تجذب العاصمة البحرينية المنامة، التي لقبت بعاصمة السياحة الخليجية لعام 2024، نجوم كرة القدم العالميين مثل كريستيانو رونالدو ونيمار وكريم بنزيمة
إيلاف من لندن: تُتوّج المنامة، عاصمة مملكة البحرين، بجدارة بلقب عاصمة السياحة الخليجية لعام 2024، وذلك بفضل ما تتمتع به من تاريخ غني يمتد لأكثر من 5000 عام، وتنوع ثقافي، وجمال طبيعي، وبنية تحتية حديثة، ما يجعلها وجهة مفضلة لنجوم كرة القدم العالميين، مثل كريستيانو رونالدو ونيمار وكريم بنزيمة، لقضاء عطلة مريحة أو الاستمتاع بأوقات صاخبة في النوادي الليلية.
وتقدم البحرين لنجوم كرة القدم حياة اجتماعية نشطة، حيث يفضل رونالدو زيارة النوادي الليلية في المنامة، في حين يقضي نيمار عطلات نهاية الأسبوع هناك مع الأصدقاء.
تكامل سياحي مع السعودية
وتجذب البحرين الزوار من دول مجلس التعاون، بما في ذلك السعوديين الذين يفصلهم عنها جسر الملك فهد بطول 26 كيلومترًا. وتنظر البحرين إلى التطور الذي تشهده السعودية في مجال السياحة على أنه عملية تكاملية بين الدولتين، ومن شأنه أن يساهم في ترسيخ مكانة البحرين على خارطة السياحية الإقليمية والدولية. وتقول وزيرة السياحة في البحرين فاطمة بنت جعفر الصيرفي إن التطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية خلق للبحرين "فرصاً واعدة لترسيخ مكانة البحرين على خارطة السياحية الإقليمية والدولية". وألمحت الوزيرة إلى أن خطة قطاع السياحة تستهدف تطوير الواجهات البحرية والشواطئ لجذب أكبر عدد من السياح من دول مجلس التعاون والأسواق العالمية، فضلاً عن تعزيز دور البحرين كوجهة سياحية لرواد الأعمال.
وبجانب الأسواق الرئيسية المرتبطة بدول مجلس التعاون الخليجي، كشفت الصيرفي عن استهداف الخطة الاستراتيجية للبحرين أسواق الهند والصين والمملكة المتحدة وألمانيا في جذب السياح.
"الناس هنا طيبون"
وتُعد البحرين وجهة مثالية للاعبي كرة القدم لمواصلة مسيرتهم المهنية، بمرافقها الرياضية الحديثة مثل استاد البحرين الوطني، الذي يستضيف مباريات دولية وفعاليات رياضية عالمية.
ويتحدث أحد لاعبي كرة القدم لصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية عن سبب اختياره اللعب في البحرين، قائلاً إن "البحرين بلد جميل وله الكثير ليقدمه. الناس هنا طيبون وودودون، وأنا أستمتع حقًا بوقتي هنا".
وبفضل النوادي الليلية والمطاعم الراقية، تجذب البحرين اللاعبين الذين يلعبون في الدوري السعودي للمحترفين، كما أنَّ لديها الكثير من الخيارات الترفيهية والثقافية التي تقدمها لزوارها وسط أجواء أكثر تحرراً من جارتها الخليجية.
ويستقر بعض لاعبي كرة القدم، من أمثال أسطورة ليفربول السابق ستيفن جيرارد، في البحرين؛ بينما يأتي البعض الآخر إليها في زيارة، مثل المهاجم البرازيلي نيمار والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.
الحداثة تعانق التقاليد
تقدم مملكة البحرين مزيجًا فريدًا من الحداثة والتقاليد، وتضم متاحف عدة تحت إدارة هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى جانب المباني الحديثة مثل مجمع مركز التجارة العالمي، وغيرها من المقاصد التي تفتح ابوابها للزائرين، للتعرف على معالم البحرين وكنوزها.
وتحتضن المنامة أعمالاً قديمة يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر، بينما ترتفع فيها المباني الجديدة مثل مجمع مركز التجارة العالمي ببرجين توأمين مكونين من 50 طابقاً، بارتفاع 240 مترًا تقريبًا.
ويزور بعض لاعبي كرة القدم المتاحف والمواقع الأثرية، فيما يشارك آخرون في الفعاليات الثقافية مثل المهرجانات والاحتفالات.
متحف البحرين
مقاصد سياحية
ومن المتاحف التي تديرها هيئة البحرين للثقافة والآثار متحف البحرين الوطني، ومتحف وقلعة البحرين، ومتحف مسجد الخميس، وجامع الفاتح، ومركز زوار طريق اللؤلؤ ومتحف قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح، ومتحف البريد، وتفتح أبوابها للزائرين يقودهم مرشدون يتحدثون بلغات عدة، للتعرف على معالم البحرين وكنوزها.
جامع أحمد الفاتح الكبير منارة إشعاع إسلامي في قلب المنامة
جامع الفاتح
ومن بين المقاصد السياحية في مملكة البحرين جامع الفاتح، وهو أكبر مكان للعبادة في البحرين وأحد أكبر المساجد في العالم وأفخمها بطرازه المعماري الإسلامي الذي يعكس ارتباط البحرين وحضارتها، بالتاريخ العربي والإسلامي.
يطل الجامع على ساحل محافظة العاصمة في منطقة الجفير، وهو وجهة للعديد من الزائرين والسياح لكونه انموذجا لفن العمارة الاسلامية.
مركز زوار طريق اللؤلؤ
لؤلؤة العمارة
ولعل أبرز المقاصد السياحية إثارة لفضول المعماريين والسياح على حد سواء، مركز زوار طريق اللؤلؤ، القائم ضمن موقع مسار اللؤلؤ في المحرق، والمدرج منذ عام 2012 على لائحة التراث الإنساني العالمي لليونسكو. ويقع المركز في قلب العاصمة السابقة للبحرين، وشيد تكريماً لصناعة اللؤلؤ في المدينة. يستمر المبنى الذي صممه المصمم العالمي فاليريو أولجياتي في جذب انتباه المعماريين والسياح. يحافظ المبنى على مفهوم التراث والعمران البحريني إذ يعكس في مختلف جوانبه عناصر عمرانية محلية مكملاً بذلك الطريق الذي تتابع هيئة البحرين للثقافة والآثار ترميم بيوته وتشييد الساحات والمواقف الخاصة به. ويترجم المبنى رؤية المهندس العالمي فاليريو في بناء موقع حديث يستخدم عناصر المباني التراثية ركيزة له، كأبراج الرياح الهوائية القديمة والموجودة في بيوت البحرين التراثية والتي على مثالها بنى عددا من الأبراج تعلو مركز زوار طريق اللؤلؤ حاملة السقف العالي للمبنى الذي يرتفع عشرة أمتار وفيه فتحات خماسية تسمح لأشعة الشمس الوصول إلى الأرض التي ما زالت تحمل بقايا السوق القديم والتراث المحلي، ومنها أطلال مبان وجدران طويلة من الحجر المحلي وبعض أعمدة بناء وبقايا سوق تقليدية، وكل ذلك ضمن الرؤية الخاصة للمهندس الذي أراد تسليط الضوء على العمق التاريخي للمكان وعلاقته بصناعة اللؤلؤ.
حتى وقت قريب، كان غواصو اللؤلؤ لا يزالون يضعون مشبكًا للغسيل على أنوفهم ويعلقون صخرة على أقدامهم، بالإضافة الى بعض سياسات الزواج والأمومة التقليدية التي تثير الدهشة.
قلعة البحرين
التاريخ في قلعة البحرين
هناك المزيد من التاريخ في قلعة البحرين، القلعة التي بحجم سفينة للرحلات البحرية تقع على بعد 20 دقيقة بالسيارة غربًا، في قلب إمبراطورية البحرين التجارية القديمة. وأكثر ما يلفت الأنظار هو الحصن الذي تركه المستعمر البرتغالي هناك ورحل، وفي الطبقات أسفل قاعدته التي يبلغ ارتفاعها 40 قدمًا توجد بقايا حضارات متعاقبة منذ حوالى 4500 عام يمكنك أن تتعرف عليها عن قرب لو زرت المتحف المجاور، ولكن في الحقيقة يصعب التركيز عندما يكون هناك مقهى مغرٍ هناك: في ظلال النخيل، وتحيط به المياه الفيروزية الصافية للخليج العربي، يمكن لأي شخص أن يطلب شايًا بالخوخ المثلج.
التسوق
وتُعد البحرين وجهة مثالية لعشاق التسوق، وهو الهواية المفضلة لزوجات لاعبي كرة القدم، حيث تضم العديد من مراكز التسوق الحديثة مثل مجمع "سيتي سنتر"، بالإضافة إلى الأسواق التقليدية مثل سوق المنامة.
يضاهي مجمع "سيتي سنتر" حجم فروعه في المدن الكبرى، ويضم 340 متجرًا و 60 مطعمًا وفندقين ومنطقة ألعاب دائمة للأطفال. تجد في المنامة أيضًا "منطقة سوق" التي تحاكي سوقًا محليًا تقليديًا فيه متاجر للتمور ومتاجر لملابس النساء.
في الوقت نفسه، يعتبر سوق المنامة الحقيقي عبارة عن نصف ميل مربع من الممرات والأزقة التي يمكنك أن تضيع فيها وتساوم على أي شيء بدءًا من الحلوى الرخيصة إلى المجوهرات الراقية.
وللاستمتاع بإجازة قصيرة في البحرين، لست مضطراً لأن يكون راتبك الأسبوعي 3.4 مليون جنيه إسترليني كما رونالدو، فزيارة هذه المملكة الجزيرية لا تتطلب ميزانية ضخمة، ولن تفرغ محفظتك، حيث توفر خيارات سياحية متنوعة تناسب جميع الأذواق والميزانيات، وستترك في نفس زائريها أثراً طيباً!
التعليقات