تسعد مصر لانشاء أول مصنع من نوعه في الشرق الأوسط لتوليد الطاقة من القمامة.

فتحي الشيخ من القاهرة: مصنع جديد يتم التحضير له في مصر حاليا لتحويل المخلفات والقمامة لطاقة كهربائية، لتتخلص بلد الاهرامات اخيرا من اهرامات القمامة التي اصبحت احد معالم شوارعها خاصة في عاصمتها quot;القاهرةquot;.

تلال القمامة ستتحول في مصر الى طاقة كهربائية

وأصبحت مشكلة مزمنة تؤرق المصريين وتسبب لهم العديد من المشاكل الصحية والبيئة، وتظهر بشكل اوضح هذه المشكلة، اذا علمنا انا مصر تنتج يوميا 27 مليون طن من المخلفات، يلزم للتخلص منها انفاق 30 مليار جنيه كل خمس سنوات، وذلك بدفنها في مدافن خاصة بذلك، لهذا يعد مشروع تحويل النفايات لطاقة كهربائية مشروع صديق للبيئة خاصة اذا علمنا ان نسبة الانبعاثات منه تصل لصفر %، ولا يتبقي من النفايات بعد حرقها سوي 4.5% بقايا مخلفات غير قابله للتدوير يتم استخدام تكنولوجيا RPPلكبسها وتحلالها عن طريق الانصهار، لتتمكن من صناعة السماد العضوى منها أو خلطها مع الاسفلت لتمييزه جودته وكفائته أو تدخل في عملية صناعة الاطارات.

المهندس حسن القيعي، صاحب الفكرة والمشروع، يصف البداية بانها كانت منذ سنوات في قريته quot; الدلجمونquot; الواقعة في محافظة الغربية بدلتا مصر، وذلك عام 1990 عندما قرر اعادة القرية لجمالها، وذلك بعمل مشروع لجمع القمامة من البيوت والمحلات، على ان تمتد الفكرة بعد ذلك لباقي قري المحافظة، ولكن وجد مشكلة بعد بعض الوقت، وهي التخلص من تلك المخلفات التي يصعب تدويرها بعد ذلك، حيث هناك مشكلة بمصر وهي عدم وجود تدوير كامل للقمامة في مصر، وكانت البداية بالنسبة له عمل شركة بسيطة بها 150 عامل لجمع وفرز القمامة وتحويل القمامة العضوية لسماد عضوي بطريقة بدائية، ومع السير في التجربة بعض السنوات وجد ان حجم القمامة والمخلفات التي لا يستطيع تدويرها يزيد، وانه في حاجة لمشروع يتخلص عن طريقه من هذه النفايات وسافر لعدة دول اوروبية للبحث عن تكنولوجيا تساعده في هذا وحالفه الحظ ووجد شركات في امريكا وهولند تنتج وحدات تقوم بالتخلص من النفايات عن طريق ما يعرف بالتحلل الحراري.

يصف القيعي خطوات العمل في مشروعه قائلا: البداية تكون جمع القمامة، ثم فرز المخلفات القابلة للتدوير لاخراج الحديد والصاج منها، ثم تجنيب المواد العضوية شاملة أكياس البلاستيك، وفرم المواد العضوية، وتغذية مفاعل الإنحلال الحرارى بالمواد العضوية ليتم إنتاج المنتجات التالية من المفاعل الغاز الحيوى الذي يستخدم كوقود لوحدات القدرات التوربينة لانتاج الطاقة الكهربية، وانتاج وقود سائل حيوي يستخدم كوقود لوحدات ديزل لانتاج الكهرباء ايضا، واخير يتبقي الفحم الذي تكون نسبته ضئيلة جدا ويستخدم من صناعة السماد العضوى أو يخلط مع الاسفلت لتمييز جودته وكفائته.

فوائد المشروع يعددها المهندس القيعي: من الناحية البيئية، الوحدات المستخدمة في المشروع لاينتج عنها اي انبعاثات ضارة بالبيئة، ايضا يمكن التخلص من النفايات الخطرة من خلال هذه الوحدات حيث تصل درجات الحرارة بها إلى 850 درجة مئوية، بالاضافة انه سوف يغلق صفحة دفن النفايات التي تسبب اضرار بيئية للتربة وللمياه الجوفية، اما من الناحية الاقتصادية، سوف يوفر 30 مليار جنيه مصري تنفقها الحكومة المصرية في التخلص من هذه النفايات، إلى جانب الاستفادة من الاراضي التي كانت تستخدم لدفن النفايات في مشروعات اخرى، وهناك فائدة اخري من الناحية الاجتماعية يشير إليها القيعي، حيث يعمل بمشروعه بمجرد البدء فيه 22 الف عامل في 11 وحدة سوف تكون موجود في المصنعين الذي سوف يبدأ بهما، وفي حالة تعميم هذا المشروع يمكن ان يستوعب عمالة تقدر بمليون و235 الف عامل حسب كلامه.

الاسباب السابقة إلى جانب وجود ارض المشروع ودراسات الجدوي القائمة على خبرة عملية يرها القيعي كانت السبب ليقبل العرض الذي قدمه لجهاز شؤون البيئة المصري، في الوقت الذي كان ينافسه فيه 26 شركة اجنبية.

الدكتورة ليلي اسكندر، خبيرة التنمية، تؤكد من جهتها ان هناك سلبيات كثيرة في مدافن القمامة بمصر بداية من الغلاف البلاستيك الموجود في تلك المدافن، والذي توجد به شقوق مما يؤدي إلى تسرب ما يحتويه للأرض، بالاضافة لتولد الغازات الضارة للبيئة والصحة نتيجة تواجد المواد العضوية في تلك القمامة، ايضا تحرم هذه المدافن الاستفادة من إعادة تدوير بعض النفايات،وبالتالي فهي ليست الوسيلة المثلي للتخلص من النفايات، ولهذه تشير اسكندر غلى ان طريقة الانحلال الحراري قد تكون اكثر قيمة في هذا المجال بشرط ان تكون خالية من الانبعاثات الضارة بالبيئة والصحة، ايضا ان يتم فرز العناصر التي يمكن تدويرها في البداية واستخدام الباقي بوحدات الانحلال الحراري.