إيلاف من سان فرانسيسكو: من الشرفة مباشرة... هبط روبوت أخضر ضخم يحمل صندوق بيتزا دومينوز، و"يسلّم الطلب" كما لو كان مشهدًا من فيلم خيال علمي. لكن هذه المرة لم يكن هناك خيال... بل حقيقة رقمية تتحرك بين الأبراج السكنية. في روسيا، وتحديدًا في موسكو، بدأت بعض الشركات بتجربة توصيل الطعام باستخدام روبوتات طائرة أو ذاتية الحركة، مثل هذا النموذج التابع لـ Delivery Club، المنصة المعروفة في توصيل الوجبات.

المشهد الذي اجتاح منصات التواصل الاجتماعي يُظهر روبوت توصيل وهو يسلّم البيتزا دون أي تواصل بشري، فقط يد الإنسان تمتد من الشرفة لتستلم الطلب. على غلاف البيتزا عبارة روسية تقول "أكبر من مجرد طعام"، وكأن المشهد يؤكد أن التجربة لم تعد فقط في الطعم، بل في طريقة التوصيل ذاتها.

لكن روسيا ليست وحدها.
في كاليفورنيا، الولايات المتحدة، انتشرت عربات صغيرة ذاتية القيادة من شركة Serve Robotics (سيرف روبوتيكس) وهي تتنقل على الأرصفة لتوصيل الطعام إلى أبواب المنازل. في لندن، شركة Starship Technologies (ستارشيب تكنولوجيز) توفر خدمة توصيل البقالة باستخدام روبوتات تسير على ست عجلات وتفتح بكود سري فقط. أما في طوكيو، فبإمكانك أن ترى روبوتًا يسير جنبًا إلى جنب مع المارة، يحمل السوشي أو الأدوية، ويعرف طريقه بدقة عبر خريطة مدمجة.

هذه الابتكارات لم تعد مجرد تجارب. بل أصبحت حلولًا واقعية في ظل ارتفاع الطلب على الراحة، وتفادي التلامس المباشر، وتسارع نمط الحياة. بل إن بعض هذه الروبوتات مزوّدة بكاميرات وميكروفونات للتواصل، وأخرى مزوّدة بتقنيات التعرف على الوجوه أو بصمة الصوت لتسليم الطلبات بأمان.

ولعلّ التحدي الأهم أمام هذه التكنولوجيا ليس في التنفيذ، بل في البنية التحتية والتشريعات. هل الأحياء مؤهلة؟ هل الأرصفة كافية؟ من يتحمّل المسؤولية في حال تعطل الروبوت أو ضياع الطلب؟ أسئلة لا تزال مطروحة، لكنها لم توقف هذا السباق التقني.