أشار تقرير بحثي حديث إلى حدوث انتكاسة لعلاج واعد جديد كان يُعوِّل عليه الأطباء الكثير لمواجهة مرض ارتفاع ضغط الدم في واحدة من الدراسات الدقيقة الكبرى.


كان ينطوي العلاج الجديد، الذي عُرف بـ "إزالة التعصيب الكلوي"، على إدخال أنبوب عبر الأوعية الدموية بداخل الشرايين الكلوية، ومن ثم الانطلاق بها بطاقة موجات الراديو لقتل النهايات العصبية. وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن ذلك العلاج الثوري قد ينقذ حياة الآلاف من الأشخاص، بالاتساق مع التقديرات التي تشير إلى أن هناك 67 مليون شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم في الولايات المتحدة، منهم 10 % غير قادرين على السيطرة على حالتهم باستخدام الأدوية.

وسبق أن سجلت البحوث الأولية حدوث انخفاضات مذهلة بضغط الدم بعد الخضوع للعلاج، حيث سُجِّل انخفاض بقيمة وصلت إلى 30 % بالضغط الانقباضي، وهي أعلى نسبة في قراءة ضغط الدم. وهو ما كان مصدر تفاءل بذلك العلاج لدرجة أن أكثر من 80 دولة حول العالم اعتمدته كعلاج موثوق يخضع له الآن الآلاف من المرضى. ومع هذا، فانه لم يُعتَمَد في الولايات المتحدة، وكل من يخضعون هناك لهذا العلاج الآن هم في الأساس الأشخاص الذين يشاركون بتجارب سريرية ذات صلة بهذا الأمر.

وفحصت تلك الدراسة الجديدة 535 مريضاً يعانون من مشكلة مقاومة أجسامهم لعلاجات ارتفاع ضغط الدم. ووافقوا جميعهم على الخضوع إما لعلاج إزالة التعصيب الكلوي أو لعلاج صوري يشبه العلاج الأول بشكل كبير. ولم يتم إخبار المرضى بنوع العلاج الذين خضعوا له ( الحقيقي أو المزيف ). وبعد مرور ستة أشهر، سجل أفراد كلا المجموعتين انخفاضات بضغط الدم من دون اكتشاف اختلافات كبيرة بين هؤلاء الذين خضعوا لعلاج إزالة التعصيب الكلوي وبين من لم يخضعوا.

ونشأت الفكرة الخاصة بعلاج " إزالة التعصيب الكلوي" من سلسلة من الدراسات التي أجريت منذ عقود وانطوت على تدابير جراحية تبين أنها عملت على خفض ضغط الدم. وقال فرانز ميسيرلي، أحد معدو التقرير البحثي الحديث، إنه يجب تهنئة الولايات المتحدة على عدم اندفاعها للتصديق على ذلك العلاج استناداً على قدر صغير من الأدلة. في المقابل، أوضح دكتور ديباك بهات، وهو معد الدراسة التي كانت تسعى لإثبات فعالية هذا العلاج الجديد، أن النتائج السلبية الأخيرة لا يجب أن تقتل البحوث الجارية بشأن تلك الطريقة العلاجية، التي قد يكون من الضروري تنفيذها بطريقة مختلفة.