لقاء جنبلاط ونصرالله الذي كان quot;ودياًquot;

يشهد لبنان الأسبوع الحالي اللمسات الأخيرة لتوزيع الحقائب والأسماء على الحكومة العتيدة كما أفاد مطلعون مواكبون للأحداث، حيث سيكون مسار التأليف مفصليًا، فيما أكدت مصادر معارضة أنّ قمة دمشق الأخيرة quot;أرست حال استقرار في الوضع اللبناني وخطوط عريضة تؤسس لانجاز الحلول من دون الدخول في لعبة الاسماء والحقائبquot;، كما كشفت تلك المصادر أن quot;وفد المعارضة الذي زار العاصمة السورية فور انتهاء القمة، فهم الوفد من القيادة السورية ان اتفاقًا عامًا حصل بين دمشق والرياض على الملف اللبناني، وأن مسألة حل العقدة الحكومية يجب ان تكون لبنانية من خلال الحوار بين الاطراف والقوى الداخلية اللبنانيةquot;.

بيروت، وكالات: لم تنفِ الاوساط المواكبة لعملية تأليف الحكومة اللبنانية الطابع الحاسم لهذا الاسبوع على صعيد المشاورات المرتقبة، لكنها اشارت ان ثمة ايجابيات في حاجة الى ترجمة عملية ويفترض ان تظهر هذه الترجمة من خلال البحث في تفاصيل عملية التأليف. وذهبت الى ان نهاية الاسبوع الحالي يفترض ان تحمل أمرًا حاسمًا ولكن ينبغي التزام التريث لمعرفة طريقة معالجة العقدة التي لا تزال على حالها والمتصلة بمسألة مطالب رئيس تكتل quot;التغيير والاصلاحquot; العماد ميشال عون. فثمة ثلاثة عناصر تشكل بمجموعها التمثيل المسيحي وهي رئاسة الجمهورية والعماد عون والقوى المسيحية في 14 آذار، وهناك غالبية فازت في الانتخابات ولا يمكن تجاهل اكثريتها وحصر التمثيل المسيحي بطرف على حساب الآخرين.

وأكدت الاوساط ان الجو ايجابي ولا مبالغة في الوقت عينه في تصوير الامور متجهة نحو حل حتمي. ومع ان هذه الاوساط لم تكشف جدولاً محددًا للقاءات الحريري هذا الاسبوع، فقد افادت معلومات ان لقاء جديدا متوقع بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وعون في غضون 48 ساعة.

مفعول قمة دمشق كان بعقدها لا اكثر ولا اقل

الى ذلك اشارت مصادر نيابية في الاكثرية لصحيفة quot;النهارquot; الى ان مفعول قمة دمشق بين الرئيس السوري بشار الاسد والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز كان في مجرد انعقادها لا اكثر ولا اقل، لأن عدم حصولها كان سيترك اثرًا سلبيًا على الساحة اللبنانية. لكن انعقادها لا يعني سوى تطبيع بعض الانفراجات العربية، ولن يكون ذا تأثير مباشر على لبنان، باستثناء التخوف من احتمال ان تكون حكومة فؤاد السنيورة حكومة تصريف الاعمال الأطول عمرًا في تاريخ لبنان.

جنبلاط: أهمية اللقاء مع نصر الله أنه أعاد بناء الثقة

وعن اللقاء الأخير الذي جمع الزعيمين رأى رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط في حديث الى صحيفة quot;السفيرquot; أن quot;أهمية لقائه الثاني مع امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، تكمن في أنه حقق خطوة متقدمة على طريق إعادة بناء الثقة بينه وبين الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; بعد أزمة السنوات الماضيةquot;، مشيراً الى أن quot;البحث الذي تناول مسائل داخلية وإقليمية اتسم بالإيجابيةquot;.

وعن مشاركة ابنه تيمور في الاجتماع، أوضح جنبلاط: quot;أريد أن يسير تيمور على طريق المختارة، كما رسمها كمال جنبلاط، عندما أخرج المختارة من الأفق اللبناني الضيق الى الأفق العربي الواسع الذي تشكل فلسطين نقطة الارتكاز فيهquot;.

واستطرد: quot;رغبت في أن يلتقي تيمور رمزًا اساسيًا من رموز النضال والمقاومة هو السيد نصر الله، وذلك استكمالاً لطلته الأولى في مهرجان النصر وطلته الثانية في مهرجان تغييب الإمام موسى الصدر، بما يتيح له ان يتفاعل مع الخط الوطني والعروبي والنضالي والإسلامي التزاماً بالسير على خطى جده، وعندما يأتي الوقت، يعرف تيمور ان طريق المختارة ستبقى طريق العروبة وفلسطينquot;.

مغادرة جنبلاط لـ14 آذار قد اكتمل

كما علمت quot;السفيرquot; أن لقاء نصر الله وجنبلاط، الذي شارك فيه النائب أكرم شهيب ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في quot;حزب اللهquot; الحاج وفيق صفا، دام لأكثر من ثلاث ساعات وquot;كان وديًا ودافئًاquot;، إلى حد أن المطلعين على أجوائه اعتبروا أنه quot;يشكل بداية العودة الى المرحلة الذهبية التي سادت العلاقة بين نصر الله وجنبلاط في الأيام الخواليquot;.

ولفتت الى ان quot;النقاش قد تجاوز التفاصيل الداخلية التقليدية وغاص في مسائل جوهرية تتصل بآفاق الوضع في المنطقة والعلاقة المستقبلية مع سوريا ومع قوى لبنانية، ويمكن الاستنتاج بناء على المعطيات التي توافرت حول النقاش أن مغادرة جنبلاط لفريق 14 آذار وخياراته قد اكتملت، وتظهير هذه الحقيقة بمختلف أبعادها ينتظر أمرين: الأول تشكيل الحكومة، والثاني زيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى دمشق، حيث من المتوقع بعدها أن يصبح جنبلاط طليق اليدين واللسان في التعبير عن قناعاتهquot;.

محاولات لإيجاد حل لحقيبة الإتصالات لا يكسر أحدًا

وعن العقدة الأساسية المتبقية في تاليف الحكومة أبلغت مصادر واسعة الإطلاع لصحيفة quot;السفيرquot; أن العقدة تتعلق بمصير حقيبة الاتصالات وأن محاولات تجري لإيجاد حل لها لا يكسر أحدًا، أعربت أوساط قيادية في quot;التيار الوطني الحرquot; عن املها في أن يأتي الاجتماع المرتقب بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون بـquot;الفرجquot; انعكاسًا لبوادر الانفراج الظاهرة، خصوصاً أن مسوغات الانتظار قد زالت بعد انعقاد القمة السورية ـ السعودية، وبالتالي انتفى المبرر لإضاعة الوقت وآن الأوان لحسم المواقف بشكل نهائي.

أي تسوية لـquot;الماليةquot; ليس واردا عند quot;المستقبلquot;

فيما أوضح مصدر مقرب من الحريري لصحيفة quot;السفيرquot; أن quot;الوضع بات افضل من قبلquot;، مشيرًا إلى أن quot;قمة دمشق انتجت مناخًا مؤاتيًا لتشكيل الحكومة، ولكن الجهد الحاسم في هذا الإطار يبقى داخلياً، مرجحًا ان يشهد الأسبوع الحالي عملاً حثيثًا وجديًا لتسريع عملية التأليفquot;.

وإذ اعتبر المصدر أنه quot;لا يمكن الكلام عن عقد محددة قبل أن يغوص الحريري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون في تفاصيل الحقائب والأسماء واتضاح ما هو مقبول وما هو مرفوض بالنسبة الى كل منهما، أكد أنه ليس واردًا تخلي quot;تيار المستقبلquot; عن حقيبة المالية في إطار أي تســويةquot;.

بري بحث مع أمير قطر المساعدة المعضلة الحكومية

في غضون ذلك، بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، للأوضاع الدولية والعربية والإقليمية، quot;لا سيما في ظل الوقائع الدامية في شتى أطراف العالم العربيquot;. بري أكد عقب لقائه آل ثاني في الدوحة، أنه بـquot;النسبة إلى لبنان فالزيارة كانت تكرارًا لشكر قطر للمؤازرة السياسية لحل الأزمة اللبنانية في الدوحة العام الماضي، ومن ثم المساعدة والمواكبة للمعضلة الحكومية القائمة في لبنان الآنquot;، وأضاف أنه quot;من البديهيات تقديم آيات الشكر والتقدير لقطر أميراً وحكومة وشعباً لإزالة آثار الحرب الإسرائيلية عن لبنان في العام 2006quot;.

بري لفت إلى أنه وجه دعوة إلى الأمير القطري لحضور إفتتاح quot;البلدات التي كانت لأياديه البيضاء الفضل في عودة مفاتيح البيوت لأصحابها، وذلك أيضا لمناسبة إفتتاح quot;مستشفى بنت جبيلquot;، مشيرًا كذلك الى أن اللقاء quot;كان مناسبة كريمة لمناقشة مشروع السدود والبحيرات، التي تعم كل أرجاء الجنوب وتمنع هدر المياه سدى في البحر، وعددها 11 سداً وبحيرةquot;.

عون: نحتاج إلى أكثرية واعية

وفي المواقف رأى عون أن quot;لبنان أصبح بحاجة الى أصوات تتحلّى بروح المقاومة لمحاربة نهج الفسادquot;، وقال في كلمة ألقاه خلال قُدّاس أُقيم على نية quot;شهداءquot; 13 تشرين 1990 إنّ quot;المواجهة قاسية، والمافيات متفوقة قوةً وعدداً ويصعب قطعها. لكن الجميع مسؤول عن إنتظام العمل في الدولة، إذ ان الوضع الفاسد المستشري يوجب علينا التحلي بالروح المقاومة وليس فقط طلب الأصوات في الصناديقquot;، مبديًا أسفه لكون quot;أجهزة المساءلة والمحاسبة غير مستقيمة في بلدنا حيث الفساد يستشريquot;.

عون الذي قال إن quot;الإصلاح والتغيير هدفنا، والمعركة صعبة، لكن علينا مقاومة ومواجهة النظام المافيوي الذي يستشري بجسد الوطن كالسرطانquot;، إعتبر أن quot;الأزمة في لبنان ليست دائمًا خارجية، بل هناك أشخاص في الداخل يكونون أداة لدى الخارجquot;، مشدّدًا على أن quot;تحرير لبنان وإصلاح نظامه هو عقدٌ مع الشهداء يجب على الجميع أن ينضم إليه، لأن الإصلاح يحتاج إلى أكثرية واعيةquot;، واضعًا quot;الشعب اللبناني أمام quot;خيارين، إمّا أن يرضخ لما يرزح تحته، أو أن يعمل للإرتقاء إلى مرحلة إصلاحية يحقق بها انتصاراًquot;. وإذ جدد تأكيده على quot;ضرورة الحفاظ على روح المقاومة التي تفترض أن تحدد من هو العدوquot;، أوضح عون أن quot;العدو الأول هم الفاسدون والمستفيدون من الفساد، ويجب معرفة كيفية التعاطي معهمquot;.

لبنان عضوًا غير دائم في مجلس الامن بالتزكية

دوليًا، اشارت صحيفة quot;النهارquot; الى ان وزارة الخارجية والمغتربين تبلغت من بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك أن الجمعية العمومية للامم المتحدة ستنتخب لبنان الخميس المقبل في 15 من الشهر الحالي عضوًا غير دائم لدى مجلس ألامن إبتداء من الاول من كانون الثاني 2010 ولمدة سنتين.

وذكرت تقارير البعثة الى قصر بسترس ان لبنان سيفوز بالتزكية بتمثيل المجموعة الآسيوية لأن لا منافس له، وهناك اتفاق بين الدول العربية والشرقية فيها على التناوب على العضوية غير الدائمة في المجلس كل سنتين، وسيحل لبنان محل ليبيا. وسيترأس جلسات مجلس الامن في ايار المقبل لمدة شهر وفقا للتناوب المعمول به لدى الدول الاعضاء.

السيد

إلى ذلك اعلن المكتب الإعلامي للواء الركن جميل السيد انه تبلغ من وكلائه في فرنسا نتائج المراجعات القضائية حول الدعوى الجزائية المقدمة من قبله في شهر ايار الماضي ضد القاضي الالماني ديتليف ميليس الرئيس الاسبق للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، حيث ان قاضي التحقيق في محكمة الدرجة الاولى في باريس،السيدة فابيان بوس، قد اصدرت مؤخراً استنابة قضائية دولية بحق ديتليف ميليس((commission rogatoire internationale للاستماع اليه بصفة مدعى عليه في تلك الدعوى، لاقدامه بالاستناد الى شهود زور من بينهم محمد زهير الصديق وهسام هسام وغيرهما، على توجيه افتراءات شخصية واعلامية متكررة بحق اللواء السيد، حتى بعد رحيله عن رئاسة لجنة التحقيق الدولية في مطلع العام 2006، ورغم سقوط الحصانة الدولية الوظيفية عنه.وبحسب اجراءات القضاء الفرنسي فإن قاضي التحقيق ستعمد الى المباشرة باجراءات استجواب ميليس بعد ان تتبلغ نتيجة تلك الاستنابة التي اصدرتها بحقه.

اما بالنسبة للدعوى الجزائية المشابهة المقدمة ضد السفير الاسبق جوني عبدو في فرنسا، فقد تبلغ اللواء السيد بأن تلك الدعوى لا تزال في اطار التبليغات التي يحاول القضاء الفرنسي القيام بها، بعدما تبين بأن العقيد عبدو يتجنب حتى الآن استلام تلك التبليغات خلافاً للاصول المتعارف عليها ورغم محاولات تبليغه المتكررة من قبل القضاء المذكور.