إيلاف من بيروت: أطل شهر رمضان المبارك هذا العام كريماً بالأعمال الدرامية التي ملأت الشاشة الفضية بين المصري والسوري واللبناني والأعمال العربية المشتركة ليضع المشاهد العربي في حيرة من أمره كما في كل عام.

والواقع أن عولمة الشاشة وانفتاح محطات التلفزة على مختلف الدول العربية عبر الأقمار الإصطناعية قد عوّم مساحة الخيار للمشاهد بطفرة الأعمال التي وقع بحيرة الخيار فيما بينها. فالأعمال المصرية كثيرة ولقد تناولتها "إيلاف" بنبذات عرفت عنها بقصصها وأبطالها قٌبيل الشهر الفضيل لتضع المشاهد أمام فكرة أوضح وتساعده على الإختيار فيما بينها، لكن كثرة الأعمال شبكت الشاشات ببعضها بعضا خاصةً بالأعمال المعروضة على عدة قنوات بتوقيتٍ متطابق أو مختلف ما وضع المشاهدين أمام خيار صعب بتنقلاتهم بين أعمال النجوم الذين يحبونهم وقد اشتهروا بإطلالتهم الرمضانية.
فالجمهور الذي يحرص على متابعة عادل إمام في "مأمون وشركاه" يحب متابعة محمود عبد العزيز في "رأس الغول"، ويجذبه محمد رمضان في "الأسطورة"، ونيللي كريم في "سقوط حر"، وليلى علوي في "هي ودافنشي" ويسرا في "فوق مستوى الشبهات" وغيرها من الأعمال المصرية ناهيك عن برامج المقالب بين "أوعا يجيلك إدوارد" و"رامز بيلعب بالنار" و"هاني في الأدغال"، وغيرها من الأعمال الجاذبة هذا العام.

أما الشاشات اللبنانية فتعرض جملة مسلسلات تنوعت بين الأعمال اللبنانية والسورية والعربية الجامعة لعدة لهجات بممثلين من جنسيات مختلفة، غير أن ملامح معظمها لا تزال غامضة إلى حدٍ ما مع انطلاقة عرضها في الحلقات الأولى. فخاتون هو مسلسل ذات إنتاج ضخم يجمع نخبة من النجوم ويحكي قصة حارة دمشقية وتقاليد وعادات شامية في مرحلة النضال ضد الإستعمار، ومسلسل "يا ريت" يعالج واقع الأسر السورية المعاصر التي تعاني ألم الهجرة القسرية بسبب الأحداث المؤلمة في سياقٍ درامي عاطفي، فيما يعالج "جريمة شغف" مشكلة الظلم الواقع على الزوجة المتهمة بقتل زوجها والتي تجسد دورها الفنانة نادين الراسي. وفي جملة المسلسلات هناك أيضاً مسلسل دومينو الذي يأخذ طابع الإثارة والعنف وغيرهم من المسلسلات التي بدأت وتيرة أحداثها تسير تصاعدياً.

على المقلب الآخر يطل الفنان تيم حسن مع الفنانة نادين حسيب نجيم بمسلسل نص يوم ويبدو أنهما كثنائي قد شكلا عنصراً جاذباً لتعلق الناس بشخصيتهما معاً، كما تطل الفنانة اللبنانية كارين رزق الله بعمل جديد مع الفنان اللبناني بديع أبو شقرا وهو مسلسل لبناني صرف بعنوان "مش أنا" لتعالج أزمة الفقر وهروب الفتيات من واقعهن بالزواج من رجل ثري على حساب سعادتهن بأسلوب درامي مؤثر حتى الآن.

أما اللافت هذا العام، فهو ندرة البرامج الحوارية حول المسلسلات وأبطالها هذا العام، وفي غياب برامج "الرايتبنغ" يبقى الحكم مبدئياً للجمهور المتابع لهذه الأعمال والنقاد الذين سيواكبون محطاتها خلال الشهر الفضيل، على أمل أن تلاقي المسلسلات نهايات مقنعة تحترم عقل المشاهد.