تسبب التغيير المناخي الذي يعتري مناطق عديدة من العالم بنفوق مئات الطيور في البحريات التونسية الطبيعية.
زمردة دلهومي محمدي من تونس: شهدت مؤخراً بحيرة quot;اشكلquot; التي تقع على بعد 70 كلم شمال شرقي تونس العاصمة و على مسافة 25 كلم جنوب غربي محافظة بنزرت نفوق وموت عدد كبير من هذه الطيور بعد أصابتها بتسمم بكتيريي يعرف بمرض quot;التسمم الوشقىquot;.
وهو ما أكدته اللجنة الخاصة بمتابعة ظاهرة نفوق الطيور البرية المائية وقد تم تسجيل نفس الظاهرة ببحيرة السيجومي وسط العاصمة تونس مما أثار دهشة العديد من المتساكنين بالقرب من هذه البحيرات وروادها. وحذرت وزارة الصحة من جهتها في بلاغ أصدرته مؤخرا المواطنين وخاصة القاطنين قرب المناطق الرطبة من سباخ وبحيرات من الاقتراب من الطيور الميتة او المشتبه بإصابتها وتفادي لمسها واستهلاكها ضمانا لسلامتهم كما دعت إلى إعلام السلطات المختصة والى المساهمة في التخلص من الطيور الميتة مع إتباع الاحتياطات اللازمة في ذلك.
وقال لإيلاف سليمان بن يوسف المسؤول بوزارة الفلاحة والبيئة بان البحيرة تعج في فصل الشتاء بالطيور المهاجرة القادمة إليها من أوروبا وإفريقيا ويناهز عددها في فصل الذروة 200 ألف على غرار البط الصفار والعفاس الأحمر، والعديد من الطيور المائية والبطيات كالغرة والإوز الرمادي كما توجد هناك طيور مقيمة وأخرى معششة خاصة من الجوارح.
وأضاف أن الحديقة الوطنية باشكل هي إحدى المحميات الطبيعية بتونس تأسست سنة 1980و تبلغ مساحتها 12600 هكتار وتضم البحيرة التي تمسح 8500 هكتارو الجبل والذي يمتد على 1360 هكتار والسباخ 2740 هكتار وأن بحيرة اشكل التي سجلت نفوق الطيور البرية هي الموقع الطبيعي الوحيد في العالم، المرسّم بالاتفاقيات الدولية الثلاث لحماية الطبيعة.
وعن بحيرة السيجومي التي شهدت بدورها حالات نفوق العديد من الطيور قال أنها تقع في بتونس العاصمة، ويتراوح ارتفاعها بالنسبة لمستوى سطح البحر بين 8 و10 أمتار وهي بحيرة مغلقة تستقبل مياه العديد من المجاري المائية الصغيرة فضلا عن المياه المستعملة في الأحياء السكنية غير المرتبطة بقنوات التطهير وتكثر الطيور القادمة من كل صوب وحدب في هذه البحيرة حيث يصل عددها إلى عشرات الآلاف.
وحول التسمم الوشقي الذي تم تسجيله لدى عدد كبير من الطيور بالبحيرة قال بن يوسف أنه تسمم ناتج عن تكاثر نوع من البكتيريا في الأوحال وفي مياه البحيرات عند وقوع اختلال في المنظومة البيئية وتغير الظروف المناخية كارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى من 22 درجة ونقص في نسبة الأكسيجين بالماء وتغير مستوى الماء بالبحيرة.
وقال أن هذه الظاهرة تعرف في العديد من البحيرات بالعالم على غرار فرنسا وكندا وقد وقع التعرض لها من قبل في بحيرات تونس ولكن بإعداد ضئيلة وقد تم التعامل مع هذه الظاهرة على أساس أنها ظاهرة طبيعية تحدث في مختلف بحيرات العالم وقد تم توجيه بيانات مختلفة إلى المواطنين بهدف توعيتهم وطمأنتهم خاصة وان البعض لم يحدث له أن شاهد مثل هذه الظواهر الطبيعية.
وقال ان وزارة البيئة تسعى إلى إرساء منظومات تثقيفية وتوعوية لفائدة المواطنين وخاصة القاطنين بالقرب من البحيرات حتى لا يفاجئون بما قد يحدث فيها من ظواهر تتسبب فيها التغيرات المناخية والبيئية.
التعليقات