في الجزء الثالث من حوارها مع إيلاف تحدثت الفنانة القديرة مديحة يسري عن إعجابها بالأفلام التي قدمها الفنان عادل إمام، وعن مشاركتها في فيلم الإرهابي، وتناولت حادثة وفاة ابنها عمرو التي أثرت على نفسيتها بشكل كبير فانعزلت عن العالم لأكثر من عام.


&القاهرة: في الجزء الثالث من حوارها مع إيلاف، تحدثت الفنانة القديرة مديحة يسري عن حادثة وفاة ابنها عمرو التي كانت فاجعة أثرت على حياتها وأكبر الصدمات التي تلقتها، مشيرةً إلى أنها لا تزال تعتبره على قيد الحياة وتُقنِع نفسها بأنه مسافرٌ إلى مكان بعيد ولا يأتي لزيارتها.

رحيل ابنها صدمة حياتها..
وتخبرنا بصوتٍ متقطع وحزين أن الصدمة كانت صعبة جداً عليها، وتشكر الله الذي ألهمها الصبر وقوة العزيمة لتتمكن من اجتياز المحنة والعودة الى حياتها، علماً أن الحزن على رحيله لم يزل يثقل قلبها، فقد عاشت دوماً بغصة رحيله قبل أن يكمل عامه الثلاثين ويتزوج ويكوّن أسرة.
وأسهبت في الحديث عن ابنها الذي كان شاباً رياضياً ويحبها بشدة ويفخر بها أمام زملائه، ويصطحبها إلى الحفلات واللقاءات مع أصدقائه لدرجة أن بعض الصحافيين اعتقدوا أنها على علاقة بشابٍ يافع عند ظهوره برفقتها للمرة الاولى&بعدما أصبح شاباً، وفوجئوا بكونه ابنها.

وتأوهت مع ذكرياتها المؤلمة لتقول: لطالما حذّرته من القيادة بسرعة زائدة، لكن القدر قال كلمته، فتوفي بحادث سيارة وسبّب لي ألماً اعتزلت بسببه عن العالم لأكثر من عام، كرست الوقت فيه للصلوات والدعاء وقراءة القرآن له، لكن الأصدقاء تمكنوا من مساعدتي على اجتياز المحنة والخروج إلى المجتمع من جديد- علماً أنني لم أنسَه يوماً، وما زلت أحتفظ بصور كثيرة له في منزلي. وأنا أشعر به ينتظرني على باب الجنة لنكون معاً في الاخرة.

العندليب الأسمر يناديها "ماما مديحة"..
وتعود "يسري" لتستعرض المزيد من الذكريات مع نجوم زمن الفن الجميل، فتتذكر طبيعة علاقاتها بالفنانين حسن يوسف، وعبد الحليم حافظ، التي نشأت في الستينات خلال تصوير فيلم "الخطايا" الذي كان نقطة التحول في مسيرتها الفنية بسبب النجاح الكبير الذي حققه في صالات السينما، حيث تخطت فترة عرضه كل الأعمال الأخرى في ذاك الوقت.
وأضافت أنها حافظت على علاقتها مع عبد الحليم حافظ حتى وفاته، وكان آخر لقاء بينهما في مطار القاهرة قبل سفره في رحلة علاجه الأخيرة، مشيرةً الى أن العندليب الأسمر كان يعتبرها مثل والدته ويناديها بـ"ماما مديحة"، ويحكي لها الكثير من أسراره التي بقيت طي الكتمان ولا يمكن أن تفصح عنها مطلقاً.

أما الفنان عماد حمدي فكانت تعتبره مثل شقيقها، وشاءت الصدف أن يقيما في عقار واحد حتى وفاته، فكانت تتصل بالأطباء لإنقاذه من الأزمات الصحية الطارئة التي كان يتعرض لها، علماً أنها كانت في سفر خارج مصر عند وفاته، وقطعت رحلتها وعادت لحضور الجنازة وتقبل العزاء مع أسرته.

يوسف وهبة بمثابة والدها..ويناديها بـ"ديحة"
ولا تنسى "يسري" فضل الفنان يوسف وهبي عليها، فتشير إلى دعمه الكبير لها وتشجيعها في بدايتها الفنية، حيث أن إيمانه بموهبتها دفعه لتشجيعها على خوض تجربة الإنتاج وعمل معها بأجر أقل من الذي كان يحصل عليه من باقي المنتجين بهدف مساعدتها. وتضيف بأن "وهبي" كان يعتبرها مثل ابنته ويناديها بـ"ديحة". واعترفت أنها استفادت من خبرته ودعمه كثيراً، وكانت تلجأ إليه في الكثير من الأعمال لتأخذ رأيه وظلت على تواصل معه حتى وفاته.
وأكدت أن ما يميّز علاقات الفنانين في تلك الفترة كان محدودية الخلافات، والتي لم تكن لها مساحة كبيرة في أحاديثهم وعلاقاتهم، لافتة إلى أن كل جيل كان يسلم الراية للجيل التالي له، وكل نجوم تلك الفترة كانوا يتفهمون مسألة المرحلة العمرية التي تفرض نفسها باختيار الادوار، وقالت: أهم ما يميز العصر الذهبي للسينما هو حب الفنانين للعمل بغض النظر عن المقابل المادي، وهو ما كان يدفع الكثير منهم للعمل بأجرٍ زهيد أو مجاناً لتقديم الفيلم بصورة جيدة.

رفضت الأدوار المنحرفة ودور الأم& كان الرسالة
وعللت شهرتها بتقديم دور الأم في غالبية أعمالها الفنية، بسبب رغبتها بإيصال رسائل إيجابية وبنّاءة من خلال أدوارها، كما وعدت والدها، ما ردعها عن لعب أدوار السيدة المنحرفة إلا في عملين لا تحب مشاهدتهما على الشاشة مطلقاً، وهي سعيدة لأنهما لا يُعرضان على التلفزيونات إلا نادراً.
وأوضحت أنها رفضت تقديم أدوار الإغراء لشعورها بأنها غير مناسبة لها، وليس لإعتراضها عليها- مع الإشارة إلى أنها ضد الإغراء المبتذل الذي يُقدَّم الآن على الشاشات من أجل تحقيق شهرة لبعض الفنانات في بداية حياتهن.
واعتبرت أن دورها في فيلم "الإرهابي" مع الفنان عادل إمام من أهم الادوار التي قدمتها رغم بساطته، وذلك بسبب مناقشة الفيلم لقضية الإرهاب الذي كانت تحاربه مصر بقوة، وقالت: عادل إمام من أفضل الفنانين الذين يناقشون القضايا الاجتماعية المرتبطة بالواقع.

وبررت غيابها عن المسرح في مسيرتها الفنية بانشغالها الدائم بالسينما، ما حرمها من إيجاد الوقت الكافي الذي يتطلبه العمل المسرحي، إضافةً إلى دقة الإلتزام بالمواعيد، فيما كان يّصعُب عليها التوفيق بين المسرح وتصوير الأفلام والمشاركة في المهرجانات السينمائية. وقالت إن الفنان يوسف وهبي نصحها بالمشاركة بأعمال مسرحية، وهي رغم محاولاتها لم تجد الوقت الكافي للمشاركة.

وعن عضويتها في مجلس الشورى واختيارها كعضوة بالتعيين، قالت "يسري" إن هذه التجربة أفادتها كثيراً على المستوى الشخصي، فرغم تفرّغها من العمل الفني لفترات طويلة خلال مدة عضويتها بالمجلس لحضور الجلسات، إلا أنها كانت سعيدة بالمشاركة في الحياة السياسية، فضلاً عن سعيها خلال وجودها لتحقيق عدة مطالب للسينمائيين التي نجحت في تحقيق البعض منها.

وفي الجزء الرابع والأخير&من حوارها مع إيلاف، تحدثت الفنانة مديحة يسري عن نظرتها إلى المستقبل الفني والسياسي في بلدها مصر، حيث بدت متفائلة بحماسها الظاهر للرئيس عبد الفتاح السيسي.
&