إيلاف من القاهرة: إتفق النقاد والمتخصصين الموسيقيين على تراجع الفنان عمرو دياب فنياً خلال الفترة الأخيرة وهو ما أرجعوه لعدة أسباب منها عدم سعيه لتقديم جديد بشكل حقيقي لجمهوره والإكتفاء في كثير من الأحيان بكلمات والحان متواضعة لتضمينها في ألبوماته، فيما جاءت الآراء متوافقة مع النسبة الأكبر من قراء إيلاف في إستفتائها الفني حيث طرحنا السؤال التالي عليهم: "هل تعتقد أن عمرو دياب قد تراجع فنياً ؟، فجاءت نسبة الاجابة بنعم 46.94%، أما الإجابة بـ "لا" فاختارها 19.90%، بينما لم يهتم 27.04% من القراء واختار 6.12% لا اعرف.

الألبوم الأخير الذي طرحه عمرو دياب بالأسواق وكان بعنوان "أحلى وأحلى" تصدر المبيعات في فروع فيرجين ميغا ستورز بالقاهرة، والتي وضعته ضمن قائمة الأكثر مبيعاً في العاصمة المصرية على مدار الأسابيع الماضية، علماً بأن الألبوم صدر دون وجود منافس حقيقي أمامه، كما أن الفترة الحالية تشهد ركوداً في المبيعات بشكل كبير بسبب حلول شهر رمضان المبارك وهو ما يعني إستمرار الألبوم على قمة المبيعات حتى بداية الشهر المقبل لحين طرح الألبومات الجديدة بالأسواق بالتزامن مع بداية عيد الفطر.

الموسيقار حلمي بكر قال لـ"إيلاف" أن البوم "أحلى وأحلى" لم يحمل اي جديد على المستوى الفني وواصل من خلاله عمرو دياب مسيرة انحداره بصورة غير مبررة مشيراً إلى أنه لم يعمل على الالبوم بشكل جيد ولم يقدم جديداً في الموسيقى والكلمات فخرج العمل فاتراً دون ابهار على العكس من الالبومات التي كان يقدمها في بدايته الفنية.

يشير بكر الى أن دياب مستفيد من قدرته على تسويق اسمه بشكل جيد في الدعاية والترويج لالبوماته بوسائل التكنولوجيا الحديثة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي لكن النجاح الحقيقي يكون في بقاء الاغاني وهنا يجب ان نسأل انفسنا هل الجمهور يتذكر اغاني اخر البوماته، هل ستعيش اغاني البومه الأخير لفترة طويلة وسيقوم الجمهور بغنائها بإستمرار ام ان مصيرها سيكون الاختفاء مثل عشرات الاغنيات لاحقاً ولا تظهر إلا خلال تواجده بالحفلات.

وإستند بكر في وجهة نظره الى اغنية القاهرة التي قدمها دياب مع منير قبل اشهر قليلة متسائلاً هل لا يزال الجمهور يستمع لها او حتى يتذكر كلماتها؟

 مؤكداً على أن النجاح الحقيقي لا يقاس باللحظات التي يصدر فيها الألبوم أو الأغنية قوائم المبيعات، ولكنه يقاس بالقدرة على الإستمرار في المحافظة على إنتشارها وشعبيتها لأطول فترة زمنية.

يتفق معه في الرأي الموسيقار هاني شنودة الذي لم يبد حماساً لالبوم "احلى واحلى" مشيراً الى ان دياب كان يمكنه تقديم افضل من ذلك خاصة في الاداء خلال تسجيل الاغاني لان عدداً ليس بالقليل منها لم يكن به إحساس بالكلمات بالشكل الكافي.

وأرجع شنودة جزءاً من نجاح الالبوم في المبيعات الى الجماهيرية الكبيرة التي لا يزال يحتفظ بها عمرو دياب بالإضافة الى قدرته على تسويق نفسه دعائياً بشكل جيد وهو ما ينعكس سواء في الحفلات او الترويج للالبوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

من جهته، يرجع استاذ الموسيقي خالد احمد انخفاض مستوى اغنيات عمرو دياب الى سعيه للتواجد بكثافة في وقت تعاني فيه الاغنية المصرية من مشاكل على عدة مستويات بداية من الكتابة، ومروراً بالالحان والتوزيع، مشيراً الى ان دياب يقدم في البوماته منتج استهلاكي للجمهور، لكن في الحقيقة العمل على البوم جيد يستغرق عدة سنوات وليس عدة أشهر فقط كما يفعل دياب.

وأضاف احمد ان دياب اختار الطريق السهل، فهو يعرف ان اسمه وحده يستطيع تسويق الالبوم وتحقيق عائد منه وهو ما اصبح يحاول استغلاله مؤخراً بشكل كبير، لافتا الى ان ذكاء عمرو دياب في ادارة موهبته الغنائية هو الذي صنع هالة من النجومية حوله لا تزال مستمرة.

وأكد ان عمرو في كل البوم تقريباً يقدم اغنية واحدة او اثنين على الأكثر بمستوى جيد على العكس من البوماته القديمة التي كانت تحمل استثناءً اغنية او اغنيتين اقل من المستوى لافتاً الى انه لا يشعر بذلك بسبب المحيطين به واستمرار النجاح ومستفيداً من غياب التنوع في الاصوات الجيدة من المطربين على الساحة الفنية.