مراكش: تستعد مدينة مراكش لاحتضان الدورة الـ17 للمهرجان الدولي للفيلم ، التي تنطلق فعالياتها غدا الجمعة، بحفل افتتاح يشهد عرض شريط "على باب الخلود"، وهو فيلم - سيرة ذاتية عن حياة وأعمال الرسام الهولندي الشهير فانسنت فان غوخ.

نفَس جديد

دورة هذه السنة، التي أريد لها أن تعطي نفساً جديداً للمهرجان، ستتواصل على مدى تسعة أيام، تعرض خلالها أفلام تناهز الـ 80 من 29 بلداً، موزعة على 9 فقرات، تشمل "المسابقة الرسمية" و"السهرات المسائية" و"العروض الخاصة" و"القارة 11" و"بانوراما السينما المغربية" و"الجمهور الناشئ" و"عروض جامع الفنا" و"عروض المكفوفين وضعاف البصر" و"التكريمات".

وعاود المهرجان تنظميه، بعد وقفة للتأمل، خلال 2017. ويقول المنظمون إن التظاهرة ساهمت، منذ 2001، على مدى 16 دورة، في إشعاع المغرب، كأرض للسينما والتصوير، منخرطة، بذلك، في تقاليد انفتاح وكونية المملكة، كما ساهمت في حضور السينما المغربية على الصعيد الدولي.

وكان قرار عدم تنظيم دورة 2017، وتأجيلها إلى 2018، قد جاء، حسب بيان سابق للمؤسسة، "لتمكين المهرجان من مواصلة مهمته المتمثلة، ليس، فقط، في النهوض بالصناعة السينمائية المغربية، ولكن، أيضاً، في الانفتاح على ثقافات أخرى، وعلى الواقع الذي لا محيد عنه لعالمية الفن السابع"؛ مع التشديد على أنه سيتم خلال فترة التوقف "الانكباب على تحديد وإعطاء دينامية للتغيير الذي يتوخى إرساء تنظيم جديد وآليات جديدة تأخذ في الاعتبار التطور الذي يعرفه العالم الرقمي، من أجل خدمة، بشكل أفضل، رؤية وأهداف المهرجان".

وبالموازاة مع قرار تأجيل دورة 2017، كانت المؤسسة قد أكدت "الاحتفاظ، في 2017، بالأنشطة الإبداعية والثقافية للمؤسسة، التي تشمل حملات تصحيح عدسة العين، وورشات الكتابة لفائدة كتاب السيناريو المغاربة، وتعزيز العلاقات الدولية".

فضاءات الدورة

تتوزع خمسة فضاءات بالمدينة الحمراء عروض أفلام دورة هذه السنة: يتعلق الأمر بسينما كوليزي وساحة جامع الفنا ومتحف إيف سان لوران، فضلاً عن قصر المؤتمرات، بقاعتي الوزراء والسفراء، والذي سيحتضن، كذلك، فقرات أخرى، كـ"التكريمات" و"محادثة مع".

المسابقة الرسمية

تقترح المسابقة الرسمية 14 شريطاً ستنافس للفوز بالنجمة الذهبية، كلها أفلام طويلة أولى أو ثانية لمخرجيها، بما يؤكد، حسب المنظمين، "الأولوية التي يعطيها المهرجان للاكتشاف ولتكريس المواهب الجديدة في السينما العالمية".

وتنتمي الأشرطة المنتقاة، والتي تعبر عن عوالم وآفاق سينمائية مختلفة، إلى مناطق مختلفة من العالم بـ4 أفلام أوروبية (ألمانيا، النمسا، بلغاريا، صربيا)، 3 من أميركا اللاتينية (الأرجنتين، المكسيك)، فيلم واحد من الولايات المتحدة، وفيلمان من آسيا (الصين، اليابان)، و4 أشرطة من منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط (مصر، المغرب، تونس، السودان). ومن بين الأفلام الـ14 المتنافسة، 6 أخرجتها نساء. وستكشف لجنة تحكيم المسابقة عن نتائجها خلال حفل الاختتام، التي يسدل الستار خلاله بعرض الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى.

عروض أولى

تعرض الدورة 6 أفلام تنتمي إلى سينما المؤلف، وذلك في إطار "السهرات المسائية" للمهرجان. كما يتضمن برنامج هذه الفقرة عروضاً أولى للأفلام الجديدة لمخرجين بارزين، مثل فاليريا غولينو (إيطاليا) وألفونسو كوارون (المكسيك) وبيتر فاريلي (الولايات المتحدة) وأبو بكر شوقي (مصر) ونادين لبكي (لبنان).

عروض خ

تقدم فقرة "عروض خاصة" تشكيلة واسعة من الأفلام القادمة من آفاق متنوعة (النرويج، نيجيريا، كولومبيا، كينيا، الولايات المتحدة، مصر، فرنسا والأرجنتين). وسيتم، في المجموع، عرض 11 فيلماً في إطار هذه الفقرة، التي يأمل المنظمون أن يجذب ويغري أسلوبها والمواضيع المتناولة فيها جمهوراً عريضاً.

القارة 11ستمكن "القارة 11"، وهو الاسم الذي اعتمد لفقرة جديدة بالمهرجان، الجمهور العاشق للسينما من اكتشاف 14 شريطا روائياً ووثائقياً تتميز كلها، حسب المنظمين، بكتابتها الفريدة والمبتكرة لمخرجين جريئين ينتمون إلى التايلاند ولبنان وكرواتيا وجنوب أفريقيا والنمسا والفلبين والولايات المتحدة.

بانوراما مغربية

تقترح دورة هذه السنة فقرة خاصة، تحت عنوان "بانوراما السينما المغربية"، تعرض، في إطارها، 7 أفلام مغربية حديثة. ويقول المنظمون إن هذه الفقرة تهدف إلى كشف مختلف أوجه السينما المغربية للمهنيين ووسائل الإعلام الدولية الحاضرة في المهرجان.

تحريك

سعياً منه لتعريف الجمهور الناشئ بسحر السينما، يدشن المهرجان، في دورة هذه السنة، فقرة مخصصة للتلاميذ والجمهور الناشئ عموماً، ستعرض فيها أفلام تحريك ذات صيت دولي وأخرى كلاسيكية.

أفلام في الساحة

كما جرت العادة في دورات سابقة، ستعيش ساحة جامع الفنا على إيقاعات السينما العالمية طيلة أيام المهرجان، باحتضانها عروض أشرطة معروفة وذات شعبية جماهيرية من الهند والمغرب والولايات المتحدة وبلدان أخرى.

سينما للمكفوفين

وفاء منه لالتزامه الاجتماعي، يخصص المهرجان ستة عروض للمكفوفين وضعاف البصر، بطريقة الوصف الصوتي، محافظاً بذلك على هذا الموعد السينمائي المهم.

أعضاء لجنة التحكيم

تضم لائحة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية المخرج الأميركي جيمس غراي، رئيساً، وعضوية "ثمانية مواهب فريدة في السينما العالمية: أسماء رنانة في مجال سينما المؤلف، مخرجون جريئون، فنانون متعددو المواهب وفنانات لامعات. ينتمي هؤلاء الأعضاء إلى ثمانية بلدان مختلفة ويمثلون حساسيات وعوالم فنية متنوعة. فمن الجانب النسائي، نجد الممثلة الهندية إليانا دوكروز والمخرجة المغربية تالا حديد والمخرجة والفنانة التشكيلية اللبنانية جوانا حاجي توما والممثلة الأميركية داكوتا جونسون والمخرجة البريطانية لين رامسي. ومن جانب الرجال، يشارك الممثل الألماني دانييل بروهل والمخرج الفرنسي لوران كانتي والمخرج المكسيكي ميشيل فرانكو. وستكون الشخصيات التسع، "بعوالمها السينمائية القوية ومساراتها الغنية".

لجنة التحكيم الرسمية

&كما يبرز المنظمون، "مكلفة مهمة الفصل بين الأفلام الـ14 المشاركة في المسابقة الرسمية واختيار الشريط الذي يستحق النجمة الذهبية 2018". كما أن هذه الشخصيات، "المعروفة بصرامتها على الشاشة الكبيرة"، ستعطي "نظرتها ورأيها بخصوص تشكيلة من الأفلام تتكون أساساً من الشريط الأول أو الثاني لأصحابها".

تكريمات

كما دأب على ذلك، منذ بداياته الأولى، تكرم دورة هذه السنة من المهرجان كلا من المخرج المغربي جيلالي فرحاتي، والنجم الأميركي روبير دي نيرو، والممثلة الأميركية روبين رايت، والمخرجة الفرنسية أنييس فاردا.

روبين رايت

أنييس فاردا

وبرر المنظمون اختيار تكريم فرحاتي، بقولهم إنه "وضع اسمه ضمن مؤسسي السينما المغربية المعاصرة وواحدا من أعمدتها". فيما جاء تكريم النجم الأميركي روبيرت دي نيرو تقديراً لمسيرته المذهلة.

فيما يتعلق الأمر، بالنسبة للممثلة الأميركية روبين رايت والمخرجة الفرنسية أنييس فاردا، بـ"سيدتين بصمتا على مسارين استثنائيين".

وسيتم، بهذه المناسبة، عرض بعض أعمال المكرمين، بينها "التمرد الأخير" لجيلالي فرحاتي الذي سيقدم في عرضه الأول بمراكش.

&

جيمس غاري

محادثة مع ..

في واحدة من أهم مستجدات الدورة، يقترح المهرجان، من خلال فقرة "محادثة مع"، تصوراً جديداً للقاء مع أكبر أسماء السينما العالمية، يكون خلالها الجمهور ووسائل الإعلام ومهنيو السينما مدعوين إلى حضور نقاش حر ولحظات مميزة من التبادل والتفاعل مع عدد من كبار الفن السابع العالمي.

يتعلق الأمر بسبعة أسماء وازنة في سماء السينما العربية والدولية: المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، والممثل المتميز روبير دي نيرو، والمخرج والروائي والمنتج المكسيكي غييرمو ديل تورو، والمخرجة والفنانة الفرنسية آنييس فاردا، والمخرج المصري يسري نصر الله، والمخرج الروماني كريستيان مونجيو ، الحائز على السعفة الذهبية بـ"كان" عام 2007، والفرنسي تييري فريمو المندوب العام لمهرجان "كان" ومدير معهد "لوميير" بمدينة "ليون".

ورشات الأطلس

لدعم ومواكبة المخرجين الصاعدين بأفريقيا والشرق الأوسط، يعطي مهرجان مراكش، في دورته الـ17، انطلاقة برنامج جديد، تحت عنوان "ورشات الأطلس"، بمشاركة نحو 150 من محترفي السينما المغربية والعالمية، يراد منها أن تشكل "منصة إبداعية ومهنية في خدمة المخرجين، وفضاء لتبادل الخبرات والتجارب بين المهنيين الدوليين ومواهب المنطقة، في الآن ذاته"، و"مواكبة مشاريع الأفلام والأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج، وتمكين المخرجين من تسريع إنتاج أعمالهم، ومنحهم معرفة أفضل بالسوق، وتعزيز شبكات علاقاتهم".