تتجه مصر لتأجيل مشروعها النووي الذي كانت تعول عليه كثيرا في مجال الطاقة بسبب الكارثة المحتملة في المفاعلات النووية اليابانية


فتحي الشيخ من القاهرة : في الوقت الذي يحبس فيه العالم أنفاسه توجسا مما يمكن أن يحدث من عواقب وخيمة آثر التسريبات التي حدثت في مفاعل فوكوشيما الياباني، أعلن الدكتور ياسين ابراهيم،الرئيس التنفيذى لهيئة المحطات النووية في مصر، إن احتمالات تأجيل البرنامج النووى المصرى حالياً قائمة، فى ظل ما حدث فى كوارث فى محطة اليابان النووية، مشيراً لأن السوق النووية فى العالم كله مرتبكة حالي، وكانت الكارثة اليابانية النووية قد دعمتالاتجاه الرافض انضمام مصر للنادي النووي، مع ظهور العديد من الدراسات التي تدعمهم، وكان من المقرر الاعلان عن مناقصة في شهر يناير الماضي لانشاء أول محطة نووية مصرية في مدينة quot;الضبعةquot; الواقعة على ساحل البحر المتوسط في شمال مصر، لتلبية زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية في البلاد، ويمثل هذا تجديد لحلم قديم جرى تعليقه بعد كارثة تشرنوبيل في أوكرانيا في العام 1986.

quot;لابد من التراجع عن الحلم النووي في مصرquot; هكذا حذر المهندس ياسر عبد الغني، رئيس الجمعية المصرية لحماية البيئة مفسر ذلك لإيلاف بقوله:خطر التسونامي ليس بعيد عن

صورة للمفاعل النووي الياباني بعد كارثة التسونامي الاخيرة

مصر حيث سبق أن وقع البحر المتوسط واصاب السواحل المصرية عام 365 ميلادي كما أكدت دراسة ايطالية،وجاء بالدراسة ان منطقة القوس اليونانى الغربى اوالقوس اليونانى الشرقى، كلاهما يمكن أن تقع فيها زلازل تسفر عن وقوع تسونامى يصل فيما يتراوح بين 45 دقيقة وساعة إلى السواحل الشمالية في مصر التي اختيرت كموقع لبناء المفاعل، وبالطبع في ظل الخبرات المحدودة والاهمال الذي يسود كل شىء في مصر سوف تكون النتائج كارثية، ويضيف عبد الغني قائلا دول العالم كلها تتجه للطاقة المتجددة من شمس ورياح، وتتخلي عن الطاقة النووية، وهذا ما تتفق معه الدكتورة سهير منصور، الناشطة بيئية،وعضو بالحملة القومية لمنع المفاعل النووي، مؤكدة انه ليس من المنطقي أقامة مفاعل نووي في مصر الان، حيث كان يستخدمها نظام الرئيس السابق في تجميل وجه النظام من الناحية السياسية فقط بصرف النظر عن مدي ملائمة المشروع لنا،حيث تلجأ الدول ذات الطقس البارد والشمس غير المشرقة إلى المفاعلات في انتاج الطاقة كحل، اما الدول التي لديها شمس مشرقة طوال العام مثل مصر،والتي اثبتت دراسات حديثة انه في حالة اقامة محطة شمسية على مساحة توازي مساحة بحيرة ناصر يمكن ان تنتج طاقة تساوي الناتجة من كل بترول الشرق الاوسط،بالاضافة غلى تكلفة هذه المحطات والتي في حقيقتها تتخطي تكلفة المحطات الشمسية حيث تبلغ تكلفة تفكيك تلك المحطات في نهاية تشغيلها خمس اضعاف تكلفة انشائها، بالاضافة إلى تكلفة التخلص منها ومن النفايات الناتجة عنها.

أسباب اخرى عند الدكتور اشرف البيومي، استاذ الكيمياء بجامعة الاسكندرية، لصرف النظر عن البديل النووي، وهي ان حوادث التسرب في المحطات النووية لم تستطيع اكثر الدول المتقدمة منعها بشكل كامل برغم ما يتوفر بها من تقدم تقني ومادي وهذا ما حدث في روسيا وامريكا وفرنسا واليابان اخيراً وهذه ليست الحادثة الاولى بها،وكانت النتائج كارثية في هذه الحالات،وبالتالي على دولة مثل مصر ان تعيد التفكير في نوع الطاقة الذي تعتمد عليه خاصة في وجود بدائل اكثر امانا، ويضيف البيومي ان دول مثل الدانمارك، لوكسمبورج، ا لنمسا، إيطاليا والبرتغال، اليونان لا تعتمد على محطات توليد الطاقة النووية نهائيا، ودول ىخرى في طريقها لتقليل اعتمادها على المحطات النووية لخطورتها خاصة مع ما ينتج عنها من تلوث يمتد لعدة عقود ويؤثر على النبات والحيوان والانسان، وهكذا يتصاعد الاتجاه الرافض لانشاء محطات نووية في مصر بعد تسونامي اليابان ومع ظهور الكثير من الدراسات التي تحذر من خطورته ووجود بدائل افضل منه مثل الطاقة الشمسية وينتظر هذا الاتجاه أن تطلق الحكومة رصاصة الرحمة على هذا المشروع لاغلاق صفحته.