تتسبب الشركات الكبرى والتغييرات المناخية بمشاكل لسكان المناطق الداخلية في كولومبيا وخاصة الهنود الحمر السكان الاصليين وهم بالاجمال المزارعون الصغار والفقراء.

نهى احمد من سان خوسيه: يعتبر مورسيوس غارسيا خبير التغيرات المناخية ومدير منظمة quot;سويس ايدquot; للمساعدات الانمائية في كولومبيا افضل من يمكنه ان يتحدث عن المشاكل البيئية والمناخية وتاثيرهما على سكان المناطق الداخلية في كولومبيا وخاصة الهنود الحمر السكان الاصليين وهم بالاجمال المزارعين الصغار والفقراء.

فهو يقول في تقرير له إن الهجرة الداخلية في كولومبيا ليست فقط بسبب عصابات المخدرات والحروب التي تندلع بينها بل ايضا بسبب الكوارث الطبيعية نتيجة التغيرات المناخية وفي الدرجة الاولى بسبب السياسة التي تتبعها مصانع المنتجات الزراعية وتطال المزارعين الصغار الذين يحاولون عبثا الحفاظ على حقوقهم امام الاستغلال الكبيرة لاتحادات المصانع المنتجة للمواد الفلاحية. فكل هذه العناصر تهدد كيان ملايين الفلاحين ليضاف اليها الكوارث الطبيعية التي لا تنقطع من جفاف من بعض المناطق الى امطار عزيرة لا تتوقف وتجرف التربة في مناطق اخرى.

ويريد غارسيا الذي يعتبر احد اهم حماة البيئة في كولومبيا اقناع الحكومة ان تضع برامج تكون رفيقة بالبيئة، على سبيل المثال تبديل وسائل الانتاج التي يعتمد عليها الفلاحون الصغار بوسائل حديثة واقامة دورات تأهيلية لهم كي يدركوا اهم السبل للحفاظ على المواسم والبذور وخاصة في مواسم الجفاف والوسائل الكفيلة بحماية التربة من الانهيارات الترابية.

ولقد حدد غارسيا في تقريره العناصر التي تهدد محاصيل الفلاحيين الصغار وبالتالي تهدد حياتهم وتدفع بالكثيرين الى هجرة اراضيها، فقال انها قوانين التصدير التي وضعتها الحكومة السابقة، وتنص على حرية التجار التي جعلت كل الكولومبيين مرتبطين بشكل كبير باستيراد الكثير وخاصة المواد الغذائية، فاليوم نستورد من الولايات المتحدة والارجنتين اكثر من 8 مليون طن من المواد الغذائية منها ثلاثة ملايين طن من الذرة والقمح وحبوب الصويا، ما جعل انتاج الحبوب في كولومبيا يصاب بالشلل، وهذا قضى على الخطة متبعة منذ حوالي 60 سنة وكانت تحت شعار الثورة الخضراء التي احدثت ظروف بيئية وانتاجية جيدة لكل الفلاحين، لكن مع دخول الخصخصة واعطاء الامتيازات لشركات كبيرة اصبح الوضع مأساويا لان هذه الشركات لا تعطي اهمية لحماية البيئة ولا يهمها سوى الانتاج لا حماية البيئة والارض، لذا تعاني التربة في مساحات شاسعة من قلة العناية والاهمال ويزيد الوضع سوء التغيرات المناخية ولا تعطيها الشركات اي اعتبار، وتنتج اليوم الاف الاطنان من الموز والقهوة والكاكاو وزيوت النخيل باستخدام وسائل تتلف التربة مستقبلا.

وخبير التغيرات المناخية ليس ضد الخصخصة طالما انها تحافظ على البيئة والطبيعية، لكن في السابق كان البذور توزع من قبل الحكومة التي كانت تحدد ايضا مواسم الزراعة كي لا تستغل التربة وما تحتويه من معادن طبيعية، وكانت تسخر المختبرات لاجراء تجارب من اجل تحسين نوعية المحاصيل، اما اليوم فالانتاج يسير في اتجاه واحد تقريبا وهو الاكثار من المحاصيل واللجوء الى ما يسمى بتقنية الزراعة الجينية واستخدام التقنيات المتطورة جدا دون اعطاء اي اعتبار للمزارع الصغير. والمشكلة الاكبر اليوم هو استخدام مبيدات الحشرات الكيميائية والمضرة بالطبيعة بشكل واسع بينما كان المزارعون يستخدمون مبيدات تصنع من المواد الطبيعية والزراعية. ويزيد المشكلة اليوم لجوء مستثمرين الى شراء اراضي من اجل زراعة الذرة وغيرها لانتاج الوقود الحيوي وهذا سيزيد وضع المزارعين سوء، ولو استغلت الاراضي بالشكل الملائمة لتمكنت كولومبيا من اشباع شعبها البالغ عدده 45 مليون نسمة.