يحذر خبراء صحة عراقيون من انتشار ظاهرة جيف المواشي وبقايا الحيوانات التي تلقى في الأنهر ، مما يتسبب في انتشار الأوبئة.


حذررئيس لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة ذي قار( 375 كم جنوبي العاصمة بغداد) حسن الأسدي ، حيث يقول ان انتشار الأوبئة بين سكان مناطق الاهوار يتفاقم بسبب قيام عدد من مربي المواشي بإلقاء جيف المواشي النافقة في نهر الفرات. ولا يقتصر الامر على مربي المواشي فحسب ، بل يشمل الامر المواطنون العاديون والقصابون ايضا الذين يلقون بالبقايا الحيوانية في الأنهر .
والقضية الاخطر في هذا الصدد بحسب الناشط البيئي رعد هادي ان الانهر الكبيرة تشهد هذه الظاهرة بعدما كان الامر مقتصرا على الجداول المائية والترع الصغيرة . ويضيف : تعاني الأهوار من هذه الظاهرة بشكل ملحوظ .
وبحسب الأسدي فان نفوق العشرات من رؤوس الجاموس والأبقار يعود الى انتشار الأوبئة وافتقار المستوصفات البيطرية إلى ابسط متطلبات العلاج . ويروي ابو عصام عن اصابة افراد اسرته بالتسمم وحالات الاسهال بسبب تلوث المياه من جراء جيف الحيوانات ، فقد اثبتت الفحوصات المختبرية ان الماء كان السبب في ذلك .
وبحسب الطبيب على حسن فان تفشي الأمراض والأوبئة ، يصبح امرا اكيدا اذا امتزجت المياه الملوثة بمجمعات مياه الشرب . وبسبب جدية خطورة الظاهرة فقد سعت الجهات المعنية بضمنها وزارة الموارد المائية الى غلق مجرى نهر الفرات في المنطقة المحصورة بين بلدتي الجبايش والمدينة. وفي محافظة كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) يتحدث مصطفى محمد عن القاء نحو عشرة جثث لحيوانات نافقة بسبب اصابتها بمرض الحمى القلاعية حيث أُلقى بها اصحابها في مياه نهر الحسينية تخلصا منها .
ومما يزيد المشكلة تعقيدا ان الكثير من اهالي القرى والأرياف يستخدمون مياه النهر من دون تعقيم ، بل ومن دون حتى تسخينه مما يجعل من انتقال الميكروبات امرا ممكنا . وفي الكثير من الحالات فان جزارين ومواطنين ،يعرضون لحوم حيوانات نافقة ومذبوحة خارج المجزر غير صالحة للاستخدام الآدمي.
وفي المناطق المحيطة بالمجازر ، وكذلك في مرمى النفايات، وفي هوامش المدن ، تصدر من جيف الماشية النافقة رائحة تزكم الانوف مما ينذر بكارثة بيئية وصحية لمرتادي هذه الأماكن أو الساكنين في الأحياء القريبة منها. ويتحدث الطبيب كريم جعفر عن ان اغلب أسواق الماشية واللحوم تعاني من وطأة الإهمال ، وغالبا ما تكون مصدرا للكثير من الامراض بسبب انبعاث الروائح الكريهة.
ويشير المواطن احمد العتابي الى منظر الكلاب الميتة بعد قتلها من قبل مواطنين ترمى عند اطراف المدن او حتى في أماكن القمامة المفتوحة. وفي منظر اخر يشير احمد الى الكلاب في أسواق الماشية التي تتجول بحثا عن الجيف . وفي هور (الدملج) في الديوانية (193 كلم جنوبي بغداد) تطفو على سطح الهور نحو عشرة جثث من الحيوانات الميتة من كلاب ومواشي .
المراقب الصحي زكي حسن يؤكد ان الخطوة الاولى في منع انتشار الاوبئة منع إلقاء جيف الحيوانات في الأنهار والترع والاهوار و تفعيل القوانين المتعلقة بذلك . وفي ذات الوقت فان من الضروري ، بحسب حسن ، رفع مناسيب الانهر التي تتراكم فيها المياه لفترة طويلة وهي تحتوي على الكثير من الاحياء الميتة .
ويشير ايضا الى ضرورة وجود مكان مخصص لرمي النفايات والأوساخ وبقايا الحيوانات تتوفر فيه شرط صحية . وبحسب رعد حميد فان اسواق الماشية تمثل رافدا من روافد التنمية الاقتصادية ومن الواجب تحصينها من انتشار الاوبئة ، عبر التخلص بطريقة علمية وصحية من الحيوانات النافقة سواء الحوادث او الامراض.
ويتابع : عدم دفن الحيوانات المصابة بالحمي القلاعية في المدافن الصحية يؤدي الى انتشار الاوبئة بسبب انتقال الفيروسات في الهواء. ويقترح حميد حلا يعتبره مثاليا وهو زيادة اعداد المحارق لجثث الحيوانات النافقة، لتامين تخلصا آمنا من الجثث. كما يحذر حميد ايضا من لجوء البعض الى استخدام شبكات الصرف الصحي في التخلص من بقايا الحيوانات مما يتسبب في زيادة فرص انتشار الاوبئة. وفي حالة توفر الحرق ، فان الدفن ، بحسب حميد يمثل مخرجا امنا لإبقائها بعيدا عن الانسان.