ناجون من اعصار نرجس

بانكوك: أفاد المسؤولون وعمال الإغاثة أنه بعد مرور ثلاث سنوات على إعصار نرجس الذي ضرب ميانمار لا يزال الآلاف بحاجة إلى المساعدة في مجال المأوى.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في بانكوك، قال أرنه يان فلولو، السكرتير الأول للسفارة النرويجية التي كانت داعماً رئيسياً لجهود الإيواء المستمرة في دلتا إيراوادي في ميانمار منذ عام 2008: quot;مازال هناك احتياجات كبيرة في هذا المجالquot;.

وتشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية إلى أن حوالي 375,000 شخص (75,000 أسرة) يحتاجون إلى المأوى في جميع أنحاء الجنوب وذلك بعد 36 شهراً من حدوث أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.

وقال كريس بليرز، المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين: quot;بالفعل قد تم إحراز تقدم ولكن لا يمكن إنكار أننا بحاجة إلى فعل المزيدquot;. وقد قام المجلس بالمساعدة في بناء وتعزيز بنية أكثر من 6,000 مأوى في بلدة لابوتا، أكثر المناطق تضرراً في ميانمار.

وقد ذكرت دراسة أجرتها مؤخراً الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث التابعة للأمم المتحدة أن 62 بالمائة على الأقل من الأسر في منطقة الدلتا لا تزال تعيش في ملاجئ غير مقاومة للكوارث.

احتياجات ضخمة

وطبقاً للحكومة، تضرر أكثر من 750,000 منزل بشدة بفعل إعصار نرجس الذي اكتسح منطقة الدلتا المنخفضة وأجزاء من مقاطعة يانغون في الثاني والثالث من مايو 2008 وهو ما خلف أكثر 138,000 قتيل وأدى إلى تدمير 360,246 منزلاً إلحاق أضرار بـ 390,053 منزلاً آخر.

وقال عمال الإغاثة أنه بالرغم من ضخامة الكارثة لم يتم إعطاء الملاجئ الأولوية التي تستحقها من قبل الجهات المانحة.

وقال بليرز أن quot;رد فعل المجتمع الدولي كان بالتأكيد لا يتماشى مع حجم الاحتياجquot;.

وقال أوليف أوريت، منسق مشروع الدلتا في منظمة الأدفنتست للتنمية والإغاثة (أدرا)، وهي واحدة من أربع وكالات لا تزال تعمل على توفير المأوى في الدلتا: quot;لا أعرف لماذا لم تتدخل المزيد من الجهات. ببساطة... لا معنى لذلكquot;. ومن المتوقع أن تنهي أدرا عملياتها بنهاية 2011.

وحتى الآن قامت أدرا ببناء 240 مأوى في لابوتا وترغب في بناء المزيد ولكن نقص الموارد المالية يمنعها من القيام بذلك. وعن ذلك، قال أوريت: quot;بالطبع نريد القيام بالمزيد. ولكن لا يمكننا ذلك ببساطةquot;، مضيفاً أن الحكومة خصصت موقعين من الأراضي على مسافة ثلاثة كيلومترات داخل لابوتا حيث يمكن بناء أكثر من 1,000 وحدة ولكن ليس لديها الموارد للقيام بذلك.

وقال أوريت: quot;مازال الكثير من الناس على طول الشاطئ يعيشون في ملاجئ مؤقتة تقريباًquot;.

استجابة بطيئة


وفي إطار خطة التعافي لما بعد إعصار نرجس تم تلقي 30 مليون دولار فقط من إجمالي 173.6 مليون التي أوصي بها لاستعادة المأوى، وهو ما جعل هذا القطاع أقل القطاعات الممولة.

ونتيجة لذلك أعطيت أولوية الحصول على المساعدة إلى الأسر التي تعيلها نساء وأسر المسنين الذين ليس لديهم دعم أسري والمعاقين.

وقال سرينيفازا بوبيوري، مدير البرنامج القطري في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أن quot;الأسر التي لا تدخل ضمن تلك الفئات يترك لإفرادها مهمة بناء مساكنهم بأنفسهم استناداً إلى افتراض مشكوك فيه وهو أنهم قادرون على استعادة سبل رزقهم لدرجة تمكنهم من القيام بذلكquot;.

وعلى أرض الواقع، تلقت 175,000 أسرة فقط نوعاً من المساعدة من الأمم المتحدة أو الحكومة أو المنظمات غير الحكومية وقد شملت تلك المساعدات 65,000 وحدة شيدت بالكامل، أما باقي الأسر فتلقت مساعدات لإصلاح مساكنها في حدود 80 إلى 120 دولاراً للأسرة الوحدة.

وطبقاً لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية هناك حاجة إلى المزيد من التمويل لقطاع المأوى بحد أدنى لتكلفة المأوى المقاوم للكوارث حوالي 600 دولار. ويصمد المأوى الذي تبلغ تكلفته 300 دولار لموسمين من الرياح الموسمية أما المأوى الذي تبلغ تكلفته 600 دولار فيدوم لسبع أو تسع سنوات والمأوى الذي تبلغ تكلفته 1,000 دولار يصمد لمدة 10 إلى 12 عاماً.