تتسبب عشوائية أسلاك الكهرباء في العراق بأخطار مميتة للناس والحيوانات وتشوه البيئة أيضاً
وسيم باسم من بغداد: لم يشتك الشاب سمير حميد يوما من كثرة الأسلاك الشائكة في حارته في النجف ( 160 كم جنوبي بغداد)، قدر شكواه من انخفاض ارتفاعها حتى صارت في متناول أيدي الأطفال. وفي كل مناطق العراق تمتد عبر الشوارع وبطريقة فوضوية تبعث على الدهشة مئات الأسلاك المتهرئة تحملها أعمدة واهنة توصل التيار الكهربائي الى الأحياء. حوادث مؤسفة ويتحدث المواطنون في المدن المختلفة، عن حوادث مؤسفة راح ضحيتها أبرياء. وفي عام 2008 راحت ضحية الحريق، ام هاشم بعدما شب حريق في مسكنها بعد تماس كهربائي. وفي الأوقات التي تهب فيها العواصف، تلمح العشرات من الأسلاك الممتدة على الأرض بسبب قوة تيارات الهواء التي تسببت في انقطاعها، بل ان مرور السيارات المرتفعة نسبيا يتسبب في بعض الأحيان إلى حوادث خطيرة على صحة الإنسان والمجتمع حين تلامس سقوف السيارات الأسلاك، معرضة الإنسان والحيوان على السواء الى الخطر. وبحسب تخمينات عام 2011 فان عدد المولدات في بغداد يبلغ نحو ثمانية آلاف مولدة، بينها سبعة آلاف مولدة أهلية. ويقول هيثم منسي المالك لمولدتين للكهرباء في كربلاء فان كل مولدة لديه تغذي حوالي ثلاثمائة خط، كل واحد يستوعب نحو خمسة الى عشرة امبير. ويمكنك ان تخمن كم سيصبح العدد الكلي للخطوط في مدن تضم مئات بل آلاف المولدات. غياب البديل ويقول صاحب المولدة حميد حسين ان امتداد الأسلاك بشكل عشوائي امر حتمي بسبب غياب البديل. ويقول عضو المجلس البلدي في بابل (100 كم جنوب بغداد) مكي حسين ان منظر المدن العراقية يبعث على الحزن بسبب تخريب الأسلاك للمظهر العام إضافة إلى تأثيراتها على البيئة من ناحية الشكل والقيمة. ويقول كريم عظيم من مديرية إطفاء الحرائق في بابل ان الكثير من الحوادث المسجلة سببها الأسلاك الممتدة بشكل عشوائي. وبحسب الطبيب على صاحب فان الكثير من الوفيات تعود الى التعرض للتيارات الكهربائية التي تنقلها تلك الأسلاك بطريقة آمنة. وبحسب محسن فاضل الموظف في مديرية كهرباء بابل، فان غياب الرقابة الحكومية والبيئية يزيد من مخاطر أسلاك المولدات لاسيما وان الجميع يعتقد انه لا حاجة لصرف تكاليف إضافية لتنظيمها طالما انها مؤقتة. وبينما يلقي بعض المواطنين المسؤولية على أصحاب المولدات الذين في اغلبهم من الأميين وغير الكفئين تقنيا، فان صاحب المولدة توفيق حميد يرى ان المواطن لا يهمه سوى الحصول على التيار الكهربائي مهما كانت الوسيلة وهو لا يكلف نفسه، دفع اثمان زائدة لتنظيم الأسلاك ونصب الأعمدة. ويقول المهندس الكهربائي أمين حاتم ان القضاء على ظاهرة الأسلاك يتمثل يكون بإيصال سلك كهربائي رئيسي ( الحار) إلى الإحياء متفرعا قرب المنازل حيث يربط به سلك صغير يربط بالسلك (البارد) في البيت. ويضيف: يمكننا بهذه الطريقة التخلص من كم هائل من الأسلاك الممتدة بشكل عشوائي والتي تشكل مظهرا منفرا للمدن، إضافة إلى أضرارها الجمة على الإنسان والبيئة.
ففي الأسبوع الماضي، إصابة صعقة كهربائية رأس الطفل سعد كامل في كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) مسببة له فقدانا في الوعي نقل على أثرها إلى المستشفى، ويقول والد الطفل ان العناية الإلهية وحدها هي التي أنقذته بعدما لامس جزء من رأسه سلكا كهربائيا معطوبا.
العواصف
وتمثل شحة الكهرباء في العراق، مشكلة كبيرة تجثم على صدور العراقيين وخصوصا بعد أن وصلت ساعات القطع أكثر من عشرين ساعة لليوم الواحد في بعض الاوقات، مما يجعل من (الأسلاك) أمرا لا مفر منه للحصول على التيار.
ويتابع : ليس هناك عمل منظم بهذا الصدد، فكل بيت يمد سلكه بمحاذاة الجدران والأعمدة.
ويتابع : ما ان تبتعد عن البيت حتى يصعب عليك متابعة السلك الخاص بك بسبب تداخله مع آلاف الأسلاك الممتدة حيث يصبح فرزه وإيجاده مثل البحث عن الابرة في كومة قش.
ويتابع : في بعض الأحيان تصبح الأسلاك لعبة بيد الأطفال لأنها في متناول ايديهم، فيعمدون الى قطعها كنوع من المشاكسة التي يبديها بعضهم إلى البعض الآخر.
وانتقل إلى جوار ربه الطفل كوثر حمزة عان 2009 حينما تعرض إلى صدمة كهربائية أودت بحياته بعدما لامس سلكا مقطوعا.
ويتابع : الحقيقة عكس ذلك، فهذه الأسلاك ستبقى لسنين أخرى قادمة، ولنا ان نتصور كم من الضحايا يتوقع المرء إذا استمر الأمر على هذا المنوال.
الغاية تبرر الوسيلة
ويتابع : المواطن يهمه ان يشترى السلك الذي يوصل له التيار عبر تثبيته بشكل عشوائي مع مئات الأسلاك الممتدة عبر الأحياء.
لكن المواطن رحيم الكلابي يقول انه ينفق على خطوط،السحب حوالي مائة الف دينار شهريا، ولا يستطيع اكثر من ذلك.
وتجهز أسلاك التوزيع عدد محدود من أمبيرات الطاقة بأسعار تصل إلى تسعة دولارات للأمبير الواحد.
التعليقات