في عيد الأب تلتقي "إيلاف" بمجموعة من المشاهير الذين يوجّهون معايداتهم في هذه المناسبة، ونهدي هذا التقرير المصوّر إلى كلّ الآباء حول العالم.


سعيد حريري من بيروت: اليوم عيده، كثرٌ نشأوا على يديه وما زالوا حتّى اليوم يتمتّعون برفقته، كثرٌ رحل عن دنياهم، وترك في قلوبهم حسرةً وذكرى جميلة، كثرٌ فارق دنياهم باكراً جداً، وكثرٌ خُلقوا ولم يعرفوه حتّى يومنا هذا... "بابا" هي أحلى كلمة يفكّر بها كلّ إنسان عندما يبحث عن معاني الفرح، والتضحيّة والدعم في حياته.

في "عيد الأب" تحيّة ومعايدة لكلّ آباء العالم، ولهم في عيدهم هذا التقرير.

بدايةً كان لنا حديث مع الإعلاميّة بولا يعقوبيان التي أخبرتنا عن أبيها قائلةً: "أبي إسمه سيراغان، وهو مولود في العام 1911، ولو كان ما يزال على قيد الحياة اليوم لبلغ من العمر مئة وثلاثة أعوام. أبي من الناجين من المجازر الأرمنيّة، أتى إلى لبنان، ولم يكن يملك أيّ شيء، علماً أنّه كان يتمتّع بوضع جيّد في منطقتنا "زيتون" المحتلّة اليوم من قبل تركيا. وبعد مغادرته تركيا، إنتقل بدايةً إلى حلب حيث قضى فترةً من حياته في الميتم، ثم إنتقل إلى بيروت وعمل في أكثر من مجال، ولكن الجزء الأكبر من حياته عمل كطوبوغرافيّ. أفتخر به كثيرا، لأنّه رغم كلّ المأساة التي عاشها لم يشعرنا بحقد، أو بتعاسة، بل على العكس أحبّنا أن نكون إيجابيين ومنطلقين في الحياة"، وتابعت بولا قائلةً :" عندما توفّى والدي، كان عمري تسع سنوات، وكان كبيراً في السنّ، فعندما كان يأتي ليأخذني من المدرسة، كان رفاقي يظنّون بأنّه جدّي، وكنت صغيرة ولم أكن أفهم حينها، وكنت أستحي لأنّ أبي كبير، أمّا الآن فأفتخر به كثيراً، وبحياته، وبالمأساة التي مرّ بها، فالولد لا يقدّر مثل هذه الأمور في سنّ صغيرة. أفتخر كثيراً كثيراً بأبي، وأتمنّى أن يراني من مكان وجوده اليوم، وأن يكون راضياً عنّي، واليوم لم تعد أمّي معي أيضاً. اليُتم صعب دون شكّ، ولكنّي أشعر بأنّ هناك ملائكة تحرسني، وهم موجودون بجانبي في كلّ خطوة".

الإعلامي بلال العربيّ قال عن أبيه: "بمناسبة عيد الأب، أتوجّه إلى "بابا" تاج راسي بالمعايدة، وبعد رحيل الوالدة أصبح بمثابة أبي وأمّي، أدعو الله أن يطيل في عمر "الحاج العربيّ"، وأن يستمرّ في إنارة حياتي، وأتمنّى أن أكون قد رفعت رأسه ولو قليلاً لأنّه مثلي الأعلى، "ربّي يطوّلي في عمرو".

مقدّمة البرامج كارلا حدّاد قالت في هذه المناسبة: "كلّ فتاة تتعلّق بأبيها، وعلاقة الإبنة بأبيها علاقة جميلة جداً، فأنا البنت الوحيدة في العائلة، ولديّ أخي أيضاً. رحم الله والدي، فقد كان يدعمني، ويحبّني، ويحترمني، وأنا أحبّه كثيراً، توفّى وكان ما يزال شاباً عن عمر يناهز الإثنين والستّين عاماً، وكنت حاملاً بإبنتي "ليا"، وإبنتي تشبهه كثيراً. وفاته أثّرت بي كثيراً، لأنّي كنت أرى شاباً يتمتّع بالجسم، والشكل، والفهم، يذوب أمامي. لم يكن هذا المشهد جميلاً، ولا& أحبّ أن أتذكّره في تلك الصورة، بل أحبّ أن أذكره بصورة المحامي ذي العينيْن الزرقاوين، الأشقر والوسيم، الذي يحبّ عائلته، وإبنته، والذي يحترم المرأة بشكل عام، ويدعمها، وهو مثال الرجل بالنسبة لي".

أمّا ملكة جمال لبنان للعام 2010 رهف العبد الله، فقالت عن أبيها: " بابا إسمه علي، وكنّا دائماً "ندلّعه" بـ "علّوشي". أبي كان يعمل في قوى الأمن عندما كنّا صغاراً، وكلّ من كان يعلم مهنة أبي، كان يقول لي إنّه من المؤكّد أنّ في بيتنا سلطة صارمة، و"هذا ممنوع، وهذا مسموح"، ولكن على العكس، كان الكلّ يستغرب إلى أيّ مدى هو حنون، وعندما يرتدي بزّته العسكريّة، ويذهب إلى عمله في قوى الأمن، يصبح إنساناً آخر، ولم يكن يدخّل أمور عمله في أمور منزله. بابا يعمل اليوم في مجال العقارات كخبير عقارات، وبالنسبة لي هو صديق، وأب، والحضن الذي ألجأ له عندما أبحث عن الأمان، وبمناسبة عيد الأب أتمنى لكلّ أب يشاهدنا اليوم عيداً سعيداً".

وعن أبيها قالت الممثّلة اللبنانيّة ندى أبو فرحات: " أبي إسمه فؤاد أبو فرحات، ويبلغ من العمر 77 عاماً، ويعمل في مجال المشتريات، وقد أعطاني الكثير من شخصيّته، وأكثر ما أعطاني هو الطموح في العمل، وهو من علّمني كيف أثق بنفسي في محيطي، وفي عملي، وبمناسبة عيد الأب أقول له إنّي أحبّه كثيراً، وأدعو الله أن يطيل في عمره، و"يخلّيه فوق راسنا، ويخليه أبو البنات"، فنحن خمس بنات في العائلة، عيداً سعيداً "أبو الفوف!".

تصوير فوتوغرافي: علي كاظم
تصوير فيديو ومونتاج: كارن كيلايتا

لمشاهدة التقرير المصوّر الخاصّ بعيد الأب:&&