قبل قرابة 35 عاما على أول تجربة تتعلق بتبادل الرسائل بين جهازي كمبيوتر، تنبأ عالم بلجيكي متخصص في مجال المعلومات بهذا المشروع. فقال إن مكتب المستقبل سيستغني عن مختلف الأشكال الورقية ويستعيض منها بهاتف وشاشة. ولهذا يُرجع تاريخ الإنترنت اليه الآن.


عندما تحدث عالم بلجيكي اسمه بول اوتليت في ثلاثينات القرن الماضي عن مشروع يجمع الهاتف وشاشة لعرض الصور، فقد كان يسبق عصره بسنوات طويلة ويشير تحدادا الى ثورة الإنترنت التكنولوجية كما نعرفها.

وبينما يوجد بيننا اليوم من يمثل الإنترنت جزءا من العالم الذي ولدوا فيه، فإن العدد الأكبر يتذكر هذا العالم من دون إنترنت على الإطلاق. لكن اوتليت استطاع في العام 1934 أن يستبق المستقبل بوصفه لشبكة من laquo;الطرق السريعةraquo; مهمتها نقل المعلومات من جزء الى آخر في لمح البصر.

فقد أورد موقع TechNewsDaily.com laquo;تيك نيوز ديلي دوت كومraquo; ورود اسم بول اوتليت في المنتديات التي عجّ بها laquo;مهرجان العلوم العالميraquo; الأخير في نيويورك عن تاريخ الإنترنت وحاضره ومستقبله. وتقليديا يُعتبر هذا العالم أبا علوم الإعلام. لكنّ الأكثر من هذا الآن هو أن إعادة النظر في دراسة له بعنوان laquo;مواثيق التوثيقraquo; تقول إنه كان يتحدث في الواقع عن أقرب شيء الى الإنترنت كما نعرفه اليوم.

وعلى سبيل المثال، فهو يقول عمّا يمكن وصفه بالكمبيوتر الشخصي في أماكن العمل: laquo;المكتب في العالم الحديث لا يعجّ بالأوراق والملفات والكتب. وبدلا من هذه يجد المرء جهازا للهاتف ينقل السؤال وشاشة تأتي بالرد من مستودع ضخم للمعلومات مخصص لهذا الغرضraquo;.

ومضى ليقول إن الشاشة نفسها laquo;يمكن تقسيمها الى مساحات يظهر كل منها قدرا من المعلومات من نصوص الكتب والوثائق والدراسات وغيرهاraquo;... فكأنه يصف ما يسمي tabs (الأقسام) التي قد يجدها متصفح الإنترنت اليوم. وقد أطلق على تصوره هذا اسم laquo;الكتاب المتلفزraquo;. والمتتبع لتاريخ الإنترنت يجد أن هذه الأفكار بدأت تخرج الى حيز الواقع بعد قرابة 35 عاما على هذا التنبؤ. فقد كانت البدايات بالطبع في أواخر الستينات عندما عُرف للمرة الأولى كمشروع عسكري أميركي. ووقتها استخدم نظام يسمى ARPANet لتبادل رسائل بسيطة المحتوى بين جهازي كمبيوتر وضعا جنبا الى جنب الساعة العشارة والنصف من صباح 29 تشرين الأول(أكتوبر) 1969 في جامعة laquo;يو سي إل ايهraquo; في كاليفورينا. وهكذا تحقق حلم لم يكن وليد اللحظة وإنما بدأ العام 1934 تحديدا.