الحريري يدخل حكومته الأولى بعد quot;بناء الثقةquot; مع المعارضة

تساؤلات ما إذا كان هناك تأخير أو تسهيل في صياغة البيان الوزاري

يتجه حزب الكتائب خلال إجتماع مكتبه السياسي عند الساعة الخامسة من مساء اليوم بتوقيت بيروت إلى إعلان إنضمام ممثله سليم الصايغ إلى الحكومة وتولي وزارة الشؤون الاجتماعية بعد الموقف الإعتراضي الذي أعلنه الحزب طوال نهار أمس، إثر صدور مراسيم التشكيلة الوزارية الجديدة والتلويح بالانسحاب منها، إحتجاجًا على عدم حصوله على وزارة التربية التي كان وعد بها من قبل الرئيس سعد الحريري على حد قول قيادي بارز في quot;الكتائبquot;.

بيروت: يروي قيادي بارز في الكتائب لـquot;إيلافquot;إنّ المحادثات التي اجراها رئيس الجمهورية الأسبق رئيس حزب الكتائب الشيخ أمين الجميل مع الرئيس المكلف في الاسبوع الماضي لم يبدُ خلالها الأخير معترضًا على مطلب الحزب بان تسند إليه وزارة التربية وان كان مترددًا بعض الشيء بانتظار ان يستكمل عملية توزيع الحقائب والاسماء على باقي الوزارء. الا ان المفاجأة كانت في انقطاع الاتصالات المباشرة بين بيت الوسط (مقر الحريري) والصيفي (مقر حزب الكتائب) قبل يومين من ولادة الحكومة، وقد علمنا حصولنا على وزارة الشؤون الاجتماعية خلال تلاوة الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي المراسيم من قصر بعبدا مساء الإثنين الماضي.

ويتحدث القيادي البارز في حزب الكتائب عن الصدمة التي تلقاها الحزب لدى سماعه النبأ ويشير الى انها لم تكن الأولى بل الثانية على مدى الأيام القليلة الماضية وذلك بعد رفض الحريري اقتراح الرئيس الجميل توزير مستشاره السياسي الزميل سجعان القزي بحجة رسوب الأخير في الانتخابات النيابية الأخيرة وعملاً بقرار الحريري عدم توزير الراسبين وان استثنى في ذلك الوزير جبران باسيل صهر رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لاسباب واعتبارات لم تعد خافية على احد.

ويكشف هذا القيادي ان المعلومات التي توفرت عن سبب رفض الحريري وضع وزارة التربية بين يدي الحزب جاء إثر تبلغه فحوى الحديث الذي ادلى به النائب سامي الجميل الى محطةquot;L.B.C.Iquot; صباح يوم الأحد خصوصاً لجهة قولهquot; بان الحزب يعتبر وزارة التربية اساسية اذ من خلالها يمكن التأثير على قرارات الشباب اللبناني لجهة بقائهم في لبنانquot;. واشارته الىquot; ان موضوع كتاب التاريخ يعد من اولويات الحزب الذي يعتبر ان عليه ان يخضع لورشة كبيرة يتم على اساسها كتابة التاريخ اللبناني بشكل ينصف الجميع ويحترم تضحياتهم في سبيل لبنانquot;.

ويذكر القيادي الكتائبي هنا الى ان كلام الجميل الإبن احدثquot; نقزةquot; لدى الرئيس الحريري لما قد تثيره مسألة كتابة التاريخ كما وردت من حساسيات لدى شرائح واسعة في المجتمع اللبناني التي تعتبرquot;الكتائبquot; طرفًا اساسيًا في الصراع الذي شهده لبنان طوال سنوات الحرب الأهليةquot;. كذلك تردد في هذا الاطار ان قيادات ومراجع دينية اسلامية نبهت الحريري لهذا الأمر.

ويؤكد هذا القيادي انquot;الضربتين الموجعتينquot; اللتين سجلتا في البيت الكتائبي لا يمكن تخطيهما بسهولة نتيجة الغضب العارم الذي عبر عنه جمهور الكتائب منذ اللحظات الأولى لاعلان الحكومة وهذا ما بدا واضحًا لكل من زار مقر الحزب يوم أمس وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري الذي كان لحضوره أثر طيب من شأنه ان يساهم في المساعي الجارية لمعالجة موضوع المشاركة في الحكومة.

هذا ومن المقرر ان يبحث الاجتماع المشار اليه سابقًا في مسألتين رئيستين، الأولى موقف الحزب من التحاقه بالحكومة القبول بوزارة الشؤون الاجتماعية، والثانية موقعه في فريق 14 آذار واذا ما كان عليه الانسحاب منه او الاكتفاء بالاعتراض على ادائه خصوصًا في عملية تشكيل الحكومة.

واذا كان القرار في المسألة الثانية غير واضح المعالم بعد فإنّ المسألة الأولى باتت محسومة على ما يبدو وتقضي بقبولquot; الكتائبquot; بالوزارة المسندة لهم بعد ان حصلوا على وعود قاطعة من قبل رئيس الحكومة بتعزيز دورها وتوسيع صلاحياتها...