جموع من الشعب في ميدان التحرير بالقاهرة
Getty Images
جموع من الشعب في ميدان التحرير بالقاهرة

ناقشت صحف عربية الذكرى الثامنة لثورات الربيع العربي، وتساءلت عما آلت إليه. وعبر كتاب عن تشاؤم حول عودة النظم الدكتاتورية في المنطقة بينما رأى آخرون أن ثمة ثورة قادمة لا محالة لتصحيح ما آلت إليه مسارات ثورات الربيع العربي.

"تضارب الرؤى"

ويتساءل حسان الأسود في "العربي الجديد" اللندنية: "ماذا بقي من ثورات الربيع العربي؟"

ويقول: "للأسف، وبغضّ النظر عن الأسباب التي هي أكثر من أن تُحصى، لم تتمكّن شعوب بلداننا من تحقيق المهام الأساسيّة للثورات، أي لم تستطع تغيير أنظمة الحكم، الخطوة الأولى في طريق بناء الإنسان الجديد. لقد تحوّلت ثورات الربيع العربي، بحكم العنف المفرط الممارس ضدّ أهلها، إلى كابوس حقيقي، خيّم على شعوب المنطقة كلّها".

ويضيف الكاتب: "كان مقتل بعض ثورات الربيع العربي في تحوّلها من الحراك السلمي إلى العمل المسلّح، وهنا استطاعت قوى الاستبداد المرتبطة بالنظام العالمي أن تضخّ عبر أجهزة الدولة التي تتحكّم فيها، العنف المفرط الذي بدوره تحوّل إلى أداة لإعادة إنتاج أنظمةٍ شبيهةٍ بالأنظمة التي ثارت عليها الشعوب".

ويقول أحمد عثمان في الموقع نفسه: "مرَّت ثماني سنوات على انطلاقة الثورات العربية. وعلى الرغم من أن البداية انطلقت من تونس، ومن سيدي بو زيد بالتحديد، فإن ثورة مصر، وفي ميدان التحرير خصوصاً، كانت أكثر الانتفاضات أو الثورات تأثيراً، سواء في شعاراتها، أم في شكل تفجرها ومواجهاتها لأدوات النظام القمعية ولقادته".

لكنه يضيف: "اليوم، استقبل المصريون والعرب الذكرى الثامنة لثورة مصر بالتباسٍ كثير، وتضارب الرؤى. فبعد المآلات القاسية للثورات العربية، وبعد عودة النظام القديم إلى مصر بصورة أكثر كاريكاتورية وقبحاً في ديكتاتوريته وقمعه، تتوزع الآراء المعلنة للكتاب والمدونين المصريين بين اتجاهات بعضها بعيد كل البعد عن الأسباب الحقيقية لثورة 25 يناير وعن التطلعات الحقيقية للملايين التي فجرتها".

وتحت عنوان "تناقضات الحيران من تونس إلى السودان"، يشير محمد كريشان في "القدس العربي" اللندنية إلى حديث الرئيس السوداني عمر البشير والمصري عبد الفتاح السيسي عن الربيع العربي وكأنه "لعنة".

ويقول: "طبيعي ومفهوم أن يتحدث البشير أو السيسي بهذا المنطق فكلاهما يدافع عن سلطة مطلقة مضى عليها ثلاثون عاما بالنسبة إلى الأول وخمس سنوات بالنسبة إلى الثاني ولا ينويان البتة على ما يبدو التفريط فيها بسهولة، لكن ما هو غير طبيعي ولا مفهوم أن ينخرط كثير من المثقفين بتلويناتهم المختلفة في تناقضات لا حدود لها كلما تعلق الأمر بالنظر إلى الربيع العربي والمحطات التي مر بها منذ أن انطلق مسرعا من تونس ذات يوم من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2010".

"تغيير كبير قادم لا محالة"

تونسيون يحتفلون بالذكرى الثامنة لثورتهم
Getty Images
تونسيون يحتفلون بالذكرى الثامنة لثورتهم

ويقول عبد المنعم السعيد في "الشرق الأوسط" اللندنية: "إن ثورة يناير ربما كانت أسرع الثورات في تاريخ العالم التي فقدت قدسيتها وعفّتها بسرعة، ورغم أنها حصلت على مكانة في الدستور المصري لعام 2012، ثم المعدل 2014، فإنها أصبحت في صحبة ثورة أخرى في 30 يونيو 2013، هي التي دانت لها الشرعية في البلاد حتى الآن".

ويؤكد سيف الدين عبد الفتاح في موقع "عربي 21" أن التغيير قادم رغم "مساومات ومقايضات .. تمت على حساب هذه الثورة، ما بين نخبة .. انفصلت عن آمال شعبها ونخب .. لم تكن على مستوى تلك الحالة الثورية بمعطياتها ومتطلباتها وموجباتها".

ويقول: "لقد آلت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه على كافة المستويات الاقتصادية والمعاشية، الاجتماعية والمجتمعية، السياسية والحقوقية، بل وكذلك على مستوى ما آلت إليه الثقافة والحياة الإعلامية والعامة".

ويضيف: "إن الشعور العام بما آلت إليه الأمور من تدهور وانكسار إنما تشكل مع معامل الغضب التي تزايدت وتراكمت، فتشكل زادا لكل هؤلاء الذين يؤمنون بأن تغييراً كبيراً أمر قادم لا محالة، وأن ثورة قادمة تلوح في الأفق لا بد وأن تحدث لتصحيح الأوضاع ولإيقاف هذا السقوط الكبير للبلاد والعباد".