أطلق الرئيس المكلف سعد الحريري يوم أمس الخميس إستشارات غير الملزمة لتأليف الحكومة يركز من خلالها على بحث سياسي معمّق. ويوحي قرار الحريري أنه سيأخذ كل وقته في التشاور وصولاً الى التأليف. وبينما ترى جهات معارضة أنه يراهن على عامل الوقت مجدداً لتذليل العقبات، تقول جهات موالية إنه ينتظر نتائج اللقاء في جدة بين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد.
بيروت: دخل الوضع السياسي اللبناني مجدداً مرحلة إستشارات نيابية غير ملزمة لتأليف الحكومة تمتد حتى الثلاثاء المقبل، ويلتقي خلالها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري مختلف الكتل والنواب، وربما تعمّد تسجيل سابقة في تاريخ الاستشارات النيابية ممدداً إياها خلافاً للعادة من ثلاثة أيام الى خمسة. ويوحي قرار الحريري أنه سيأخذ كل وقته في التشاور وصولاً الى التأليف، لكن جهات معارضة ترى أنه يراهن على عامل الوقت مجدداً لتذليل العقبات، بينما تقول جهات موالية إنه ينتظر تأثيرات لقاء القمة في جدة بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد.
وقال عضو كتلة quot;التنمية والتحريرquot; النائب البعثي قاسم هاشم لـ quot;ايلافquot; إن تمديد الرئيس المكلّف مدة الاستشارات النيابية الى خمسة ايام مع امكان إطالتها اكثر اذا ما اقتضت الامور، كان يدل على ان الامور لم تنضج بعد، وقد يكون السبب ان الحريري أراد الإفادة ما أمكن من تطورات سياسية يترقبها، او إن ثمة محاولة لتمديد الازمة والرهان على عامل الوقت لربما تساهم لقاءات جدة او نيويورك في انجاز الطبخة الحكومية، ولكن نستبعد ان تصل الامور الى خواتيمها في الشكل الذي تريده قوى الموالاة quot;.
وانتقد عضو كتلة quot;التنمية والتحريرquot; ما وصلت اليه الامور quot;بعد ما سلكت قضية تشكيل الحكومة مسارات بعيدة كل البعد عن المنطق ودخلت المهاترات والمزاجيات في تحديد المسارات الدستوريةquot;.
وحيال تزايد الحديث عن حكومة التكنوقراط واذا ما كانت بديلاً عن حكومة الوحدة الوطنية، قال هاشم quot; ان طرح اي شكل من الحكومات بعيداً من حكومة الوحدة الوطنية لن يجدي، وأي حكومة غير وفاقية لن تخرج لبنان من الازمةquot; موضحاً quot; ان من يحاول طرح مثل هذه الامور يخالف حقيقة اتفاق الطائف. فبعده لم يعد هناك مكان لحكومات تكنوقراط في لبنان بل هناك حكومات سياسية يجب ان تحترم التمثيل المذهبي والطائفي والسياسي للجميع، ولا يكمن للتكنوقراطيين ان يؤدوا دورهم على اكمل وجه في هذه المرحلةquot;.
وعن ارتفاع وتيرة التواصل بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط في المدة الأخيرة، واعلانهما السعي المشترك إلى صيغة حكومية يمكن ان ترضي جميع الاطراف، اكد هاشم quot; ان النائب جنبلاط شدد على ضرورة التوصل الى حكومة وحدة وطنية وهو يصر على ابقاء ع صيغة الـ 15-10-5، وهناك آليات وممرات ستسلكها الاتصالات والمشاورات المقبلة بينهما، خصوصاًان النائب جنبلاط يقوم بدوره بالتفاهم مع الرئيس بري للوصول الى حلquot;. وعن موقف قوى المعارضة في الاستشارات النيابية مع الحريري، اكد النائب هاشم إنها quot; لم تبدل موقفها وتعتبر ان لا خلاص إلا وفق صيغة الـ 15-10-5quot;.
من جهته اعتبر عضو كتلة quot;القوات اللبنانيةquot; أنطوان زهرا في حديث لـ quot; ايلافquot; أن فريق 8 آذار/ مارس بكل أطيافه، يحاول عرقلة تشكيل الحكومة قبل الدخول في مرحلة الاستشارات النيابية لتحسين الشروط. وبرز ذلك في رفض quot;التيار الوطني الحرquot; تأليف حكومة تكنوقراط رغم أن الرئيس المكلف لم يعلن نيته تأليفهاquot;. ورأى زهرا أن quot;حكومة التكنوقراط قد تكون مخرجاً الا أنها ليست طرحاً نهائياً بل أحد الحلول الممكنة. واعتبر أن طلبات قوى 8 آذارquot; تثقل المرحلة بمجموعة شروطquot;.
وبسؤاله عن دستورية تمديد مهلة الاستشارات النيابية الى خمسة أيام، قال زهرا: quot;الدستور لم يدخل في تفاصيل الاستشارات، والرئيس المكلف يخصص في هذه المرحلة ساعة لكل رئيس كتلة ونصف ساعة للأفراد، وذلك للدخول في عمق المشاورات واعطائها الوقت الكافي عوضاً عن نقل المناقشات الى المنابر الاعلامية مما يزيد الأمور تعقيداًquot;. وأمل في أن تشكل الحكومة قريباً وأن يتمكن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف منوضع المخرج المناسب في أقرب وقت quot;.
التعليقات