يستعيض الضرير بحاسة الشم لتغذية الميول الجنسية لديه إلا أن الشعور لا يختلف عن المبصر خاصة في ذروة العلاقة الجنسية كون غالبية البشر تغمض عينيها خلال الممارسة الجنسية.


من الصعب على المرء المبصر ان يفهم كيف يكون شعور الأعمى بنفسه، لان الشعور عند إغماض العينين لبرهة ومحاولة السير في أرجاء الغرفة او على الرصيف يختلف كل الاختلاف عن شعور الانسان الأعمى الذي عليه أن يقضي بقية عمره محروما من نعمة البصر. وفي هذا الصدد، تقول الدكتور يوهانا لوف اولاف المتخصصة بالعلوم النفسية في برلين، ينقسم العميان الى فئتين: فئة المصابين بالعمى الجزئي والفئة الثانية العمى الكلي. ومن المشكوك فيه ان تكون القدرة الجنسية عند الأعمى مختلفة عن قدرة المبصر، ولكن اختلاف الظروف بين هذا وذاك وتباين المشاعر العاطفية تضفي على النواحي الجنسية معاني تختلف بين الأعمى والبصير.

غير ان هذا الفرق بين الفتيان العميان أقل منه مقارنة مع الفتيات الضريرات. ولا يمكن إغفال الناحية الاجتماعية من هذا الامر، فالشاب الضرير يمتاز عن الشابة الضريرة بانه يستطيع حتى على الرغم من عاهته ان يختار شريكة حياته من بين الفتيات اللواتي يختلط بهن، ان كان هناك اختلاط في بيئته. كما وان زواج الضرير حتى في المجتمعات الغربية أسهل من زواج الشابة الضريرة، والسبب في ذلك النظر الى المصاعب المالية التي قد تعانيها الضريرة كالحصول على مكان عمل، لكن بشكل عام أصبح وضع الاثنين اسهل من السابق بعد امكانية تدريسهم وتأهيلهم أيضا في الجامعات والمدارس العليا.
وقد يشعر الضرير او الضريرة في مستهل مرحلة البلوغ انه لا يستطع الالحاح على زميلاته بالتحدث اليهن او مصادقتهن اذا اصيب باول صدمة على يد إحدى الفتيات، فهو عندها قد يشعر بالألم فينطوي على نفسه، غير ان والديه يستطيعان ان يخففا عنه ألمه بالقول ان المنافسة على الفتيات موجودة ايضا بين الشباب المبصرين، وانه قلما تزوج شاب من الفتاة التي رغب فيها اول مرة، وان حالته من هذه الناحية لا تختلف عن حالة أي مبصر،وانه يستطيع التغلب على مصاعبه بتنمية مواهبه لممارسة عمل يستطيعه او يتعلمه.


لكن بالنسبة إلى الفتاة الضريرة فالامر صعب بعض الشيء وخاصة في المجتمعات التقليدية.فصعوبة بناء علاقة تتضاعف الى درجة كبيرة وتزداد الامور تعقيدا عند التحاق الفتاة الضريرة بالمدرسة، فان أولياء امرها يصرون على إدارة المدرسة بان تضاعف أساليب الحماية لها خشية ان تقع فريسة سهلة، وتكون النتيجة الطبيعية لذلك هي التشدد في إجراءات الحماية ومحاسبة الفتاة الضريرة على كل خطوة تقوم بها، وهذا يؤدي الى بقاء الفتاة جاهلة لأمور الحياة ما يسهل وقوعها في مشاكل جنسية ايضا بدلا من توفير الحماية الصحيحة لها.

لكن ماذا عن الشعور بالجنس او المشاعر الجنسية للضرير؟
هنا تقول الطبيبة لوف اولاف ان الرغبات الجنسية عند الشاب الضرير او الشابة الضريرة تتركز تركيزا قويا في الحواس الأخرى. فالرائحة التي تعتبر في الأحوال الطبيعية من المصادر الرئيسة للانجذاب او النفور الجنسي قد تكون من المحرضات الجنسية القوية لدى الضرير، ذلك لان الحواس لدى الذين يولدون أكفاء او يصابون بالعمى في سن مبكرة تتطور وتقوى بدافع من الحاجة الى التعويض عن النفس بقوة مستمدة من الضعف، quot; اي مبدأ التعويض عن شيء مهم فقدquot;. لكن لا ينطبق هذا القول على الشخص المصاب بالعمى الجزئي ، فهو يحاول ان يعتمد على ما تبقى من حاسة البصر لديه عند الاستغراق في الجنس، كما هو حاله بالنسبة إلى بقية وظائف الحياة.

وما لا شك فيه ان الاعمى يود ان يكون شريك حياته مقبولا لدى الآخرين ممن يحيطون به من أفراد المجتمع، ومع ذلك فان المظهر البصري الخارجي لهذا الشريك ليس له أي اثر على الاقبال الجنسي عند الأعمى، فشأنه في ذلك شأن المبصر يسعى إلى إرضاء نوازعه المختلفة بما في ذلك الجنس بطريقة مقبولة من طرق التعبير، وحاسة البصر عند تأجج العاطفة لا تلعب دورا هاما في الاشباع الجنسي، وفي ذلك يستوي الاعمى والمبصر ( فاغلب الناس يغمضون اعينهم عند ممارسة الجنس). وحسب الطبيبة هناك ناحية لا بد من ذكرها في هذا المجال وهي انه اذا كان العمى وراثيا فمن الضروري منع انتقال المرض من جيل الى جيل،وذلك عن طريق التعقيم الجراحي، فان ذلك يزيح عن كاهل الاعمى وشريك حياته حملا ثقيلا لخوفهما من انتقال الآفة الى أولادهم وأحفادهم.