نظم مصريون في مدينة الضبعة الساحلية في شمال مصر اعتصاما أمام المحطة النووية المخطط لها شمال مصر لتوليد الكهرباء بهدف وقف هذا المشروع الذي يمثل تهديدا لهم ولأبنائهم.

فتحي الشيخ من القاهرة: نظم أكثر من 1500 شخص من أهالي مدينة الضبعة الساحلية في شمال مصر، اعتصام أمام أسوار محطة الضبعة النووية المخطط لإنشائها في مدينتهم، وذلك في أطار الحملة الشعبية لوقف أنشاء المفاعل النووي في الضبعة التي يقودها أبناء المدينة الصغيرة التي يسكنها 70 ألف نسمة، والتي تم انتزاع أراضيهم منذ ثلاثين عام لإنشاء المحطة، والانتقال بمصر إلى العصر النووي وهو ما وصفه أبناء المدينة بـquot; الأكذوبة النوويةquot;، التي تهدد مستقبل أبناء المدينة، في حالة حدوث تسرب أو انفجار نووي يقضي على المدينة الصغيرة، وهو ما دفع 1500 من سكان المدينة للاعتصام أمام أسوار محطة الضبعة النووية.

عبد السلام زين احد المنسقين الاعتصام، يؤكد أن أهالي مدينة الضبعة متضررين من موقع المحطة، واصفا إياه بالمشروع الفاشل الذي أنفقت عليه الدولة 750 مليون جنيه بدون تحقيق أي نتائج منذ، وذلك منذ البدء في المشروع منذ ثلاثين عام، ويشير زين أن من أهم الأسباب التي دفعت أهالي الضيعة للتحرك الآن هو زيادة الوعي بمخاطر المشروع النووي خاصة بعد التسريب النووي في اليابان في فوكوياما، بالإضافة إلى ما حدث في مفاعل انشاص في مصر، والذي راح ضحيته بعض الأشخاص العاملين في المفاعل، وهو ما يزيد من المخاوف لدي أهالي الضبعة وعدم ثقتهم فيما يمكن أن يحدث عند بناء مفاعل في مدينتهم، ويفجر زين مفاجأة بقوله انه صدر القرار رقم (160) لسنة 1996 من الرئيس المخلوع حسني مبارك بنقل ( مشروع الضبعة) في القاهرة بدلا من مدينة الضبعة ولكن لم يلتفت احد إلى هذا القرار وتم التعتيم عليه بشكل واضح من الإعلام.


ويشرح مستور عبد الونيس أحد المشاركين في الاعتصام، تحرك المعتصمين حاليا، بأنه تم جمع ما يقرب من سبعة آلاف توقيع لرافضي إقامة quot;أكذوبة الطاقة النوويةquot;، مشيرا إلى أنهم مستمرون في تجميع هذه التوقيعات من الأهالي.


وأضاف عبد الونيس أن وفدا من المعتصمين توجه يوم الأسبوع الماضي للقاء طه السيد محافظ مرسى مطروح الذي حاول تسوية الأمر معهم، لكنهم أصروا على مقابلة كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء لخطورة المشروع على أمن البلاد ولأنه تتجمع عنده خيوط المشروع منذ أن كان في رئاسة الوزراء سابقا.


ويضيف زين عبد السلام أنهم يقومون حاليا بجمع المستندات التي يمكن ان تساعدهم بالاضافة إلى قيام محافظ مطروح بتكليف مستشاريه بوضع تصورتهم للمشروع بتم ترتيب لقاء مع رئيس الوزراء، وطرح حلول بديلة للمحطة النووية.


ويؤكد زين أن الوضع في الضبعة الآن أصبح مختلف تمام عن السابق حيث كان يسكن المدينة 5000 نسمة فقط منذ ثلاثين عام عندما تم اختيار كان المحطة اما الآن فهناك 70 ألف نسمة تعيش في المدينة، ويتعجب زين قائلا:quot; في الوقت التي تفكك فيه دول أوروبا مفاعلاتها النووية تسعي مصر لإنشاء مفاعل نووي، وفي الوقت الذي تتفاوض فيه الحكومة الألمانية مع الحكومة المصرية لاستغلال قطعة ارض في مصر لإنشاء محطة طاقة شمسية، تتجاهل الحكومات المصرية المتعاقبة هذا وتصر على استكمال المشروع النووي برغم إمكانيات مصر الكبيرة في مجال الطاقة المتجددة.

ومما يذكر أن الدكتور احمد دياب، الخبير الجيولوجي، بالمعهد القومي للبحوث، أكدا سابقا وجود أكثر من حزام زلازل في حوض البحر المتوسط احدهم في جنوب اليونان وقبرص وايطاليا، والاخر في شرق البحر المتوسط، بما يمثل خطورة على مدينة الضبعة في حالة قيام زلزال قوي، هناك أسباب أخري ترها الدكتور سهير منصور منطقية وهي وجود عدة بدائل يمكن استغلالها في مصر من مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الطاقة الكهربية،وهو ما توضحه قائلة: انه في حالة بناء محطة طاقة شمسية على مساحة تعادل مساحة بحيرة ناصر في جنوب مصر، سوف ينتج عنها طاقة تعادل الطاقة الناتجة من إنتاج البترول في العالم العربي.