صورة أرشيفية تظهر مسيرة لمناهضة العنف ضد النساء إثر مقتل امرأة كويتية بمنطقة صباح السالم أواخر أبريل /نيسان الماضي.
Getty Images

على مدى الأيام القليلة الماضية، انشغل نشطاء كويتيون ومهتمون بقضايا المرأة بخبر يفيد بـ "إيقاف مجموعة من الفتيات بتهمة تعليق لافتات على الشوارع تندد بالعنف المسلط على النساء".

وكان مغردون كويتيون قد تداولوا صورا قالوا إنها "تظهراستبدال لافتات في أحد الشوارع الرئيسية، بأخرى سٌجلت عليها أسماء نساء ضحايا عنف".

انتشرت تلك الصور، التي لم تتمكن بي بي سي من التأكد منها بشكل مستقل، على نطاق واسع خلال 24 ساعة الماضية وأعيد تداولها عشرات المرات مرفقة بوسوم مثل: "#اطلاق_سراح_البنتين و#اطلقوا_سراح_البنتين و#تعليق_اللوحات_ليست_جريمة".

ونقلت تلك الوسوم تفاصيل ومعلومات متضاربة للقصة.

وانقسم المغردون بين مشكك في القصة يتهم الحركات النسوية بتضخيمها ومصدق يطالب بالإفراج عن الفتيات وبحماية النساء من العنف.

وقد أٌسندت للموقوفين تهمة إزعاج السلطات، وفق ما ذكرته مواقع إخبارية كويتية.

ما نشرته الصحف الكويتية من تفاصيل حول الواقعة لم ينه حالة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

فمن المغردين من احتفى بخبر الإفراج عن المتهمين وأشاد بسرعة وجاهزية الشرطة في التعامل مع هذه الحالات .

في المقابل، ثمة من شكك في خبر إطلاق سراح الموقوفين مشيرا إلى أن "القضية لا تزال متواصلة ولم تحفظ بعد".

ولم تتمكن بي بي سي من التأكد من صحة المعلومة. كذلك، لم يرد أي تعليق رسمي بشأن القضية.

وفي حديثه معنا، قال المحامي سعد مشرف:" لقد تم فعلا إخلاء سبيل المتهمين المضبوطين مقابل ضمان مالي إلى أن تنتهي المحاكمة في حين لا يزال البحث جار عن متهمة أخرى".

وسيحال الموقوفون إلى محكمة الجنح لأن التهمة الموجهة لهم هي إزعاج السلطات، حسبما ذكره مشرف الذي يتوقع أن يحصلوا جميعهم على البراءة .

"فرصة للحديث عن مسلسل العنف المتواصل"

تجاوز اهتمام بعض الكويتيين بالقضية الحديث عن التفاصيل لينطلق نقاش جاد حول وضع المرأة وحرية التعبير.

فقد اعتبر مغردون إيقاف المتهمين انعكاسا لوضع الحريات في البلد.

كما تحدث آخرون عن "محاولات للتعتيم على القضية باعتبارها نقلة نوعية في الحراك النسوي الذي طالما تعرض لحملات لكتم صوته في كل تٌسجل فيها جريمة عنف جديدة المرأة" وفق تعبيرهم.

وأبدى كثيرون إعجابهم بفكرة تعليق لوحات تحمل أسماء المعنفات وعدوها طريقة حضارية للتوعية بظاهرة العنف ضد النساء.

كما انتقد مغردون آخرون الاستجابة السريعة التي أبدتها السلطات لإيقاف الفتيات مقارنة بتباطئهم في الدفاع عن بنات جنسهن" وفق تعبيرهم.

وتتذمر ناشطات كويتيات باستمرار من ارتفاع معدلات العنف ضد المرأة، ملقيات اللوم على "المعتقدات القبلية وضعف المنظومة القانونية، والتستر الإعلامي والسياسي على مثل هذ القضايا".

على النقيض، يصف مغردون ما يجري بالحالات الفردية مؤكدين "فعالية القوانين الكويتية وناجعتها للتصدي لكافة أشكال التمييز والعنف ضد النساء".

وفي أواخر العام الماضي، صدق مجلس الأمة الكويتي على قانون الحماية من العنف الأسري وإنشاء مراكز لإيواء ضحاياه.

وعلى الرغم من تفاؤل الكويتيين بالقانون الجديد واحتفالهم به، فإن قطاعا آخر منهم لا يزال يتخوف من أن يبقى مجرد حبر على ورق.

وقد اهتزت الكويت في السنوات الأخيرة على وقع سلسلة من جرائم راحت ضحيتها العديد من النساء على يد ذويهم.

ولعل أبرزها قضية شيخة العجمي التي قتل على يد شقيقها العام الماضي.