"إيلاف" من بيروت: تفوّق فيلم "روما" بالأبيض والأسود& للمخرج ألفونسو كوران على فيلم "كفرناحوم" &للمخرجة اللبنانية نادين لبكي وحصد جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي. إلا أن "لبكي" التي لم تُخفِ اندفاعها للمشاركة بهذه الجائزة قُبيل الحفل، لم تخفِ أيضاً شكوكها بالفوز مستبقة النتائج&بالتخفيف عن&الداعمين. حيث قالت بتصريحاتها الإعلامية: "لا يجب أن نحزن إن لم يفز الفيلم، فالمهم أننا فزنا بمحبة الناس وتقديرهم".

&


وعلى ما يبدو، فإن المخرجة اللبنانية التي دخلت الى الحفل متأبطة ذراع بطل العمل الطفل زين مع زوجها المنتج الموسيقي خالد المزنر، قد خسرت فرصتها في إلقاء كلمتها لتعبِّر عن رسالتها الإنسانية بهذا الفيلم. وهو ما كانت تتمناه وعبّرت عنه منذ أيام قائلة: "أريد الفوز فقط للحصول على هذه الثلاثين ثانية لأخاطب فيها العالم ليتحمّل مسؤولياته تجاه المشرّدين".
لكنها مع ذلك حققت بمنافستها على الجائزة سبقاً بكونها السيدة العربية الأولى التي يتم ترشيحها لجائزة أوسكار. علماً أنها حصدت جائزة التحكيم في مهرجان كان الدولي وألقت رسالة إنسانية مدوية بعد زغرودة فرح تركت وقعا مميزاً ببال الحاضرين. ولا ننسى أن الجمهور وقف مصفقاً مدة عشر دقائق إبان عرض الفيلم.

&



ولا بد من التذكير بأن فيلم "لبكي" قد&فاز بجائزة الجمهور في مهرجان سراييفو الدولي بلبوسنة والهرسك، وجائزة الجمهور في&مهرجان ملبورن بأستراليا، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان النروج السينمائي الدولي، وجائزة الجمهور التفضيلية في&مهرجان كالجاري&في&كندا، وجائزة أفضل ممثل للطفل زين الرفيع، وجائزة لجنة تحكيم الشباب لأفضل فيلم بمهرجان أنطاليا.
ولقد حصد أيضاً جائزة الجمهور الذهبية فى مهرجان ميل فاليه Mill Valley في الولايات المتحدة الأميركية وجائزة الجمهور Gigi Guermont بمهرجان ميامي السينمائي، بالإضافة إلى مشاركات فى مهرجان تورونتو، كندا وسان سيباستيان، إسبانيا ومهرجان لندن.&

ولا ننسى ترشيحه إلى جائزة الـ "غولدن غلوب" التي تتألف لجنة تحكيمها من أعضاء رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، لكنه لم يحصدها. ما يطرح السؤال حول تعثره في هذين المهرجانين الأخيرين&تحديداً بعد أن جال المهرجانات الدولية حاصداً التكريمات حول العالم!

روما
الجدير ذكره أن فيلم &"روما" من إنتاج شركة نتفليكس، سيناريو وإخراج المكسيكي ألفونسو كوارون، وهو أول فيلم مكسيكي يفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغةٍ أجنبية. علماً أنه حصد عدة جوائز كان آخرها "أفضل فيلم" من الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا).&

ويتناول هذا العمل قصة مدبرة منزل من عائلة من الطبقة الوسطى في السبعينات استوحاها "كوارون" من طفولته من خلال علاقته بالخادمة التي ساعدت في تنشئته. علماً أنه يتقاطع مع فيلم "كفرناحوم" بكونه اعتمد في بطولته على ممثلين هواة. مع الإشارة إلى أنه أطلق عليه اسم الحي "روما" في مدينة كولونيا بالمكسيك حيث كانت نشأته.

&

&

هذا وذكر "كوارون" في تصريحاته أنه نشأ على مشاهدة الأفلام الناطقة بلغةٍ أجنبية وتعلّم واستوحى منها الكثير. وقال أن المرشحين لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية قد كسروا الحواجز، وأثبتوا "أننا جزء من نفس المحيط".

&

مقاربة
إلا أن الملفِت في المقارنة بين الفيلمين اللبناني والمكسيكي هو أن الفائز يتناول قضية شخصية من واقع الحياة وسيرة حياة عامل وعلاقته بالخادمة، بينما يناقش "كفرناحوم" قضية عالمية عابراً الحدود بمشكلة إنسانية تتعاظم. فهل تدخلت السياسة بمكان ما لتُبعِد عين التعاطف الدولي عن واقع النازحين واللاجئين، أم أن الحكم جاء مهنياً صرفاً؟!
أما في زاوية&النقاش السينمائي البحت، فالسؤال يطرح نفسه بكونه من إنتاج شركة نتفليكس التي تبث أعمالها عبر الإنترنت. فهل يكون فوزه مبشراً بتفوق شركات الإنترنت على صالات العرض التي عرفناها منذ قرون؟!

يبقى أن "لبكي" أثبت حضورها عالمياً بمشاركتها في الحفل الأهم حول العالم، وحققت سابقة كأول سيدة عربية تنافس على جائزة الأوسكار. فهل ستتابع بأفلامها الهادفة وقضاياها دفاعاً عن الفقراء، أم ستتخذ نهجاً مختلفاً بأعمالها اللاحقة؟