السكري من الأمراض التي لاتعرف عمرا او جنسا، فهو يصيب الرضيع كما الأطفال والبالغين ويعتبر من أكثر الأمراض شيوعا وسببه خلل في عملية الأيض في سن الطفولة، مع ذلك فانه يصيب كل الأعمار وحتى المتقدمين في السن، ولهذا يجب إعطاء أهمية كبيرة لانه يرافق المصاب طوال حياته.

السكري نوعان الأول ويسمى السكري نموذج 1 وسببه قلة إفرازات هرمون الانسولين، ويبدأ في سن مبكرة وأيضا مع الأطفال، ما يجعل طفولتهم صعبة اذا لم يتعاون الوالدان مع الطبيب كي يعتاد الطفل المصاب على نظام أكل معين ونمط حياة معين أيضا. وبعكس النموذج 1 فان الجسم عند الاصابة بالسكري نموذج 2 ينتج هرمون الانسولين، لكن الخلايا فيه لا تتفاعل مع الأنسولين بشكل صحيح بعد ذلك، وهذا النوع يصيب الكبار في السن، مع ذلك تزداد حالات الاصابة به في وسط الاطفال والاولاد ذوي الاوزان الثقيلة جدا والشباب.
لكن المشكلة ان الكثير من الأهالي لا يعلمون باصابة أطفالهم بهذا المرض لاعتقادهم بانهم صغار ولا يمكن الاصابة به، وعندما يدركون ذلك يقفون حائرين لجهلهم كيفية التصرف. فهم لم يصابوا سابقا به ولا خلفية لديهم عنه، لذا كثرت في المانيا الندوات وتوزيع كتيبات لتعريف الأهل بعوارض السكري والكشف عنه ليس فقط عند إصابة الطفل بل والرضيع أيضا لانه من الأمراض المتوارثة او التي تبدأ في سن مبكرة جدا.
وهنا يقول الدكتور غرهارد لوبيكي طبيب الغدد والسكري في ميونيخ قبل التطرق الى التفاصيل التي جمعتها طوال سنوات عن السكري اريد ان انوه بان لا مزاح مع هذا المرض ويجب الاسراع لاستشارة الطبيب عند ظهور اي عارض على الطفل يشير الى احتمال اصابته به، وما هو معروف اليوم ان الوليد الذي يتعدى وزنه الوزن العادي عند الولادة يكون معرضا اكثر من غيره للاصابة بالسكري.
ومن الأعراض المهمة للسكري التي يجب ان يؤخذها الوالدان بعين الاعتبار والاسراع بجراء التحاليل اللازمة : كثرة التبول لدى الرضيع والكمية التي يتبولها ما يدعو الى تغير حفاضاته
باستمرار وعطشه الشديد وشربه الماء بكميات كبيرة بالنسبة لسنه وحجمه وجفاف فمه وظهور علامات التعب الدائم عليه وقلة الحركة وفقدان الوزن. وفي حالة عدم الاكتشاف وعدم العلاج السريع يصاب الرضيع باعراض ارتفاع السكر وآلام في البطن وقيء وقلق وبكاء وضيق في التنفس وزيادة في سرعة التنفس مع خروج رائحة quot; استون quot; من الفم وهي رائحة مميزة تشبه رائحة التفاح العفن وعند ارتفاع نسبة السكري كثيرا جدا يصاب الطفل بالغيبوبة، لذا يجب الاسراع بنقله الى المستشفى من اجل اجراء ما يسمى بمسحquot; سكرينيغquot; للكشف عن حالة الكبد وعمله وأعضاء اخرى لها علاقة بمرض السكري. مع ذلك ينصح لوبيكي باجراء الفحوصات اللازمة للرضيع منذ الولادة اذا كان المرض جينيا اي وجود اصابات لدى افراد العائلة، كذلك الاسراع بإجراء تحليل دم وبول للطفل عند وجود أي شك باحتمال إصابته بالمرض.