تسبب ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية هذا العام بأوربا بازدياد زقزة العصافير، وتفتح الزهور قبل موسمها.

اعتدال سلامه من برلين: يعتبر علماء المناخ والطبيعية بان الطقس الذي تمر به المانيا وبعض البلدان الاروربية المجاورة غير عادي، فدرجة الحرارة مازالت فوق الصفر وتصل في بعض الايام الى العشرة، وفي مثل هذه الايام تكون معظم مدن المانيا مغطاة بالثلوج، لذا يقول فيليكس غرتسماخر من رابطة حماية الطبيعة في المانيا ان ما نشهده الان غير عادي، فبعض انواع الازهار ازهرت مثل الزعفران والعصافير بدأت تغني الاغنية التي تغنيها عادة عند التزواج في فصل الربيع.

ففي الاسابيع الماضية كان تأثير الطقس المعتدل على الحيوانات والنباتات، واضحا، فالكثير من الحيوانات التي تعيش في الغابات لم تتعرض لاجهاد البرد، ما يعني انها لم تحرق الكثير من الدهون في اجسامها ولم تستهلك الكثير من الطاقة في البحث عن غذاء وهذا يزيد من وزنها ويثقل حركتها، وبالاخص الطيور كما طائر الرفراف، الذي يعاني عادة من مشاكل في الشتاء البارد بسبب الثلوج والجليد الذي يشكل طبقة قاسية يصعب عليه العثور على غذائه فيبذل جهدا مضاعفا ويحرق الكثير من الدهون فيه.

وبرأيه ايضا من الجنون ان نسمع في هذا الوقت غناء تزاوج الطيور مثل عصفور الكليبر الذي بدأ منذ اكثر من اسبوعين يطلق العنان لغنائه بحثا عن شريك له. اذ ان الامر اختلط عليه ولم يعد يستطيع التمييز بين الشتاء والحالة غيرالعادية بسبب دفيء الجو، فالبحث في هذا الوقت عن الغذاء من المسائل الاولوية بالنسبة له ولطيور اخرى والوضع الحالي قد يصعب حياته في الاشهر المقبلة.

وماذا عن النباتات؟
يقول خبير البيئة الالماني نفس الشيء بالنسبة للنباتات، ففي الكثير من المناطق بدأت تظهر اول براعم ازهار الزعفران، واذا ما تواصلت درجات الحرارة ارتفاعا فسوف تبرعم زهرة اللبن الثلجية،وقد تكون الخسائر كبيرة بالنسبة لاشجار المثمرة التي تعطي براعم في فصل الربيع. مع ذلك يذكر بان هذه ليست المرة الاولى التي تمر فيها المانيا بمثل هذا الطقس، والمشكلة ليست هنا فقط بل عندما تتراجع الحرارة فجاة الى ما دون الصفر وتبقى وكأن فصل الصقيع والشتاء قد بدأ لتوه في شهر شباط( فبراير).

وبالنسبة لارتفاع درجة الحرارة الان والطقس المعتدل يخشى غرتسماخر من كثرة الحشرات والافات الحشرية، لكن ليس بالشكل الذي يتم التحدث عنه حاليا، حيث توجد حشرات منها الضعيفة تكون هذه تقلبات صعبة بالنسبة اليها ويقضى عليها، وهذا جيد بالنسبة للانسان والمزورعات، فتكاثر بعضها يشكل خطرا على مواسم بعض المزروعات، بينما هناك حشرات اخرى مثل البعوض، اصبحت معتادة على تقلبات الشتاء وهذه قد تتكاثر في الصيف.

كما توجد حيوانات مثل الخفاش الذي لا يؤثر الطقس الشتوي المعتدل عليه، فهو يستيقظ من سبات الشتاء، بغض النظر عن درجات الحرارة ان كانت منخفضة جدا او بشكل بسيط، بعدها يعود للنوم ، وقد يختلف الامر مع انواع من الطيور التي تربك هذه التقلبات في الشتاء روتين حياتها.