إيلاف من بيروت: ينتظر عشاّق الموسيقى الكلاسيكية انطلاق موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية بنسخته التاسعة لحضور أهم الأمسيات التي يقدّمها بعض أهم النجوم العالميين. وتعد الاحتفالية، التي تنطلق تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، جمهورها ببرنامجٍ حافل من الحفلات الموسيقية الكلاسيكية العربية والغربية.

وكشف الدكتور رونالد بيلويتز، رئيس الموسيقى في قسم الفنون لدى هيئة الثقافة والسياحة- أبوظبي، عن بعض المعلومات التفصيلية حول النسخة التاسعة لموسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية 2020.

ما الذي يحضّره موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية للجمهور من عشاق الموسيقى والثقافة؟
يقدّم موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية بنسخته التاسعة الكثير من عروض الموسيقى الكلاسيكية الغربية والعربية؛ إذ يتضمن برنامجاً غنياً ومتنوعاً بين من 28 يناير حتى 7 فبراير.

ويجمع موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية أبرز المواهب العالمية، بما في ذلك الفرق الموسيقية المشهورة عالمياً والعازفين المنفردين من أوروبا، فضلاً عن أهم راقصي الباليه العالميين والفنانين من العالم العربي. وعلاوةً على ذلك، تتزامن النسخة التاسعة من الموسم مع ذكرى مرور 250 عاماً على ميلاد أسطورة الموسيقى لودفيج فان بيتهوفن، حيث سنحتفي بإرثه الموسيقي الغني خلال فعاليات هذا الموسم.

ما هي الفعاليات الاحتفالية التي سيطلقها موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية بمناسبة ذكرى ميلاد بيتهوفن؟
ستحيي أوركسترا هامبورغ السمفونية يوم 5 فبراير، حفلاً خاصاً لأداء السمفونية التاسعة لبيتهوفن، والتي تعتبر رائعةً عالميةً شكلت نقطة تحوّل في تاريخ الموسيقى، إذ أسهمت بانطلاق مرحلة الموسيقى الرومانسية في القرن التاسع عشر. وسيشكل الحفل الذي يقام على خشبة مسرح ميدان دو بجزيرة ياس تجربةً لا تُفوّت لعشاق الموسيقى والثقافة؛ حيث سيؤدي أكثر من 100 عازف 70 مغنٍ هذه المقطوعة الأسطورية بكل ما تحمله من رقي وإبداع وقيم الإخاء والتسامح والإنسانية.

كما تشارك أوركسترا هامبورغ السمفونية خلال الموسم بأمسية خاصة ضمن برنامج موسيقى الحجرة على مسرح المجمع الثقافي يوم 4 فبراير. وستقدم من خلال مقطوعة خماسي الكلارينيت لسلّم "بي مينور" ليوهانس برامز (الموسيقي المولود في هامبورج 1833) تحفةً فنيةً تعتبر من أشهر إبداعات موسيقى الحجرة منذ تأليفها عام 1891، إضافةً إلى مقطوعة تنويعات على لحن روكوكو لتشايكوفسكي. وستبدع الفرقة تكريماً لبيتهوفن بعزف تنويعات على مقطوعة ’لا تشي داريم لا مانو‘، بالإضافة لرائعة وولفجانج أماديوس موزارت ’دون جيوفاني‘، في نسخة مكتوبة للفلوت والكلارينيت والباصون. ولا شك أن مثل هذه الأمسيات المميزة ستشكل تكريماً يليق بإرث بيتهوفن.

ما هي الفعاليات والأمسيات الأخرى التي يحتضنها برنامج الموسم؟
تنطلق الفعالية الموسيقية الكلاسيكية والتي تتوزع على مدار 11 يوماً مع أمسية "ديفيد فراي وأصدقاءه"، والتي تجمع العازف المرموق ديفيد فراي وعازفي البيانو العالميين إيمانويل كريستيان وأودري فيجورو وجاك روفييه، في المجمع الثقافي يوم 28 يناير. وسيقدم الرباعي أداءً حيّاً لكونشيرتو ثنائي وثلاثي ورباعي البيانو لباخ، إلى جانب فرقة جنيف لموسيقى الحجرة.

في حين، تستعد العازفة الفرنسية الموهوبة ليز دو لا سال يوم 1 فبراير لتقديم حفلٍ خاص بعنوان "رقصات"، تستعرض من خلاله رؤيتها الخاصة للإيقاعات الراقصة في الموسيقى الكلاسيكية. ويشتمل البرنامج على مجموعة من المقطوعات الرائعة، مثل رائعة رافيل ’فالس نوبلز إي سينتيمينالز‘، ومقطوعة ’التانغو‘ للمؤلف سترافينسكي، ومقطوعة ’الرقصات الشعبية اليونانية‘ للمؤلف بارتوك، ومقطوعة ’مازوركا‘ لديبوسي. وتبرز الأنغام اللاتينية في مقطوعات مثل جيناستيرا وبيازولا ومقطوعات أخرى مستوحاة من الموسيقى الأمريكية الراقصة.

وسيحظى الزوّار بفرصة الاستماع إلى إبداعات نخبة من المواهب اللامعة في المنطقة؛ إذ يشهد يوم 6 فبراير في المجمع الثقافي أمسية مميزة تحييها النجمة الصاعدة سناء نبيل بعنوان "ليلة سلطنة"، برفقة فرقة ’كورد كواسيه‘ التي تضم عدداً من أبرز العازفين المصريين. ودخلت سناء عالم الشهرة بعد مشاركتها في برنامج المواهب العربي ’آرابز غوت تالنت‘، علماً أنها تنتمي إلى عائلة موسيقية، إذ تربطها صلة قرابة بأسطورة الغناء المصرية أم كلثوم. وبدأت بالتدرب على فن الغناء في سن الثانية عشر على يد المايسترو سليم شهاب في دار الأوبرا المصرية في القاهرة.

ويحفل برنامج الموسم بالتراث الموسيقي، وسيتميز بأمسية ختامية استثنائية مع حفل للنجمة العربية السيدة ماجدة الرومي يوم 7 فبراير على مسرح ميدان دو في جزيرة ياس. وستطرب السيدة ماجدة الرومي الجمهور بصوتها المذهل بعذوبته الاستثنائية وطبقاته الواسعة، وستبدع بتأدية عددٍ من أغانيها المتنوعة التي تمزج في أنغامها بين الطرب العربي الكلاسيكي والبوب العربي العصري، وتستوحي كلماتها من قصائد أشهر الشعراء العرب.

ما هي العروض الجديدة التي تقدمها نسخة هذا العام؟
سننظم هذا العام فعاليتين على مسرح ميدان دو مع حفل ماجدة الرومي وعرض أوركسترا هامبورغ السمفونية في جزيرة ياس يومي 7 و5 فبراير على التوالي. ويعزز توسعنا هذا من شهرة موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية التي حصدها كفعالية بارزة وراقية تحتفي بالموسيقى الكلاسيكية في الشرق الأوسط، وتستقطب أبرز المواهب الفنية في العالم. كما يؤكد على أن الموسيقى الكلاسيكية يمكن عزفها في مختلف الوجهات الشهيرة في الإمارات.

ويعكس برنامج الموسم أيضاً حرص دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي المتواصل على استضافة أهم الفنانين المعاصرين في مجال الموسيقى الكلاسيكية العربية والغربية في أبوظبي، لتعزيز موقعها كعاصمةٍ للثقافة والموسيقى والفنون في المنطقة.

ما هي الأهداف التي تسعون إلى تحقيقها من خلال موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية؟
أصبح موسم موسيقى أبوظبي فعالية بارزة على أجندة الإمارات الثقافية، وتواصل الاحتفالية في دورتها التاسعة تدعيم جهودنا بالتعاون مع مجموعة جديدة من نخبة فناني الموسيقى الكلاسيكية العالميين. ونبذل قصارى جهدنا لتعريف سكان أبوظبي بالمواهب العالمية وتوسيع إطار الحوار الثقافي وتقديم تجارب ترفيهية تلبي تفضيلات جمهور الإمارات المثقف والباحث عن تجارب ثقافية عالمية. وفي السياق ذاته، نتبع دائماً نهجاً تعليمياً يتمثل في إطلاق دورات تدريبية وجلسات حوارية قبل الحفلات وندعو الطلاب لحضور التدريبات، حيث سيقوم طلاب من مدارس أبوظبي بأداء مقطوعة "أنشودة الفرح" أثناء تدريب الأوركسترا على السمفونية التاسعة بقيادة المايسترو كامبريلنج. باختصار، نحن نؤمن بقيم الإبداع والسلام والتفاهم الثقافي التي تحملها الموسيقى الكلاسيكية، ونأمل أن نستمر بإيصال هذه الرسالة النبيلة وتطويرها بالتعاون مع المواهب المحلية على وجه التحديد.