في الجزء الثاني من حوارها مع إيلاف تحدثت الفنانة مديحة يسري عن علاقاتها بأزواجها وأفشت بسرّ إنفصالها عن الفنان محمد فوزي رغم سعادتها في حياتها معه، مشيرةً إلى ضلوعها في مجال الإنتاج السينمائي وتبنيها قضايا المرأة.



صورة زفاف مديحة يسري ومحمد فوزي

&& القاهرة: ويستمر حديث الفنانة القديرة مديحة يسري إلى "إيلاف" لتخبرنا عن علاقتها بأزواجها مؤكدة أنها لم تتزوج إلا بدافع الحب، إلا أن خيانة أزواجها كانت السبب الرئيس في إنهاء هذه الزيجات ومن بينها زواجها من الفنان محمد فوزي الذي انتهى بعد نحو 10 سنوات من ارتباطهما.

وتفتح "يسري" هذا الملف العاطفي بالحديث عن زواجها الأول من الفنان والمنتج محمد أمين الذي تعرفت إليه في استديو التصوير خلال وجودها مع الفنان محمد عبد الوهاب، فتخبرنا أنه شارك في اختيار اسمها الفني "مديحة يسري" بدلاً من اسمها الأصلي "هنومة" الذي كانت تحمله قبل بداية التمثيل.
وكانت علامات إعجابه بها قد ظهرت&بعد أن&شاركته العمل في العديد من الأفلام في تلك الفترة التي بدأت تأخذ فيها مكانتها كممثلة سمراء شابة في دُور السينما- التي شهدت رواجاً كبيراً بنجاح الأفلام وانتعاش الانتاج السينمائي آنذاك. فتم زواجهما سريعاً لكنه استمر فقط 4 سنوات بسبب خيانته لها. ثم كان زواجها الثاني من الفنان أحمد سالم الذي كان يُعتَبر بمثابة "الدنجوان السينمائي" في تلك الفترة- على حد تعبيرها.
ولم تُنكِر "يسري" أنها أحبت رومانسية أحمد سالم وطريقة تعبيره عن حبه الشديد وتمسكه بها خاصة بعد الإرتباط الزوجي بينهما. كما عبّرت عن إعجابها الشديد بمهنته كطيار إلى جانب التمثيل حيث لا تزال ذكرياتهما الجميلة معاً عالقة في ذهنها. فاستعادت ذكرياتها معه في&رحلاتهما الجوية&بالطائرة إلى الإسكندرية خلال الإجازات- في وقت لم تكن سفرات الطائرات منتشرة بعد، مشيرةً إلى أنها صُدِمَت بوفاته في ريعان شبابه وحزنت عليه لفترة طويلة، حتى تمكن الأصدقاء من إخراجها من حالة الحزن التي تعمّقت بداخلها.

أما علاقتها بالفنان محمد فوزي، فلها نكهة خاصة تلمسها من نبرات صوتها، وهي تصفها بـ"نقطة تحول" في حياتها على المستويين الشخصي والفني حيث أنجبا ابنهما الوحيد عمرو، واشتركا بأعمال فنية متعددة بعد الزواج، ورغم الشائعات- التي انتشرت بمحدودية لقلة وسائل الإعلام آنذاك- كان حبهما لبعضهما كبيراً ما أطال عمر زواجهما، الذي عاد وانتهى بعد مرور 10 سنوات عند إكتشافها خيانة "فوزي" لها - الأمر الذي لم تحتمله ودفعها للطلاق رغم السعادة التي كانت تملأ حياتهما كزوجين.
فعلى الرغم من نجاحهما بتجاوز كافة الأزمات الفنية والزوجية، إلا أنها عجزت عن مسامحته على الخيانة، فتفهّم بدوره الأمر واتفقا على الإنفصال الهادئ دون مشاكل على أن يعيش عمرو معها- علماً أنها كانت تقوم بزيارته في منزل زوجته لكي يراه ابنه&ولا يتأثر بانفصال والديه.
فطلاقها من "فوزي" لم ينقلب عداءً، بل تحول إلى علاقة صداقة استمرت حتى وفاته، حيث كانت تتردد عليه خلال فترة مرضه الأخير بكثافة، كما وقفت إلى جانبه في أزمة تأميم أمواله التي خسر فيها الكثير وكانت السبب بسوء حالته النفسية وتدهور صحته، وهي كانت من أوائل الموجودين في منزله بعد خبر وفاته وتلقت التعازي برحيله.

&
خاضت تجربة الانتاج&دعماً لقضايا المرأة:
من ناحية أخرى، تحدثت "يسري" عن إنتاجها السينمائي الذي توجهت إليه بسبب حبها الكبير للسينما في عزّ رواجها في مطلع الخمسينات، حيث كانت تقرر إنتاج الفيلم إذا أعجبت بقصته وشعرت بالحماس لها، مشيرةً لأن تجربتها الأولى بفيلم "الأفوكاتو مديحة" كانت مهمة بالنسبة لها&كونها تؤمن بضرورة إتاحة فرص العمل للمرأة وإعطائها حق الخيار بين الإستمرار بالعمل أو التفرغ للمنزل والعائلة. وأضافت شارحة أن معايير الإنتاج&التي اعتمدتها في تلك الفترة انطلقت من كونها مهتمة بقضايا المرأة وحقوقها التي كانت موضع جدل ورفض من قبل المجتمع المصري والعربي آنذاك، إلا أنها استطاعت إثبات نجاحها&بسبب إيمانها الكبير&بأهمية السينما وبدور المرأة وقدرتها على النجاح في تولي المناصب القيادية.
ولفتت إلى تجربة إنتاجها فيلم "صغيرة على الحب" للفنانة سعاد حسني في نهاية الستينات عندما كانت مسؤولة الإنتاج بمؤسسة السينما حيث كانت سعيدة بمستوى الأفلام التي تقدمها. وإذ نوّهت بالنجاح الكبير الذي حققه هذا الفيلم، قالت: كانت سعاد حسني ممثلة جميلة ولها جمهورها ونجحت في تقديم الدور كما هو مكتوب ببراعة فائقة.

وعن ذكرياتها مع أبناء جيلها من أهل الفن، قالت "يسري" إن المودة كانت تجمع بين الفنانين في تلك الفترة حين كانت صداقاتهم حقيقية وتواصلهم يستمر على الأقل مرة اسبوعياً في حفلات سمر بمنزل أحدهم مداورة في ما بينهم. وقالت: كانت لقاءاتنا&منبراً دائماً للحديث عن الأعمال الجيدة وبحث المشاريع الفنية حيث كنا نتفق على موعد عرض الأفلام منعاً للمضاربة بحيث يكون لكل موسم سينمائي توليفة مختلفة من الأفلام بين الكوميديا والتراجيديا والاكشن. وعلى المستوى الشخصي، لقد شعرت بألمٍ كبير مع الصدمات التي تلقيتها بوفاة الزملاء الأعزاء المقربين&ومنهم عماد حمدي، فريد الأطرش، محمد فوزي وفريد شوقي.

ولم تُنكِر "يسري" وجود الغيرة بين الفنانين خلال تلك الفترة، ولكنها وصفتها بالغيرة الإيجابية التي كانت تدفعهم على تقديم أفضل ما لديهم في أعمالهم اللاحقة، وقالت: لقد عبّرت السينما بشكل جيد عن الظروف السياسية الصعبة التي مرّت بها مصر آنذاك، فحُظيَت بمكانةٍ خاصة لدى الرؤساء المصريين بحيث لعبت دوراً كبيراً في تلك المرحلة. واستذكرت المبادرة التي انطلقت بعد ثورة 1952 لتعريف أهالي الصعيد بالثورة وأهدافها حيث سافرت مع فنانين عدة منهم شادية، كمال الشناوي، ويوسف وهبي في القطار من محطة مصر إلى الصعيد، واستعادت ذكريات الساعات الطويلة والفرحة في القطار خلال هذه السفرة البرية.

وختمت "يسري" الجزء الثاني من حديثها لإيلاف& بتعبيرها عن حبها الكبير للفن الذي أعطته الكثير وحصلت منه على الكثير، خاصةً حب الناس الذي لا يقدر بثمن، وأكدت أنها سعيدة بالنجاحات التي حققتها بتجاربها الانتاجية سواء بالصالات السينمائية عند عرضها او لاحقاً مع ردود فعل
جمهورها

في الجزء الثالث الذي ينشر غداً تحدثت "يسري" عن إعجابها بالأفلام التي قدمها الفنان عادل إمام ومشاركتها في فيلم الإرهابي، كما تناولت حادثة وفاة ابنها عمرو التي أثرت في نفسيتها بشكل كبير فإنعزلت عن العالم لأكثر من عام. تابعونا

&

&