشوارع والمحلات التجارية دعماً لابن البلاد الذي يخوض الآن اختباراً صعباً جداً، وهو إما الحصول على اللقب أو الخروج من البرنامج وما نأمله نحن في هذه الأيام هو اللقب الذي سيكون معه محمد عساف سفيراً من غزة إلى العالم.

ويتابع: هناك تقصير واضح بحق الشاب الغزي محمد من ناحية الجهات الرسمية سواء شركات الاتصال أو الحكومة في غزة أو حتى في رام الله، فهم لم يدعموا مرشح غزة إلا بالقليل القليل، وهذا الأمر ليس بجيد، إذا ما أراد الحصول على اللقب يجب أن تكون هناك وقفة جادة جداً مع الشاب من خلال فتح باب التصويت المجاني له، وكذلك قيام الشركات الكبرى بالتصويت عنه وبذلك يكون قد جمع مئات الآلاف من الأصوات اللازمة له حتى يستمر ويأخذ اللقب.

حملة كبيرة بمشاركة الصحافيين في غزة
الصحافي محمد عوض يتحدث عن قيام الصحافيين والمهتمين بحملة كبيرة جداً لدعم الشاب محمد في الوصول إلى اللقب، وذلك أمام شركة الاتصال الرئيسية quot;جوالquot;.

يقول الصحافي محمد عوض: أخذنا نحن ومجموعة من الأصدقاء قراراً نهائياً بالقيام بحملات شعبية واسعة للتصويت المفتوح والمستمر للغزي محمد عساف حتى يصل إلى النهائيات ويأخذ اللقب. واعتصمنا أمام شركة جوال كي تخفّض أسعار الرسائل التي تُعتبر غالية الثمن على المواطن، وبالتالي تدفع الناس هنا في غزة للتراجع عن التصويت له.

وأضاف: تمكنّا من أخذ وعد من شركة الاتصالات الخلوية جوال بتخفيض أسعار الرسائل، في المقابل قمنا بإنشاء صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الدعم المستمر لعساف من خلال دعوة أصدقائنا في الجاليات العربية والفلسطينية في دول العالم للتصويت له وبكثافة بسبب عدم وجود وقت كافٍ بعد الآن.

وعن المهمات الأخرى التي سيقومون بها خلال الأيام المتبقية صرح محمد: الوقت محصور للغاية، لم يبقَ لدينا سوى أيام على نهاية التصويت، وهذا يعني أن جهودنا يجب أن تتركز فقط على حث الجمهور الفلسطيني على التصويت الكبير والمستمر لدعم ابن البلاد محمد عساف.

ويتابع: هناك مجهود رئيسي يُحسب لأصحابها، فمثلاً الرئيس محمود عباس يدعم المشترك بشكل مباشر من خلال مهاتفته للفنان راغب علامة ودعمه لابن بلاده الذي وصل إلى النهائيات من دون أن يكون في أي مرحلة من المراحل في منطقة الخطر، وذلك يعطينا انطباعاً أن وجود محمد عساف في البرنامج أعطاه القاعدة الجماهيرية الكبيرة، وحب الناس له أصبح ظاهراً ، ولم يعد هناك أحد لا يعرف أن هناك مشتركاً غزياً في برنامج محبوب العرب.

ويختم: عساف حمل رسائل السلام والأمن والحب من غزة إلى العالم من خلال اشتراكه في البرنامج، وهو من نريده نحن الفلسطينيين، وأصبح دعمه واجباً على كل من يراه يستحق اللقب.

لا تصريحات رسمية من غزة بخصوص عساف
حكومة غزة لم تُبدِ أي تصريح بخصوص الشاب محمد عساف ولم يخرج على لسانها أي تصريح رسمي يؤيد أو يعارض اشتراك الشاب في البرنامج، ورأت أن هذه حرية شخصية وأن عساف اختار طريقه بنفسه وحاول إبراز موهبته من خلال اشتراكه في البرنامج.

والجدير بالذكر أن هناك مئات الصفحات عبر صفحات التواصل الاجتماعي دعماً للمشترك محمد عساف، وجدران غزة امتلأت بصوره، فيما خرجت معظم عائلته إلى بيروت لحضور الحلقة النهائية من البرنامج.