طلال سلامة من روما: تدوي صيحة ألعاب الفيديو لمحاربة الأورام الخبيثة والأمراض المستعصية كي تستقدم أكبر قدر ممكن من المرضى حول العالم. وتبرز بين ألعاب الفيديو هذه لعبة quot;ري ميشنquot; (Re-Mission) وهدفها مساعدة المرضى الشباب في توعيتهم حيال كافة جوانب مرضهم. هذا وأثبتت ألعاب الفيديو قدرتها السحرية على الشفاء من الأمراض الأكثر فظاعة، كما السرطان، بعون الاهي من رب العالمين عز وجل.

ويعود الفضل في ابتكار لعبة الفيديو المسماة quot;ري ميشنquot; الى quot;هوب لابquot; (HopeLab)، وعنوانها على الشبكة العنكبوتية www.hopelab.org، وهي منظمة لاربحية تم تأسيسها بهدف تحسين صحة ونوعية الحياة لدى الشباب المصابين بالأمراض المزمنة.

وquot;ري ميشنquot; هي لعبة فيديو تفاعلية مصممة لتوعية الشباب المصابين بالأورام الأكثر خبثاً وتزويدهم بالطرق الأكثر فعالية لمكافحتها. ولعبة الفيديو هذه هي ثمرة الجهود المشتركة التي بذلها الأطباء ومبرمجي ألعاب الفيديو يداً بيد. وتمثلت إحدى أكبر التحديات أمامهم في استعمال المعطيات العلمية الحقيقية كquot;قاعدةquot; لاختراع لعبة فيديو من شأنها توعية المرضى وتسليتهم في الوقت ذاته.

هكذا، توصلوا الى تصميم لعبة الفيديو quot;ري ميشنquot; الثلاثية الأبعاد التي تجري أحداثها داخل الجسم البشري. ويتخذ اللاعب شخصية الروبوت الجَسور المتناهي الصغر، ويدعى quot;روكسيquot; (Roxxi)، المسلح بسلاح كيميائي ومجوعة من الصواريخ التي تحوي الأدوية. ويكمن هدف اللعبة في مكافحة السرطان وجميع الأمراض المتعلقة به، كما الالتهابات، على المستوى الخلوي. وعبر انتحال شخصية بطل اللعبة، أو الروبوت quot;روكسيquot;، يقوم اللاعب بجولة داخل أعضاء الجسم وأوعيتها الدموية مطلقاً نيران سلاحه الكيميائي وترسانة الصواريخ التي تحوي الأدوية على الخلايا السرطانية التي يقابلها والعوامل المعدية الأخرى.

ويتفرع هدف quot;ري ميشنquot; ليشمل مهمات عدة هدفها محاربة كافة الأمراض المزمنة، كما سرطان الدم وسرطان الدماغ وسرطان يوينغ(ثاني أشهر سرطان عظام يصيب الأطفال) ومرض الهوجكنز(الذي يتطور في جهاز الجسم الليمفاوي). ويُنسب، الى كل مهمة من المهمات الاستطلاعية القتالية التي يقودها الروبوت quot;روكسيquot; داخل الجسم، قاعدة بيانات يستطيع اللاعب(المريض) دخولها كي يفهم ماذا يحصل عادة داخل جسمه وما هي الآثار التي تخلفها المعالجة ورائها.

وفي دراسة أجراها الأطباء والمبرمجين، الذي ساهموا في ترويج لعبة الفيديو، على مجموعة من اللاعبين المصابين بمرض ما الذين اختبروا هذه اللعبة، ثبت quot;إحصائياًquot; بأن لعبة quot;ري ميشنquot; أبرزت فائدتها الحميدة في تحسين التوعية حول الأمراض، وتقوية دفاعات الجسم، والتجاوب بصورة أفضل مع الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء وتحسين نوعية حياة المريض.

وشجعت النتائج الاختبارية الواعدة منظمة quot;هوب لابquot; على عرض لعبة quot;ري ميشنquot; للتحميل مجاناً، على موقعها الإلكتروني، أمام جميع الشباب المصابين بالسرطان حول العالم مطالبة، في نفس الوقت، اللاعبين الأصحاء الآخرين بدفع مساهمة رمزية مقدارها عشرين دولار لاختبار لعبة الفيديو.

في سياق متصل، تخطط منظمة (Games for Health) لجمع قواعد المفاهيم (Know How)، المتوافرة لدى الأطباء والباحثين ومبرمجي ألعاب الفيديو، بغية استكشاف أدوات جديدة لترويج السياسة الصحية العالمية بحلة أكثر إنسانية وتفاعلية. فألعاب الفيديو ليست مجرد وسيلة تسلية فحسب إنما يمكن تسخيرها لإنعاش روح الإدراك والتعلم والمكافحة لدى الأناس.

وهناك ألعاب فيديو أخرى قيد التطوير، يصممها الأميركيون وتلقى اهتماماً جديراً في صفوف الأوروبيين، هدفها تعليم المرضى كيفية محاربة مرض السكري، المنتشر بكثرة في عالمنا العربي.