افتتحت الدورة 88 لمعرض زهور الربيع بالقاهرة بمشاركة 107 عارض لمختلف أنواع الزهور.

فتحي الشيخ من القاهرة: في حديقة عمرها أكثر من مائة عام، إنشئت بأمر الخديوي اسماعيل، أحد حكام مصر في القرن الثامن عشر، والذي كان يريد أن يحول مصر إلى قطعة

من اوروبا، افتتح منذ ايام معرض quot; زهور الربيعquot; في دورته ال88 بمشاركة 107 عارض، وعلقت لافتاته على بوابة حديقة الاورمان الشمالية، التي تدعي quot;باب البرنسيساتquot; نظرا لانه كان الباب المخصص لدخول اميرات العائلة المالكة في مصر قديما. يعد افتتح المعرض، البداية الرسمية في مصر للاحتفال ببداية فصل الربيع، ويكتسب هذا المعرض التاريخي الذي يقام كل عام بريقا خاصا، من خلال اقامته على واحدة من اهم الحدائق النباتيةquot; الاورمان quot; في العالم وكذلك لخلفيتها التاريخية.

قصة الحديقة يحكيها يرويها أحمد عبدالظاهر 55عام احد اقدم العاملين بالحديقة قائلا: النيل كان يمتد إلى هذه المنطقة قديمة وعندما بدأت تجف المياه في تلك البقعة، امر الخديوي بردمها واستخدمها لزراعة شتلات الموالح وامداد القصور الملكية بها،ولهذا سميت قديما حديقة الليمون، بعد ذلك قرر الخديوي اسماعيل تحويلها لحديقة مثل حديقة بولونيا التي شاهدها في باريس عام 1875، واستخدم خبير فرنسي ومعه كبير البستانيين المصريين في القصور الملكية واسمه ابراهيم حمودة ومعه 500 بستاني لزراعة الحديقة التي بلغت مساحتها في ذلك الوقت 95 فدان واطلق على الحديقة اسم حديقة الاورمان والتي تعني في اللغة التركية الغابة

اهمية حديقة الاورمان في عالم النبات يؤكدها عادل عقيل مدير عام الحديقة قائلا: تعد quot;الاورمانquot; من الحدائق النباتية العلمية الهامة في المنطقة بالنسبة للباحثين، لانها عند انشائها تم استيراد نباتات من بيئات مختلفة لزراعتها في الحديقة، ويؤكد عقيل رايه بالاشارة إلى أن عدد الاشجار المعمرة النادرة بالحديقة 84 نوعا والنادرة جدا منها 17 نوعا، ايضا بها 98 نوع من الصبار،و33 صنف من النخيل أندرها (ذيل السمكة) لتشابه ورقتها مع ذيل السمكة، وهذه الأنواع النادرة من النخيل والصبار لا تقدر بثمن في هذا الوقت الحاضر لندرة أنواعها وتاريخها الزمني الذي يبلغ حوالي 125 عاماً إلى جانب الزهور المختلفة الالوان والاشكال، بالاضافة إلى المعشبة والتي تضم نماذج من النباتات مرتبة باحدث نظم التصنيف لتمثل بنك معلومات للنبات، اهمية الحديقة هي التي دعمت وجود المعرض بها كما يؤكد عقيل قائلا هناك 107 عارض هذا العام في معرض زهور الربيع، منهم التابعة لوزارة الزراعة ومنهم الخاصة، ويشمل المعرض بجانب الزهور ونباتات الزينة والاشجار المثمرة، التصميمات الجديدة للاواني المستخدمة في الزراعة وكذلك كافة مستلزمات الزراعة من خامات وأدوات.

في هذا المكان، الذي يمكن ان يطلق عليه علمي وتاريخي في ذات الوقت، يبدأ مهرجان الربيع في مصر فاعليتها، محمد القواسمي احد المشاركين في المعرض لثالث عام، يصف المعرض انه مناسبة للاطلاع على افكاراً مبتكرة في اساليب تنسيق الحدائق وعرض الزهور بالإضافة إلى وجود عدد كبير من منتجي مستلزمات الانتاج من أوان للزراعة تميزت بالألوان والأشكال الجديدة والتي تعرض لأول مرة.. كما يقدم منتجو المسطحات الخضراء سابقة التجهيز أنواعاً جديدة تتحمل الجفاف والملوحة،بالاضافة إلى أن المعرض هذا العام قدم أشجار الفاكهة القزمية والتي توضع في اصص وهي مثمرة، وتعتبر إضافة جدية لاستخدام اشجار الفاكهة في تنسيق الحدائق العامة أو المنزلية.

في اجنحة المعرض المختلفة صورة طبيعية لالوان مختلفة متناغمة تعزف معزوفة الجمال والابداع والسحر، وهو ما يؤكده جمال فوزي احد زوار المعرض قائلا انه منذ سنوات يأتي للمعرض ليمتع عينيه برؤية الازهار والنباتات الجميلة التي قلما تتجمع في مكان واحد، وهنلك اجنحة معينة في المعرض يحرص فوزي على زيارتها مثل الشركات التي تعرض انتاجها من نبات الصبار،حيث تعرف على انواع جديدة من نبات الصبار اثارت دهشته باشكالها والوان زهورها المبهجة، ايضا التي تعرض نماذج لزراعة الاسطحة والتي يراها فكرة مبتكرة جدا ويمكن ان تكون مفيدة في مصر، ايضا هناك بعض الاجنحة توزع كتيبات بها معلومات مهمة خاصة بنباتات الزينة والزهور، المهندس خالد حسن ايضا يحرص كل عام على زيارة المعرض لانه لديه مشتل زراعي ويهمه الاطلاع على كل جديد في مجال عمله ولكنه في نفس الوقت يصطحب معه اسرته للتمتع بالمعرض الذي يره مبهر جدا خاصة للذين يحضروه لاول مرة و للتمتع بعد ذلك بالوجود في الحديقة التاريخية.