تونس: قالت الفنانة المغربية سميرة سعيد، مساء أمس الخميس، في "قمرت" ضواحي العاصمة التونسية إنها ستعلن عن اعتزالها "إذا ما شعرت بعجزي عن تقديم الإضافات الفنية الجديدة". 

وأضافت سعيد، في مؤتمر صحافي عقدته قبل إحيائها لحفل فني ضمن الدورة الـ 52 لمهرجان قرطاج الدولي، التي انطلقت يوم 13 يوليو: "أنا ابنة زمن فني جميل تربيت فيه على ذائقة أسس لها رواد من أمثال أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم، وفي نفس الوقت كنت منفتحة على تيارات وموجات الغناء الغربي والعالمي، مما جعلني قادرة على مواكبة تجارب متعددة وتحولات فنية برؤية جديدة ومختلفة بعيدا عن النمطية والاجترار... وحينما سأشعر بتراجعي وأفول نجمي، وبأني لم أعد أستطيع تقديم الجديد، سأختفي من الساحة الفنية". 

في سياق متصل، اعتبرت أن الفن لكي يعيش "يحتاج إلى تجديد متواصل وتطوير منتظم يرتكز على البحث عن آفاق جديدة وإثارة الشغف لدى الناس فالفن ضد الروتين والجمود، ولذلك لم ألتزم طيلة مسيرتي الفنية بنمط غنائي محدد(..) أحب التحدي والتغيير، وهما سمتان في شخصيتي وتجربتي الفنية". 

وذكرت سميرة سعيد بأنها توقفت عن العمل لمدة 6 سنوات لتعود بأغنية "عايزة أعيش" التي حققت نجاحا باهرا ، ومكنت ألبومها الذي يحمل ذات العنوان من الحصول على "الموريكس دور" لأفضل ألبوم لسنة 2016.

إشادة

وفي معرض ردها عن سؤال يتعلق بالبعد المغربي لتجربتها الفنية، أبرزت أنها لم تتخل عن مغربيتها الفنية التي أصلت لبداياتها الأولى، موضحة أن حياتها في مصر واستقرارها بها منذ نهاية السبعينات كانت بداية فعلية للغناء باللهجة المصرية لتحقيق انتشار أكبر، ولكن ذلك لم يوقف هاجس العودة للغناء باللهجة المغربية، "وإن بطريقة مختلفة تماشيا مع الثورات التي تعرفها الساحة الموسيقية"، كأدائها لأغنية "مازال" التي مكنتها من تجديد التواصل مع الجمهور المغربي وتجارب أخرى مع مجموعة "الفناير" على سبيل المثال.

وأشادت سعيد بالموجة الجديدة من الأغاني المغربية الصاعدة التي أصبحت "تتمتع بمواصفات عالمية متجاوزة عائق اللهجة الذي لم يعد مطروحا بسبب وسائط الاتصال الحديثة"، معربة عن دعمها لكل الأصوات الشبابية الجديدة على أساس أن تستند تجاربهم الفنية إلى مضمون "يحترم الأخلاقيات ولا يخدش الحياء".

في هذا السياق ، نوهت سعيد بتجربة الفنان سعد لمجرد ، الذي سيحيي بدوره حفلا فنيا يوم 30 يوليو الجاري، متوقعة له نجاحا متواصلا "سيدوم طويلا بسبب ذكائه وحسه الفني الراقي وشخصيته الانسانية المنفتحة".

أنجح المطربات

من جهة ثانية، أعربت الفنانة المغربية عن غامر سعادتها لمشاركتها في "مهرجان قرطاج"، وبوجودها في تونس، مشيرة إلى أن أول زيارة لها إلى هذا البلد كان عمرها لا يتجاوز 12 عاما، وحظيت آنذاك بفرصة الغناء أمام الحبيب بورقيبة، ومن وقتها وهي تتردد على بلد الزيتونة الذي لا تحس فيه بالغربة، للتشابه الثقافي والاجتماعي والحضاري بينه وبين المغرب.

وتعتبر سميرة سعيد من المطربات القلائل اللواتي حافظن على نجوميتهن على مر السنوات. هي التي بدأت مشوارها الفني منذ سنتها الثامنة مع أشهر الملحنين والمؤلفين، ولقيت تشجيعا كبيرا من الفنان عبد الحليم حافظ والموسيقار بليغ حمدي.

وفي رصيد سمير سعيد عدد كبير من الأغاني الناجحة جعلتها تتصدر قائمة أنجح المطربات في الوطن العربي، إذ أن الكثيرين من الفنانين والموسيقيين أشادوا بقدرتها على الاستمرار بالنجاح نفسه، حيث قدمت طوال مشوارها الفني 46 ألبوما و 500 أغنية، حصدت من خلالها العديد من الجوائز، من بينها جوائز عالمية.