يواصل رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري اتصالاته ومشاوراته، وفي أجواء بدأت تتسم بالايجابية والحسم يدق أبواب الأسبوع الحالي حيث الدخول في الحقائب والأسماء بات على رأس كل المشاورات الحاصلة. في وقت أكد النائب ميشال عونعلى تذليل العقبات كلها.

إسرائيل تتهم حزب الله بإختراق القرار 1701 وتتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن

بيروت، وكالات: كشف مصدر مقرب من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ان اجواء التأليف ايجابية وquot;قد قطعنا شوطا لا بأس به في تذليل العقبات ودخلنا بتفاصيل الحقائب والاسماءquot; واضاف quot;نحن بانتظار عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من الامارات العربية لاستكمال المشاوراتquot;، موضحا ان لقاء الحريري مع رئيس تكتل quot;التغيير والاصلاحquot; العماد ميشال عون كان مسؤولاً وجدّيًا ومثمرًا.

ورد عون على quot;التسريبات حول الحقائب وتوزيعها في وسائل الإعلام، مؤكدا ان كل ما يقال أو ينشر في وسائل الاعلام عن توزيع الحقائب هو من باب الالهاء والتكهنات. وقال عون لصحيفة quot;السفيرquot;: quot;نعم لأن الأجواء ايجابية وجدية، لا يجوز التشويش عليها من هنا أو هناكquot;. واشار الى انهquot;من الأفضل أن يلتزم البعض فضيلة الصمت التي التزم بها اصحاب العلاقة أنفسهم، خاصة أن الأمور تبحث بجدية وروح ايجابيةquot;. وردًا على سؤال، قال عون: ان هناك لقاء جديدًا سيعقد بينه وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، سيصار الى تحديد موعده، بعد أن يكون الأخير قد استكمل مشاوراته السياسية مع باقي الفرقاء.

أسبوع حاسم للتأليف والحريري متكتم

بدورها نقلت صحيفة quot;الأخبارquot; المقربة من المعارضة عن مصادر سياسية مواكبة للاتصالات المفتوحة التي يجريها الحريري مع الأطراف الرئيسيين المعنيين بتأليفها أن منسوب التفاؤل بإمكان ولادة الحكومة خلال الأيام القليلة المقبلة بدأ يرتفع تدريجًا، وأن نهاية هذا الأسبوع يمكن أن تكون حاسمة في حال أدت اللقاءات التي يعقدها الحريري الى تطوير التفاهمات الجزئية الى اتفاقات نهائية تقود الى زيارته رئيس الجمهورية ميشال سليمان للبحث معه في التشكيلة الوزارية التي يفترض أن تأتي متناغمة مع الإيجابيات التي تحققت في الأيام الماضية.

ولفتت المصادر الى أن الحريري يصر على عدم الدخول في تفاصيل ما آلت إليه اللقاءات الأخيرة، خصوصًا مع رئيس تكتل quot;التغيير والإصلاحquot; النائب ميشال عون لأنه لا يريد تسليط الأضواء على التقدم الذي تحقق باعتبار أنه لا يزال في منتصف الطريق وهو في حاجة الى متابعة من أجل بلوغه نهايته السعيدة لتسريع ولادة الحكومة العتيدة. وذكرت أن البارز في البحث الجاري فضلاً عن أنه استعاد أجواء الثقة، انه quot;بحث متحرك ومرن يفتح الباب أمام البدائل عن عدد من الأفكار المطروحةquot;.

وبحسب مصادر quot;الحياةquot; فمن غير الجائز الركون الى التفاهمات الجزئية التي توصل إليها الحريري وبالتالي فإن الأخير ليس في وارد حرق المراحل فيما يستعد لجولة جديدة من اللقاءات أبرزها مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري فور عودته من زيارته الرسمية للإمارات ورئيس تيار quot;المردةquot; النائب سليمان فرنجية الذي يلتقيه ظهر اليوم في بيت الوسط في أول لقاء مباشر بينهما منذ سنوات باعتبار أن اللقاءات السابقة كانت بروتوكولية في إطار المشاورات النيابية التي أجراها مع رؤساء الكتل النيابية فور تكليفه للمرة الثانية تأليف الحكومة بعد اعتذاره.

واعتبرت أن لقاء الحريري وفرنجية سيسهم في تطبيع العلاقة بينهما إضافة الى البحث في تأليف الحكومة، مشيرة الى أن الحريري سيلتقي أيضًا قيادة quot;حزب اللهquot; ورئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط وحلفاءه في قوى 14 آذار.

وعن الأجواء التي سادت اجتماعه مع عون الذي سيلتقيه قريبًا للمرة الثانية في أقل من أسبوع، قالت إنهما أبديا انفتاحًا على التعاون لتسهيل تأليف الحكومة وإنهما تناولا في نقاشهما الأسماء والحقائب على قاعدة استعدادهما لتقديم تضحيات متبادلة تضع حدًا للتجاذبات في شأن عملية التأليف ولمصلحة تثبيت الاستقرار السياسي في البلد.

واستغربت المصادر ما تناقله بعض وسائل الإعلام من معلومات في شأن ما جرى في اللقاء ووصفتها بأنها غير دقيقة، مؤكدة أن النيات لديهما للتفاهم قائمة وهذا ما يدعو الى التفاؤل بالاقتراب من الاتفاق النهائي، لا سيما أن لا مصلحة لأحد في التعامل مع التفاهمات الجزئية وكأنها البديل من الاتفاق الناجز الذي يُجرى العمل من أجله.

كما لاحظت أن أيًا من الأطراف ليس في وارد التعاطي مع المؤشرات الإيجابية للقمة السعودية-السورية في خصوص الوضع الحكومي وكأنه يريد الالتفاف عليها وتفويت الفرصة على اللبنانيين في الإفادة منها لتوظيفها في الاتجاه الذي يساعد في التغلب على المشكلات التي ما زالت تؤخر تأليف الحكومة، مشيرة في هذا المجال الى أن الجميع بدأوا يفكرون أنهم لن يكونوا خارج التفاهم السعودي-السوري وهذا ما يفسر تفاعلهم الإيجابي للإسراع في تشكيلها.

الكتائب تناقش عدم المشاركة في الحكومة

الى ذلك إعتبر عضو كتلة quot;الكتائب اللبنانيةquot; النائب سامي الجميل، أن quot;المسيحيين لم ينقسموا إلا حين حملوا السلاح بوجه بعضهم البعض، فلا السوري ولا الفلسطيني استطاع أن يقسّمهمquot;، مشيرًا إلى أن quot;مطامع سوريا في لبنان سبقت احتلالها له، أي منذ الأربعينات، حيث لم تعترف حينها باستقلال لبنانquot;، وتمنى أن quot;تكون سوريا قد تخطّت هذا الأمرquot;.

الجميل، وفي حديث الى قناة quot;MTVquot;، أكّد أنه quot;لا يمكن بناء المستقبل من دون إحياء ذاكرتنا وحماية كرامة الشعب اللبنانيquot;، آملاً في أن quot;لا تكون العلاقة مع سوريا، إذا أرادت طي الصفحة الماضية، عبر بعض الشخصيات والقوى السياسية، بل عبر الشعب اللبناني مباشرةquot;.

وشدد الجميل على أن quot;الشعب اللبناني يستحقّ الإعتذار من قبل سوريا، إذ هناك شعب تضرّر من سوريا وهناك شهداء وجرحى لبنانيون سقطوا في وجه الجيش السوري، كما أننا لم نحتلّ سوريا ولم نقصفها بل هي التي احتلت وقصفت لبنانquot;، موضحًا في الوقت نفسه أن quot;طيّ صفحة الماضي لا يتمّ عبر بعض الإتفاقيات أو بعض الأحزابquot;، ومتمنيًا أن quot;تقوم سوريا بخطوة جريئة حتى تطوي هذه الصفحةquot;.

وردًا على سؤال حول ما أثير عن زيارة قد يقوم بها حزب quot;الكتائبquot; إلى سوريا، أجاب الجميل أن quot;هناك الكثيرين يحاولون تشويه صورة الرئيس الجميل وحزب quot;الكتائبquot;، فقد أتى إلينا الوزير السابق وئام وهّاب حاملاً رسالة إيجابية من سوريا، ونحن قلنا إنه يجب أن تكون العلاقة رسمية بين لبنان وسوريا وعبر المؤسساتquot;، كاشفًا أن quot;الكتائب لا تعرف ما إذا كانت حليفة لجنبلاط في هذه المرحلة أم لاquot;، واستطرد قائلاً: quot;أنا ضائع وquot;الكتائبquot; ضائعة في هذا الموضوع، ونحن لا نخفي هذا الأمر، وفي عدة مراحل قلنا إن هناك علامة استفهام حول موضوع وليد جنبلاطquot;.

وفي السياق عينه رأى الجميل أن quot;الأكثرية النيابية بوجود جنبلاط فيها أو من دونه لا يمكنها تشكيل الحكومةquot;، وأوضح: quot;نحن قلنا إن هناك أزمة وطن وأزمة نظام، وإنه حان الوقت للإنتقال إلى دولة لبنانية جديدةquot;، نافيًا ما يتردد عن أن حزب quot;الكتائبquot; طرح الفدرالية.

الجميل الذي أكد مطالبة الكتائب بوزيرين في الحكومة العتيدة، إعتبر أن quot;موضوع تشكيل الحكومة أصبح مملاً، والطريقة التي تتمّ فيها عملية التشكيل تؤسس لحكومة تصريف أعمال جديدة.. ونحن في الأساس من الداعين إلى حكومة أكثريةquot;، وأضاف: quot;نحن واصلون إلى تسوية نلغي فيها مجلس النواب لأننا بذلك نبني مجلس نواب صغيرًا داخل الحكومة، وبالتالي لا يكون هناك فصل للسلطات، ومن ناحية أخرى سنعود إلى مرحلة التعطيل كلّما اختلفنا على أمر، وهو مشهد قائم منذ العام 1958quot;.

الجميل لفت إلى أن quot;رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يحاول تفادي المشاكل، في حين هناك فريق في لبنان يخيّر الرئيس سليمان بين المشاكل أو الخضوع إلى إرادته ويهدّد بوضوحquot;، مذكّرا في هذا المجال بـquot;ما قاله السيد حسن نصرالله في الإنتخابات: المطلوب ألا تنسوا 7 أيارquot;.

واعتبر الجميل، أن قوى الرابع عشر من آذار quot;لم تربح الانتخابات بالمعنى الحقيقي، لأن المناصفة عند المسيحيين أبقت شكًا ما، حيث نصف المسيحيين لا يزالون يدعمون quot;حزب اللهquot; لأنهم صوّتوا مع خيار الجنرال عونquot;، مضيفًا: quot;لو حسم المسيحيون خيارهم بجانب 14 آذار لما عشنا المشاكل التي نعيشها اليومquot;، معتبرًا أن quot;المشكلة تخطّت 14 آذار و8 آذار وتبيّن أن الأزمة هي في العمقquot;.

وإذ أشار الى أن quot;هناك هواجس يتكلّم عنها العماد عون حرّكت بعض المشاعر عند المسيحيينquot;، دعا الجميل إلى quot;الحوار حولهاquot;، وقال: quot;أنا أعترف أن نصف المسيحيين صوّتوا في الجانب الآخر، وعلينا أن نسأل ما سبب هذا الأمر؟quot;.

وأكّد الجميل على أن quot;هناك إمكانية أن يلتقي المسيحيون على نقاط واضحة، جزء منها طرحها العماد عون في برنامجه وجزء منها طرحناه نحن وquot;القوات اللبنانيةquot; في برنامجناquot;، مشيرًا إلى أن quot;موقف العماد عون إلى جانب quot;حزب اللهquot; دفع الحزب إلى التشدّد في موقفهquot;، وتابع:quot;لدى quot;حزب اللهquot; مطالب داخلية، وأنا أقول إن بعضها محق، ونحن نقول له بدلاً من استعمال السلاح تكلم معنا، فنحن لبنانييون مثلك ونريد مصلحتكquot;، معتبرًا أنه quot;لا شك بأن الطائفة الشيعية تشعر بغبن، وهي تطالب بمطالب معينة وإذا كانوا يريدون المثالثة، علمًا أنها تمارس الآن، فليطرحوها بوضوح على طاولة الحوارquot;.

ولجهة سلاح المقاومة وكيفية معالجته في البيان الوزاري، كشف الجميل، أن quot;هناك جوًا في quot;الكتائبquot; بعدم المشاركة في الحكومة في حال كان هناك غطاء لسلاح quot;حزب اللهquot;، موضحًا بالقول: quot;إذا كانت هناك تطمينات بعدم نزع السلاح بالقوة فهذا أمر نحن نؤيده، أما إذا كان البيان الوزاري يشكل غطاءً ويشرعن سلاح المقاومة بحيث تتبناه الدولة، فهناك حديث جدي في داخل الكتائب بعدم المشاركةquot;.

زوّار بعبدا: عدم قيام حكومة يضعنا أمام أزمة سياسية

وفي المواقف نقل زوار قصر بعبدا عن رئيس الجمهورية لصحيفة quot;النهارquot; امس قوله quot;إن القمة السعودية ndash; السورية وفرت المناخ الايجابي الذي على افرقاء الداخل ان يفيدوا منه من اجل تبادل التضحيات بما يؤدي الى قيام حكومة في اسرع وقت ممكن كي تمسك بزمام الامور في البلد، لأنه في حال عدم قيام هذه الحكومة فإننا امام ازمة سياسية مفتوحة قد تترك انعكاساتها على الوضع الامني الهشquot;. وعلمت quot;النهارquot; ان الرئيس سليمان سيقوم السبت المقبل بزيارة لمدينة طرابلس في اطار مناسبة سيعلن عنها لاحقًا.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة quot;البيرقquot; عن زوار الرئيس ميشال سليمان تأكيده رفض اي صيغة حكومية غير صيغة 15 + 10 + 5، كما اعلن انه مع حق كل طرف ان يختار وزراءه، لا ان يتم اختيارهم من طرف ثالث او من خارج الكتلة التي ينتمون اليها، معتبرا صيغة الـ15 + 10 + 5 وتوزير الراسبين واحقية الكتل في اختيار وزرائها هي الحل.