انتشار حشرة دوباس النخيل العراق قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية جسيمة جراء فتك هذه الحشرة بالأشجار.


بغداد: يثير انتشار حشرة دوباس النخيل في بستان قلق المزارع أبو حسين في الحلة في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) من الخسائر الاقتصادية المتوقعة من جراء فتك الحشرة بالأشجار.

ويقع بستان ابو حسين على شط الحلة ( فرع من نهر الفرات) الى جانب مئات البساتين الممتدة على طول مساحات شاسعة في تلك المناطق.

وقال أبو حسين أن بالإمكان رؤية بيوض الحشرة ويرقاتها وهي تنتشر بشكل لا يصدق بين ثنايا النخلة . ويعاني ابو حسين من صعوبات جمة تمتص عصارة النخلة وتفرز الخلاصة السكرية التي تجذب الدبابير والحشرات الاخرى.

اكتشف أبو تحسين ان حجم إصابة بستانه كبير جدا بعدما وجد أن الكثير من البيض والحشرات على سعف النخيل والعذوق، كما لاحظ لمعان النخيل المصاب عند سطوع الشمس.

حجم الإصابة الكبير

يشتهر العراق بزراعة النخيل منذ اقدم العصور حيث تذكر المصادر التاريخية أن مدينة (اريدو) السومرية قبل 5000 سنة كانت مشهورة بزراعة النخيل.

تشير آخر الإحصائيات الى ان أعداد النخيل في العراق حالياً هو (21) مليون نخلة، ورغم حجم الإصابة الكبير ومخاوف العدوى، فان المزارعين لا يكفون عن نقل فسائل أو جذوع و( خوص ) النخل من منطقة إلى أخرى حيث يساهم ذلك في زيادة احتمال العدوى.

المثير للانتباه ان الكثير من أشجار هذه المناطق اكتسب اللون الأصفر بسبب الإصابة، ويشرح المهندس الزراعي فوزي تركي حياة هذه الحشرة المضرة بالاقتصاد والبيئة بالقول ان الحشرة تتغذى على الكلوروفيل وتعرقل التركيب الضوئي، ولهذا السبب تصبح الأشجار هزيلة وذات أطراف ميتة.

المبيدات

بقول المهندس تركي ان العقود الماضية شهدت مكافحة حشرة دوباس النخيل بالطرق الكيمياوية، لكن ذلك ادى الى نتائج محدودة بسبب عدم الاستمرارية في المكافحة ضمن برنامج زمني دوري، دعك عن استخدام التقنيات البدائية في الرش والمعالجة، كما ان استخدام المبيدات العضوية طيلة العقود الماضية يتسبب في أضرار بيئية.

يؤكد تركي على ضرورة استخدام تكنولوجيا صديقة للبيئة لمكافحة أمراض النخيل، ويقول المزارع ابو تحسين من محافظة كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) ان الكثير من البعثات العلمية وأصحاب الاختصاص يزورون البساتين ويجرون الفحوص من السبعينيات والى الآن، لكن الفلاح العراقي لم ير نتائج ذلك.

وتشير دراسات إلى أن حشرة الدوباس لها دور في تراجع معدلات إنتاج التمور في العراق كما أنها تسبب في رداءة نوعيته، وحشرة الدوباس يبلغ طولها حوالي نصف سنتيمتر، وتضع الأنثى نحو 100-150 بيضة داخل أنسجة النباتية في النخلة.

الانتشار السريع

عن سبب الانتشار السريع للآفة في العراق، يقول ابو تحسين ان الحشرة و بيوضها ينتقلان عبر الريح الى البساتين ليشمل ذلك مساحات كثيرة.

يقول المرشد الزراعي ان ما يزيد من قلق المزارعين ان هذه الحشرة تعيش في جميع مراحل حياتها في بطن النخلة، وفي بعض الاحيان في المبيدات لا تكفى لمعالجتها، لكن الفلاح فهد حسن يقول ان المبيدات لم تعد ذات فائدة، حيث لاحظ الفلاحون منذ السبعينيات ان رش المبيدات ولاسيما عبر الطائرات لم يساهم في انحسار أعداد الحشرات.

الجدير بالذكر ان الجهات المعنية تعتمد على المبيدات وبتقنيات قديمة في مكافحة الحشرة حيث توزع المبيدات على الاهالي في بعض الحالات، كما تستخدم الطائرات في الرش.

لكن اغلب اصحاب بساتين النخيل لا يجدون اي نتائج ملموسة من هذه المعالجة حيث يقول المزارع ابو حسين انه في عام 2009 تكبد خسائر جسيمة بسبب تدني كمية جني المحصول.

وتنتشر حشرات اخرى في بساتين العراق مثل حشرة الحميرة وآفة غبار العنكبوت، وغالبا ما يكون لهذه المبيدات نتائج سلبية على البيئة، لاسيما وان البعض يخزنها في بيته.