اعتدال سلامه من برلين: تشير دراسات دولية الى ان النقل العام للبضائع والاشخاص يتسبب بانبعاث حوالي ربع كمية الغاز العادم ثاني اكسيد الفحم في العالم، والاكثر تسببا لهذه الانبعثات هي الطرقات السريعة التي ينتج عن الحركة فوقها حوالي ربع كمية هذا الغاز المضر بالبيئة والانسان، رغم فوائدها وتوفيرها سرعة التنقل والوصول.

ومن المتوقع زيادة الكميات المنفوثة في هذا الاطار حتى عام 2050 بمعدل يصل الى 140 في المائة، وذلك بسبب مواصلة دول كثيرة تخطيطها الخاطئ للطرقات السرعة وداخل المدن ووسائل النقل العام. كما وان النقل في النصف الجنوبي من الكرة الارضية سيكون هو الاكبر نموأ، ولهذا السبب تعول كل من الحكومات والقطاعات الاقتصادية على السيارات الكهربائية.

الا ان النقل الفردي على الطريقة الغربية، اي بالسيارة الكهربائية، لا يمثل رغم ذلك الحل الصحيح للبلدان النامية كما يقول ارمين فاغنرز الخبير الالماني في امور النقل وحماية البيئة من الغازات المنبعثة من وسائل النقل. وبرأيه يمكن تخفيض كميات الغازات العادمة بشكل كبير جدا عبر تخطيط ذكي للمكان والنقل في مراكز المدن والتجمعات البشرية الكبيرة بشكل كبير يتجاوز التخفيض الممكن تحقيقه عبر استخدام السيارة الكهربائية. وعليه يجب ان تحظي افكار مثل وسائل النقل العام والنقل غير الالي( من دون محرك كالدرجات الهوائية الكبيرة)بالاهتمام والدعم، لكن ايضا السعى للاستغناء عن السيارات القديمة والتي يتم اصلاحها في ورشات غير خبيرة، خاصة ما يتعلق باصلاح العوادم.

الاستغناء عن السيارة في بلدان نامية وفقيرة امر لا يتناسب غالبا مع فكرة دورها الاجتماعي، فهي تشكل رمزا للثراء والبيئة الاجتماعية. بالاضافة الى ذلك تعاني وزارات التخطيط في هذه البلدان من نقص في العلم والخبرة حول مبادئ وافكار تخطيط النقل الحديث، وبالدرجة الاولى الشروط التي تفرض من اجل مواصلة قيادة السيارات القديمة ، فهذا الشروط لا تراعي حماية البيئة باي شكل من الاشكال.

وبسبب صعوبات احداث تغيرات في هذا المجال عمدت الهيئة الالمانية للتعاون التقني الى تطوير طرق مراجع اولية. فهي تقوم على سبيل المثال بالاستفادة من تمويل من زرارة البيئة الالمانية، بدعم تطوير نظام نقل مستقبلي في اوكرانيا وجنوب افريقيا وبلدان في شمال افريقيا، حيث من المفترض ان يقام هناك على شاكلة بوغوتا عاصمة كولومبيا نظام للنقل بالحافلات يعمل على طريقة نظام مترو الانفاق وبتكاليف منخفضة جدا. اذ تم بناء خطوط سير منعزلة في الشوراع الرئيسية مخصصة للباصات ومواقف واضحة ومحددة لها( محطات )لشراء البطاقة قبل بدء الرحلة. كل هذا الامور تؤمن في بوغوتا حركة نقل داخلي سريعة ومريحة ومنتظمة ودقيقة المواعيد ما جعل عدد الركاب في تزايد متواصل وخفض استخدام وسائل النقل الفردية وبالتالي كميات نفث الغازات الضارة بالبيئة وبالاخص ثاني اكسيد الكربون.