إيلاف من جدة: بعد أن فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي حصد الممثل التونسي آدم بيسا جائزة أفضل ممثل بمهرجان البحر الأحمر السينمائي عن دوره في الفيلم التونسي "حرقة"، وهو الفيلم الذي عرض للمرة الأولى عالمياً ضمن عروض "نظرة ما" بالدورة 75 من مهرجان كان السينمائي الدولي حيث كان واحد من بين 3 أفلام عربية احتضنها المهرجان السينمائي الفرنسي الأشهر وحاز إشادات نقدية عديدة.

يتحدث آدم في مقابلته مع إيلاف عن ترشيحه للفيلم بعدما وصله للسيناريو الذي أعجب به منذ قراءته للمرة الأولى ليبدأ بعدها في التعرف على المخرج لطفي ناثان الذي عمل معه لنحو ثلاث أشهر بشكل متواصل للتحضير للشخصية والعمل على القصة بشكل أعمق ليتوجهوا بعدها إلى تونس من أجل التصوير الذي استمر لنحو 6 أسابيع تعايش فيها مع الدور وتداخل مع الشخصية لتخرج بالصورة التي شاهدها الجمهور.

يجسد آدم بالفيلم شخصية الشاب علي الذي يقوم ببيع الغاز الممنوع بالشوارع لتوفير قوت يومه له ولعائلته بوقت تزداد أوضاعه صعوبه بعدما يتوفي والده ويصبح هو مسؤولاً عن شقيقتيه الصغيرتين مع تعرض أسرتهما للإخلاء من المنزل الذي تقيم فيه، لنشاهد قراره الصعب بأن يحرق نفسه بوسط الشارع أمام مبنى الولاية التي يقيم فيها.

يقول آدم أن خلال فترة التحضيرات كان حريص على قضاء وقت طويل بمفرده والتقي مع عدد من المواطنين في تونس للحديث معهم حتى يمسك تفاصيل الشخصية الدقيقة، مشيراً إلى أنه يشعر بالحزن لأن معاناة الشباب التونسي لا تزال مستمرة إلى اليوم فالأمور لم تتغير بسرعة لكن الثورة استغرقت وقت والتغيير السياسي يستغرق ما بين 20 و30 عاماً والدولة تكون ضعيفة على المستوى الاقتصادي بعد الثورة وهو الوضع القائم اليوم.

يشير آدم إلى أنه بعد أكثر من عقد على قيام بوعزيزي بحرق نفسه فإن المشاكل لا تزال تواجه الشباب بحياتهم ومن ثم فمن الطبيعي أن يتم تناول مشاكل وهموم الشباب في الأعمال السينمائية التي تتناول حياتهم.

في مشهد نهاية الفيلم يشعل آدم النيران بنفسه لكن خلال هذه الخطوة يمر الناس من جواره دون أن يكون هناك أي محاولة منهم لمنعه أو محاولة اطفاء النيران التي تلتهم جسده في مشهد اعتبر صادماً للكثيرين، لكن آدم يرى أن ما حدث في المشهد مجرد رسالة أراد المخرج إيصالها.

وأضاف أن هذا المشهد أعجب أشخاص ولم يعجب آخرين وفتح نقاش حوله وحول تفاصيله باعتبار أنه لن يحدث بالحقيقة فالناس لن يروا من يشعروا النيران بنفسه ويحترق أمامهم من دون أن يحاولوا نجدته لكن المخرج أراد أن يوصل رسالة بشكل معين من خلال المشهد فخرج بهذه الصورة.

يتابع آدم رد الفعل الجماهيري على فيلمه "حرقة" وجولاته بالمهرجانات بعدما شارك من قبل في فيلم "الموصل" المعروض على شبكة نتفليكس وجرى تصويره بين المغرب والعراق، بجانب مشاركته بعدد من التجارب الفنية ذات الانتاج المشترك بين فرنسا وتونس خاصة التجارب الدرامية.

يختتم آدم حديثه بالإعراب عن سعادته بردود الفعل عن الفيلم من الجمهور السعودي عند عرضه بمهرجان البحر الأحمر خاصة وأنها المرة الأولى التي يزور فيها المملكة مشيراً إلى أن أكثر ما أعجبه هو ذكاء الجمهور وشغف الشباب السعودي بالسينما التي يحبها بجانب التنظيم الجيد للمهرجان.