أكدت دراسة تشيكية حديثة بان تلوث الهواء الناجم عن استخدام ما يسمى بالمحروقات الجامدة يؤثر بشكل سلبي وملموس على عملية الحمل لدى النساء وعلى نوعيه السائل المنوي لدى الرجال .

ذكر الباحث راديم شرام من معهد الطب التجريبي التشيكي التابع لأكاديمية العلوم أن الباحثين من المعهد قد تابعوا نوعية السائل المنوي لعناصر الشرطة في الشتاء حين يتم التدفئة بشكل كبير فتبين لهم بان نوعية السائل المنوي قد تراجعت بشكل ملموس لديهم مقارنة بالوضع الذي سجل في أشهر الربيع و الصيف. وأشار إلى أن حراس الشرطة في المدن قد تم اختيارهم لأنهم من الموظفين الذين يمضون معظم أوقاتهم في العمل خارج المكاتب لافتا إلى أن الدراسة استمرت لفترة طويلة وركزت على تأثير نوعية الهواء على المقدرة على الإنجاب .
وأضاف انه كان يظن حتى الآن أن مادة بينزوبيرون يمكن لها أن تظهر فقط خلال نشوء الأورام السرطانية أما البحث الجديد فقد أظهر وجودها عند الأمهات والمواليد الجدد في المناطق التي يرتفع فيها التلوث. وأشار إلى أن وجود معدلات مختلفة من هذه المواد في الشتاء يرتبط بنوعية الجينات الموجودة لدى المواليد الجدد ولاسيما الجينات التي لها علاقة بالمناعة .
وأكد أن تأثير التلوث لا يظهر على المولودين الجدد فقط وإنما أيضا على بدء الحمل أصلا مشيرا إلى أن 50 بالمئة من حالات العقم لدى الزوجين سببها الرجال الذين يتعكر السائل المنوي لديهم من جراء ذلك ولاسيما رؤوس الحمض النووي القادرة على تخصيب البويضات .
وأكد بان البحث قد أثبت بان التلوث يضر المواليد الذي لا يزالون في أرحام أمهاتهم حيث يزيد خطر ولادتهم بأوزان أقل بشكل مشابه لمواليد الأمهات الحوامل المدخنات. وأضاف بأنه قد لوحظ أيضا بان الأطفال يلدون بوظائف غير كافية الأمر الذي يظهر لاحقا في العمر المتوسطي لهم ولاسيما على شكل أمراض قلبية لديهم. ورأى أن على الدولة أن تهتم بتحسين نوعية الهواء من خلال توسيع استخدام الغاز في التدفئة والحد من عمليات التدفئة بالمواد التي تثقل الجو وتلوثه .