إيلاف من الظهران: شهد اليوم الثاني من مهرجان أفلام السعودية عرض عدد من الأعمال السينمائية القصيرة وهي (حجر ، لاهث، واحد على أربعمئة، إخلاء، صوت الريشة، زوال، قوارير وهذا العالم رائع)

"ديار حسمى" في جماليات الصورة والمكان

وسط حضور كامل في مسرح إثراء تم عرض فيلم "ديار حسمى" أحد أهم الأعمال المنتظرة في المهرجان، والذي سبق أن جال على عدد من المهرجانات السينمائية أهمها مهرجان قرطاج السينمائي الدولي.

الفيلم الذي تدور أحداثه سنة 1902 في قرية حسمى ويستعرض حياة البدو بتفاصيلها من عادات وتقاليد ورقصات أهمها رقصة "الدحة" الشعبية المشهورة شمالي المملكة.

تميز الصورة والمكان كان لهما الحضور الأكبر بعيداً عن قصة الفيلم ، فكان العمل استعراض بصري وبديع ظهرت فيه الصحراء والجبال بشكل سينمائي جميل، وهو من إخراج فهد فايز المعروف بحبه للتصوير وبجانب الإخراج تولى تصوير ومونتاج هذا الفيلم.

"ديار حسمى" تجربة مميزة وتستحق الاحتفاء خاصة وأنها العمل الأول لفهد فايز بانتظار عمله الآخر مستقبلاً لتقييم تجربته بشكل أوسع.

"زوال" عن الجائحة وآثارها

ضمن الأفلام المعروضة في المهرجان فيلم زوال للمخرج متى سعيد والذي عرض سابقا في مهرجان البحر الأحمر في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة وكذلك في منصة قناة أشتيه الفرنسية الألمانية.
الفيلم الذي يحكي عن جائحة غير معروفة تضرب العالم، ويتم وضع" آدم" البالغ من العمر ثمان سنوات، والذي يعيش في مأوى للاجئين مع والدته، في الحجر الصحي.

الفيلم يعرض الخوف من أثر الفقد والجائحة والمعاناة المترتبة على ذلك وظهر جليا مهارة مجتبى سعيد في بناء لقطات الفيلم واختيار زوايا التصوير المناسبة ويحسب لها اختيار طفل مميز لاداء هذا الدور .

مجتبى مخرج سعودي الذي يدرس الإخراج في ألمانيا له عدد من الأفلام مثل "ليمون أخضر" و"الظلام هو لون أيضاً" و"بوصلة" ومسلسل حب بلا حدود إضافة لفيلمه المنتظر "غرق" والذي فاز بجائزة مسابقة لسيناريو مؤخراً.

إخلاء في وصف الرحيل

من الأفلام المنتظرة في مهرجان أفلام السعودية هو فيلم إخلاء لهاني البيضاني والذي يروي حكاية إزالة حي النزلة اليمانية جنوبي مدينة جدة، ويأتي ترقب الفيلم كونه يوثق الساعات الأخيرة قبل ازالة الحي بسبب مشروع تطوير مدينة جدة.

رغم كل هذه المعطيات إلا أن الفيلم كان أشبه بمراقبة من بعيد للأحداث بعيدا عن التفاصيل، على الرغم من أن الحدث كان فرصة مواتية لصناع العمل لإخراج مادة بشكل اعمق سواء بأحاديث أصحاب الحي أو حتى بالصور الدقيقة والتي تروي تفاصيل هذا الحدث المهم فيما يخص الحي، وربما وجد المخرج أن مثل هذه الصور واللقطات هي أفضل ما يمكن أن يعبر به عن إزالة حي النزلة اليمانية .

وثائقيات بنفس تلفزيوني

عرض في المهرجان العديد من الأفلام الوثائقية مثل (واحد على أربعمئة، سعد الطلي، ودراعة) وعلى الرغم من أن للوثائقيات جمهور خاص محب لها اضافة لجائزة خاصة، إلا أن معظم هذه الوثائقيات هي أشبه بتقارير تلفزيونية إخبارية.

ربما الناجي الوحيد من هذا التصنيف هو فيلم (دراعة) لعلي العبدالله والي يتحدث عن بائعة البسطة غدير الدوسري ومعاناتها في التصدي لظروف أسرتها المادية، فهي من تحاول تحمل الظروف الأسرية كاملة وتروي بشكل تلقائي وعفوي علاقتها بالمتسوقين والبائعات الأخريات، وعن أهم ماتحلم به هو منزل يأويها ورغم ذلك تروي هذا القصة بخفة دم وطرافة ورضا بحياتها بشكل تام.