تحسباً لأي طاريء مناخي في المناطق المدارية أنشيء مركز بحوث مناخية في كوستاريكا للمراقبة المستمرة.


نهى احمد من سان خوسيه:
الهدف الاهم من وراء فكرة انشاء مركز بحوث بيولوجية في كوستاريكا ( مركز البحوث لا غامبا) حسبما يقوله المشرف عليه وهو انطون فيسنهوفر هو وضع التغييرات في هذا المناطق المدارية تحت المراقبة الشديدة.

ففي حديث صحفي معه ذكر هذا العالم فيسنهوفربان ما يميز اميريكا اللاتينية وبسبب امتدادها الشمالي الجنوبي، تنوعها البيولوجي. ففي الغابات المدارية وخاصة في البرازيل وكولومبيا هناك اعداد لا يمكن تصورها من النباتات والازهار والاعشاب وقد يكون السبب في تواجدها ارتفاع هذا المناطق 7000 متر عن سطح البحر ووقوعها بين محيطين. فهذه الطبيعة النادرة وراء وجود الغابات استوائية في الجانب المطلع على المحيط الاطلسي ومناطق نسبة الرطوبة فيها مرتفعة جدا، وصحراء في الجانب المطلع على المحيط، وهذا يعني توفر عدة مناخات في منطقة واحدة اضافة الى مناطق مدارية.

لكن كما هي الحال في كل مكان في العالم يستغل الانسان لاغراضه الذاتية كل الامكانيات من دون مراعاة الطبيعة، وهذا ينطبق على كوستاريكا، فقبل 30 عاما انشأت محميات وضعت تحت المراقبة الشديد، لكن اليوم الكثير من القوانين اصبحت مهملة ما سمح مثلا بقطع الاشجار، وهذا طال ايضا باناما ونيكاراغوا، فالسكان الفقراء هناك يعيشون من الغابات ويستغلون ما فيها، لكن المشكلة الاكبر هي ان الحكومات تبني محطات انتاج للطاقة وتشق الطرقات غير عابئة بالبيئة. ليس هذا فقط، فالبرازيل التي سوف تعاني بعد سنوات قليلة من كوارث طبيعية، ليس فقط بسبب قطع الاشجار وظهور رقع واسعة من الغابات عارية، بل ايضا لتكريسها الاف الهكتارات اليوم من اجل زراعة الصويا والمواشي عدة مواسم بهدف التصدير ليس الا. وهذا كله يكون على حساب ما يقارب من ال40 مليون نوع من الحيوانات والاشجار والنباتات والحشرات المهددة بالانقراض بالتاكيد، وانقراضها سوف تكون له انعكاسات سلبية على كامل النظام الايكولوجي، فاي فوضى تحدث قد تسبب انهيارا لنظام الطبيعة في هذه المناطق.

وقد يكون ذلك ليس مهما بالنسبة للكثيرين لعدم تقديرهم هذه المخاطر، لذا يسمع العالم البيوليوجي دائما السؤال التالي، ما هي اهمية مركز البحوث البيولوجية هذا؟ لذا يحاول عبر دعوة الطلاب والتلاميذ في الدرجة الاولى للعمل الطوعي فيه. والكثير منهم لمس الان مدى الاضرار التي سببتها التغييرات المناخية على بعض النباتات والاعشاب والحيوانات في المنطقة منها كثرة مواسم الجفاف وكثرة هطول الامطار وانخفاض درجة الحرارة بشكل ملحوظ في بعض المناطق التي كانت لا تعرف الا الطقس المعتدل. فهناك فترات امطار غزيرة جدا وفترات جفاف يدوم طويلا، وهذه الفترات تتغير لكنها تكون اقوى واكثر، وهي علامات تؤكد مدى الاضرار التي لحقت بالبيئة والطبيعة ويفسر ايضا تكاثر الاعاصير.

ويريد المركز اليوم جذب سكان كوستاريكا وخاصة في المناطق المتضررة من اجل المشاركة في تنفيذ مشاريع حماية، فهم يعيشون منذ زمن طويل من خيرات الغابات وبقاء الغابات هو لصالحهم. ومن اهم المشاريع ايقاظ وعيهم لاهمية عدم قلع الاشجار او صيد حيوانات صغيرة او اتلاف النباتات، الى جانب ذلك يحاول المركز نشر التوعية في المدارس.

والحكومة في كوستاريكا تدرك اهمية حماية الطبيعة لان ذلك يضمن مجيء المزيد من السياح وجلب المزيد من النقد الصعب، لكن على السكان ادراك اهمية ذلك.

ولقد انقد العالم البيولوجي كثرة مزارع النخيل في بلدان باميريكا اللاتينية بهدف انتاج زيوت النخيل من اجل التصدير او الصناعات الكيماوية والاكل او كوقود، اذ ان الزراعية الاحادية لا تلحق الضرر فقط بالتربة بل وبالحيوانات ايضا وكل ما يعيش في الغابة، فاليوم لا توجد في مناطق زراعية كهذا الكثير من الفراشات واختفت ازهار معينة وهذا مشكلة سوف تتزايد اذا لم يتم تقليص مساحات الاراضي التي تزرع بنوع واحد من المزروعات.