شهدت الرياض حدثًا استثنائيًا مع انعقاد "منتدى النساء المبدعات 2024"، الذي جمع نخبة من القياديات والمبتكرات من مختلف أنحاء العالم.
أولغا بالاكليتس المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمنتدى النساء المبدعات
إيلاف من الرياض: شهدت المملكة العربية السعودية حدثاً استثنائياً يومي 7 و8 تشرين الأول (أكتوبر) 2024، مع انعقاد "منتدى النساء المبدعات 2024" في الرياض، الذي مثل نقطة تحول كبيرة في مسار تمكين المرأة السعودية.
أقيمت الفعالية في "الكراج"، مركز الابتكار الذي يعد منصة لتعزيز ريادة الأعمال والإبداع.
هذا الحدث الاستثنائي الذي رعته الأميرة نورة بنت سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، جمع نخبة من القيادات النسائية والمبتكرات ورائدات الأعمال من مختلف أنحاء العالم.
ريبيكا ريوفريو المديرة التنفيذية لمنتدى النساء المبدعات
رؤية 2030 في قلب المنتدى
وشكلت الفعالية الفريدة تجسيدًا صريحًا لالتزام المملكة الثابت برؤية 2030، التي وضعت نصب عينيها بناء مجتمع نابض بالحياة، شامل ومتجدد تلعب فيه المرأة الدور المركزي في صياغة المستقبل.
وشهد المنتدى مشاركة نخبة من القادة الدوليين والسعوديين، الذين سلطوا الضوء على الإسهامات الجبارة للنساء في ميادين متعددة كالأعمال، العلوم، التكنولوجيا، الابتكار، والصناعات الإبداعية، ليمثل المنتدى إعلاناً صريحاً عن البيئة المثالية التي تحتضنها المملكة لنمو المرأة وازدهارها، محلياً وعالمياً.
الأميرة نورة: رمزية الحضور وقيادة الرؤية
بخبرة عميقة في القطاعات الإبداعية والثقافية، كانت الأميرة نورة حجر الزاوية في هذا المنتدى. وتمتلك الأميرة نورة بنت سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في مجال الإبداع والثقافة، ونجحت في أن تكون رمزًا للنهضة النسائية في المملكة، بشخصية ملهمة تمزج بين الشغف بالإبداع والرؤية المجتمعية. بعد حصولها على درجة الماجستير في التصميم المعاصر من معهد سوثبي للفنون، أطلقت مشروع "رُكُن" كمساحة إبداعية تهدف إلى تحويل الأفكار إلى منتجات عملية. وفي عام 2017، ومع انضمامها لبرنامج "ثنك" للقيادة التنفيذية، تطور "رُكُن" ليصبح شركة "رُكُن للتبادل الإبداعي" (Rukun Creative Exchange)، التي أطلقت مبادرة "ذات" لإعادة اكتشاف الهوية الفردية والجماعية. بفضل مشروعاتها الريادية، تمكنت الأميرة نورة من إطلاق مشروع "المشتل" الإبداعي (Almashtal Creative Incubator)، الذي يلعتب دورًا أساسيًا في رعاية المواهب السعودية وتوفير منصات لتمكين الإبداع وريادة الأعمال. وقد لفتت هذه الجهود أنظار العالم إلى التقدم الكبير الذي حققته المملكة في مجال تمكين المرأة.
عمر الشبعان، الرئيس التنفيذي لمركز "الكراج"
نجاح المنتدى يعود أيضًا إلى الجهود الكبيرة التي بذلها فريق مركز "الكراج"، بفضل الدعم الفعّال من الرئيس التنفيذي للمركز عمر الشبعان، الذي ساهم في خلق بيئة مثالية للابتكار والإبداع، مما جعل من المنتدى حدثًا ذا أبعاد عالمية ومرجعًا للفعاليات المستقبلية في تمكين المرأة.
منصة عالمية لتمكين المرأة
"منتدى النساء المبدعات"، المنصة التي أسستها رائدة الأعمال والفنانة المتميزة أولغا بالاكليتس، باتت على مدى تسع سنوات منارة مضيئة لتمكين النساء في العالم. وبرز المنتدى في السعودية كنتاج جهود فريق من القياديات النسائية البارزات، من ضمنهن ريبيكا ريوفريو المديرة التنفيذية للمنتدى في السعودية، وألكساندرا ششيلكونوغوفا المنسقة العامة، وإيسلي أوليفا ساليناس رئيسة مجلس الإدارة، وفيولا إدوارد المديرة التنفيذية. كانت قيادتهن الجماعية عنصراً أساسياً في نجاح المنتدى في إلهام النساء حول العالم.
اليوم الأول: رؤى رئيسية
انطلقت فعاليات اليوم الأول من منتدى المرأة المبدعة بكلمة ترحيبية ألقتها الأميرة نورة بنت سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود. تلت ذلك كلمات من كل من عمر الشبعان، وأولغا بالاكليتس، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمنتدى النساء المبدعات، وريبيكا ريوفريو، المديرة التنفيذية للمنتدى في السعودية. كما قدمت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة الأميركية، كلمة رئيسية سلطت الضوء على أهمية تمكين المرأة عالميًا.
افتتحت الكاتبة والصحفية المعروفة بارعة علم الدين الكلمات الرئيسية بتناولها القضايا العالمية الملحة. تلتها جلسة القيادة التي حملت عنوان "تمكين القيادات النسائية: كسر الحواجز، وقيادة الابتكار، وصياغة المستقبل"، وشارك فيها نخبة من المتحدثين، منهم بيرنيلا س. كوريزا، وميشيل ماهلكي، وإيلينيا لومباردي، والأميرة كاتارينا أميرة يوغوسلافيا، وكاساندرا هايلبرون، وأفيل لينتان، وأرادانا خوالا.
الأميرة كاتارينا
وتناول المنتدى مواضيع متنوعة مثل ريادة الأعمال، القيادة، والتحول الثقافي عبر كلمات رئيسية وجلسات نقاشية. وشملت المساهمات البارزة كلمات من الدكتورة بسمة البحيران وجيل دوكا وناهد إسحاق. كما تم تسليط الضوء على رواد الأعمال المبتكرين مثل أسوار قاضي، والسيدة تيسي أنتوني دي ناسو، التي قدمت كلمة بعنوان "من الجيش إلى مجلس الإدارة: إعادة تعريف الأدوار القيادية للمرأة".
الجلسة النقاشية "المرأة في الصدارة: من وادي السيليكون إلى الرياض" أدارتها سومي عريان، بمشاركة كل من بسمة السنيدي وأمل دخان. كما نظمت أولغا بالاكليتس جلسة "الفن والثقافة" التي جمعت أصواتاً بارزة مثل لوجينا صلاح، سوسن البهيتي، وغابرييلا دي لاكيو، وروبيل ناجي، وكانيكا سوبيروال.
وفي جلسة "تمكين المرأة في مجال التمويل"، التي أدارتها إيسلي أوليفا ساليناس، ناقش قادة المال والاستثمار، بما فيهم جيمي تشانغ ودينادا باري راوخ والدكتورة قهوة سي دوغويه، مستقبل تمكين المرأة في القطاع المالي.
الجزء الأخير من الجلسة الصباحية تضمن عرضًا من جاكلين بورك، المديرة الإبداعية في Getty Images، حول سرد القصص المرئية. أما جلسة ما بعد الظهر، فافتتحتها البروفيسورة ليزا راندال، التي قدمت رؤى حول "الإبداع والابتكار في فيزياء الجسيمات وعلم الكونيات". تلتها حوار مثير بين البروفيسورة راندال ومها المزيني بعنوان "من فيزياء الجسيمات إلى الدماغ البشري: اكتشافات جديدة".
د. سلوى الهزاع، الرئيس التنفيذي لشركة SDM
واختتم اليوم بجلسة نقاشية بعنوان "النساء الرائدات في الصناعات الإبداعية والرياضة"، شاركت فيها كريمان وسلوى أبو الجدايل، وأسوار كادي، وأفيل لينتان. بينما ناقشت الجلسة الأخيرة "قانون التوازن"، كيفية تحقيق التوازن بين الأمومة والمهنة، وأدارتها فرح شماس، بمشاركة بيرنيلا س. كوريزا والدكتورة ليندا بابادوبولوس.
اليوم الثاني: تعزيز الفرص
افتتح اليوم الثاني بكلمات ترحيبية من أولغا بالاكليتس، وإليزيه أوليفا ساليناس، وفيولا إدوارد.
بدأ اليوم بلمحة عامة عن صعود الاقتصاد الإبداعي في الخليج العربي، قدمتها الشيخة فوز فهد الصباح، المؤسس والمدير الإداري لشركة خليجك للإعلام والاستشارات.
أعقبت ذلك جلسة حوارية بين ريبيكا ريوفريو وكارين ميلين، حيث شاركت أيقونة الموضة البريطانية رؤيتها ومسيرتها ورؤيتها.
في جلسة "إطلاق العنان للإمكانات: استراتيجيات التمكين الاقتصادي للمرأة"، التي أدارتها الدكتورة إيمان بيبرس، نائب رئيس منظمة "أشوكا" العالمية، شاركت فيها الدكتورة قهوة دوغويه، وإلينيا لومباردي، ولمياء كامل، ودينادا باري راوخ، وإيسلي أوليفا ساليناس.
ألقت أيومي مور أوكي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمنظمة Women in Tech® Global، كلمة رئيسية حول سد الفجوة بين الجنسين في مجال التكنولوجيا وتمكين الجيل القادم من النساء المبتكرات، وأعقبها مؤتمر حول "قيادة الثورة الرقمية: تأثير المرأة على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والابتكار"، الذي أدارتها ريده الساعي، مؤسسة شركة Brainspark Games، وشارك فيها كل من ستورمي مور ثورنكروفت، وفاطمة الحربي، وأيومي مور أوكي، وآنا ماريا مشكورتي.
أما جلسة "أصحاب الرؤى في الإعلام والإبداع"، التي أدارتها فرزانة بادويل، الرئيس التنفيذي لشركة كرزون للعلاقات العامة، فقد شارك فيها كل من لمياء كامل، والشيخة فوز فهد الصباح، وروبيل ناجي، وجاكلين بورك.
أعقب ذلك عرض تقديمي استثنائي للدكتورة سلوى الهزاع، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة SDM، تناول موضوع "الربط بين الطب والتكنولوجيا: اجتياز التحديات وكسر الحواجز كامرأة قيادية".
وتواصلت فعاليات اليوم بجلسة "التميز الملهم: الدور الحاسم للمرشدات والقياديات"، أدارتها الأميرة نورة، وشارك في الجلسة كل من جيل دوكا، الحاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال، وبيرنيلا س. كوريزا، وأناماريا مشكورتي، وفرح شماس.
في جلسة "الازدهار معًا: صحة المرأة ورفاهيتها في العالم الحديث"، التي أدارتها الدكتورة فيولا إدوارد، شاركت فيها الدكتورة ليندا بابادوبولوس، وجيل دوكا، وستورمي مور ثورنكروفت، والدكتورة سلوى الهزاع.
واختتمت الجلسات بالجلسة الأخيرة بعنوان "النساء المبدعات في جميع أنحاء العالم اليوم: تشكيل الحياة والعمل والمجتمع"، التي أدارها أفيل لينتان، وضمت ألثيا بونس، وكانيكا سوبيروال، وميريام كاتارينا زوينجلي، وكارين رودريغيز.
وكرم المنتدى شخصيات نسائية بارزة خلال الفعالية، من بينهن:
فاطمة الحربي، أستاذة الأمن السيبراني.
سوسن البهيتي، أول مغنية أوبرا سعودية.
بارعة علم الدين، رئيسة تحرير "خدمات الإعلام".
كريمان أبو الجدايل، الأولمبية السعودية.
كما تم تكريم شركات رائدة مثل "DHL" و"شركة الدرعية"، التي ساهمت بشكل كبير في دعم المنتدى.
الاحتفاء بالثقافة السعودية
وكان المنتدى فرصة للاحتفاء بالتراث والثقافة السعودية، حيث أقيم حفل عشاء في "شرفة البجيري" في الدرعية، أحد مواقع التراث العالمي. تضمن الحفل عروضاً موسيقية، بقيادة سوسن البهيتي وغابرييلا دي لاشيو، بمرافقة أولغا بالاكليتس على البيانو.
تطلعات نحو المستقبل
ومن المقرر أن يعود "منتدى النساء المبدعات" إلى الرياض في عام 2025، مع رؤية موسعة لتعزيز تمكين المرأة وتوسيع نطاق الإبداع القيادي على المستوى العالمي.
التعليقات