تنادي مراجع طبية في الجزائر بتوظيف تكنولوجيات جديدة في معالجة مرضى داء القولون والمستقيم الثاني من حيث الانتشار هناك، ويدفع أخصائيون في لقاءات مع "إيلاف" بفاعلية تطبيق تقنيتي التخدير الموجه بالصورة والجراحة بالمنظار لعلاج مرض يشهد ظهور أربعة آلاف حالة جديدة كل عام وهو من بين السرطانات الأكثر خطورة حاليا.

يشير "محمد بوبكر" إلى أنّ الجراحة بالمنظار والتي تتم دون فتح بطن المريض، هي أكثر راحة وفائدة، ويمكّن استخدامها على نحو واسع من خفض تكاليف الإقامة بالمشافي وتجنب الاصابة بعدوى ما بعد الجراحة والصدمة.

ويرى بوبكر الذي اشترك مؤخرا في أول عملية جراحية للقولون بالمنظار على المستوى المحلي بمدينة وهران (450 كلم غرب الجزائر)، أنه يتعين أن لا تقتصر جراحة القولون بالطرق التقليدية التي هي في متناول جميع الجراحين، مبرزا أنّ الجراحة عبر المنظار البطني لا يمكن حصرها في معالجة سرطان القولون والمستقيم فحسب، بل يمكنها أن تحرز نتائج مبهرة تجاه سرطانات الكبد والرحم وباقي اللواحق، quot;بدون فتحquot; أيضا، وهو ما يؤشر على عهد طبي جديد.

ولأهداف تعليمية، جرى بث مختلف مراحل العملية الآنفة الذكر عن طريق الفيديو، بالتزامن مع عملية أخرى عادية من أجل المقارنة، علما أنّ دروسا خاصة بالجراحة عبر المنظار تمنح لكوكبة من الأطباء الجراحين بتأطير من فريق خبراء فرنسيين وبإشراف quot;فرانسيس نافاروquot; عميد المركز الاستشفائي الجامعي بمدينة مونبيليه الفرنسية.
من جهتها، ترافع ليلى عفان لصالح تطبيق تقنية التخدير الموجه بالصورة في جراحة القولون، فضلا عن مختلف العمليات الجراحية التي تتطلب التخدير الجزئي، وتنبّه عفان إلى أنّه من شأن هذه quot;التقنية الحديثةquot; الأولى من نوعها في الجزائر والتي تتطلب تكنولوجيا عالية، ضمان نوعية أفضل في مجال الجراحة.

وتلاحظ عفان التي ترأس مصلحة محلية للتخدير والإنعاش الجراحي، أنّ التخدير الموجه بالصورة، يمثل قفزة بالنسبة لتقنيات طب الإنعاش، من حيث كشفه بدقة عن الأعصاب المستهدفة في عملية التخدير لحصرها في أقل موقع ممكن من خلال استعمال عتاد متطور، حتى يتم تفادي التبعات السلبية للتخدير بالنسبة لفترة ما بعد الجراحة.
في سياق ذي صلة، ينتقد يونس خطّاب عدم مراجعة غالبية المصابين بسرطان القولون في بلاده للأطباء، إلاّ بعد استفحال الداء المذكور ودخوله مستوى جد متقدم مع وصوله المرحلتين الثالثة والرابعة، ما ينقص حظوظ التعافي إلى أقل من 40 بالمائة، مع أنّه يجدر بكل شخص تظهر لديه بقع حمراء أو سواء بالبراز أو ذاك الذي يصاب بإمساك مزمن تليه حالة إسهال مفاجئة، أن يخضع للفحص على الفور.

ويوضح خطّاب، أنّ تأخر الفحص يفاقم الإصابات، ويجعل كلفة العلاج باهظة وتتعدى بكثير ما يتم انفاقه على الفحص المبكّر، خصوصا وأنّ سرطان القولون أضحى الثاني عند الرجال (25 بالمائة يقل سنهم عن الأربعين سنة)، والثالث لدى النساء. ويعزو كمال بوزيد وquot;العربي عبيد انتشار القولون إلى تغيّر النظام الغذائي لدى الجزائريين، والاستهلاك المفرط للحوم الحمراء وبشكل غير سليم، حيث يركّز الأخصائيان على أنّ تناول لحوم غير مطهية بشكل جيد سبب مباشر لسرطان القولون، فضلا عن الوجبات المشبعة بالدهون والموصوفة بالثقيلة بموازاة البدانة وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، وعليه فإنّ مكافحة سرطان القولون بمنظورهما، تبدأ بتكثيف استهلاك الخضروات والألياف الغذائية وممارسة المزيد من النشاط البدني.